عادي

فضل شهر شعبان وكيفية الاستعداد لاستقبال رمضان المبارك

13:12 مساء
قراءة دقيقتين
الهلال

الخليج
ساعات قليلة للغاية تفصلنا عن شهر شعبان المبارك، الذي أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، بكثرة العمل الصالح فيه، خاصة أنه يتوسط شهرين كريمين، هما رجب ورمضان.
وسأل الصحابي الجليل أسامة بن زيد، رضي الله عنه وأرضاه، رسول الله صلى الله عليه وسلّم، عن سبب كثرة صيامه في هذا الشهر قائلاً: «يا رسول الله: لَمْ أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟»، فأجاب صلى الله عليه وسلم بقوله: «هذا شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم» رواه النسائي.
ويعتبر شهر شعبان بمثابة المعسكر لشهر رمضان المبارك، الذي يصوم فيه المسلمون، ويتجهون إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء، وتمتلئ المساجد بالمصلين في الصلوات الخمس وصلاة القيام والتهجد.
ولهذا السبب، فقد حثّنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على مضاعفة الأعمال الصالحة والتقرب إلى الله عز وجل في شهر شعبان، حتى يكون المسلمون على أتم الاستعداد والجاهزية لاستقبال شهر رمضان، الذي تزيّنه ليلة القدر، وهي ليلة خير من ألف شهر.
وعن صيامه صلى الله عليه وسلّم في شهر شعبان، قالت السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صياماً منه في شعبان».. رواه البخاري ومسلم.
ويقول العلماء إن الحكمة من كثرة الصيام في شعبان أن الأعمال تُرفع فيه إلى الله عز وجل، حيث إن أعمال الليل ترفع بعد صلاة الفجر وأعمال النهار ترفع بعد صلاة العصر، وأعمال الأسبوع ترفع يومي الاثنين والخميس، وأعمال السنة ترفع في شعبان.
والدافع لحثّ النبي صلى الله عليه وسلم لأمته على الاجتهاد والعمل الصالح في شهر شعبان، هو حبه لأمته، ورغبته في أن تنجو من العذاب وتفوز برضا الله عز وجلّ، ورغم أن النبي صلى الله عليه وسلّم قد غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فإنه كان أكثر الناس عبادة وتقرباً من الله وخشية له، وكان يكثر من الصيام والقيام وقراءة القرآن.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"