عادي

نفايات العالم.. فرصة جديدة للحياة والإنتاج

22:31 مساء
قراءة 3 دقائق

إعداد: مصطفى الزعبي

يزور صاحب دراجة من ماركة «أبيركل» للعناية بالبشرة كل يوم 25 مقهى في لندن ويجمع حوالي 100 كجم (220 رطلاً) من القهوة المطحونة التي كان من الممكن التخلص منها، بالإضافة للزهور الباهتة التي يتخلص منها باعة الزهور وبقايا توابل الشاي. فالقمامة أصبحت اليوم ثمينة بفضل إعادة التدوير من مقشر الوجه إلى الملابس والزجاجات البلاستيكية والأثاث المزين، وتكتسب جهود إعادة تدوير أو إعادة استخدام منتجات النفايات زخماً في بريطانيا.

أنشأ البريطانيان آنا برايتمان وشقيقها ويل برايتمان شركة «أبيركل» قبل 6 سنوات، حيث تعيد استخدام القهوة لصنع منتجات التجميل، وإضافة مكونات مثل منقوع البابونج أو مسحوق مصنوع من الزيتون. وأخذ الشقيقان زمام المبادرة لتأسيس أعمالهما الخاصة بعد العمل في الشركات متعددة الجنسيات.

وقالت آنا برايتمان «أردت أن أفعل شيئاً أقرب إلى قلبي». وأضافت: «كان أخي هو مصدر الإلهام الأولي عندما سأل بدافع الفضول في المقهى الذي كان يذهب إليه كل يوم عما يحدث لبقايا القهوة، وصُدم عندما علم أنه يتم التخلص من القهوة في مكب النفايات ويدفعون مقابل ذلك».

وأكدت أنه بمجرد بدء مجموعات استخدام القهوة بدأ الناس في الاتصال بنا بشأن جميع أنواع المنتجات المقدمة مشيرة إلى أن أكثر من 15 نوعاً في مجموعتهم يصنع من إعادة تدوير القهوة.

وقال الخبراء كل عام، يتم التخلص من نصف مليون طن من القهوة المطحونة في المملكة المتحدة وتزعم الشركة أنها أعادت تدوير 400 طن حتى الآن.

ومع ذلك، فقد اعترفت آنا برايتمان بفكرة تسويق منتج تجميل مصنوع من «بقايا المواد الاستهلاكية» في البداية من قبل المطلعين على الصناعة.

وأضافت أن الشباب «أكثر انفتاحاً على فكرة إعادة التدوير لأسباب واضحة، فهم قلقون بشأن مستقبل كوكبنا».

وقالت باربرا سكوت-أتكينسون، مُركِّبة منتجات أبيركل، إن «تفل القهوة» المستخدم يعمل بشكل أفضل كعنصر للعناية بالبشرة مقارنة بالمكونات الجافة. حيث تُسخن وهي رطبة. وهذا يجعلها أكثر ملاءمة للاستخدام من البن المطحون العادي ويزيد مستوى مضادات الأكسدة.

وترسل الشركة المكونات لإعادة استخدامها في مصنعها على الساحل الجنوبي الغربي لبريطانيا.

وتنبعث رائحة الزيوت العطرية من الحمضيات عبر المصنع حيث يتم استخدامها لصنع مقشر.

وعملية الإنتاج بسيطة: تُخلط القهوة المطحونة بالسكر والزيوت الأساسية، ثم تُضاف زبدة الشيا المخفوقة وتُضاف مادة حافظة طبيعية. ثم يُسكب المقشر في عبوات زجاجية، يتم توزيع 3000 منها في جميع أنحاء المملكة المتحدة كل أسبوع. وينمو الطلب بسرعة، لا سيما في الولايات المتحدة، وفقاً للشركة، التي تحجم عن إعطاء أرقام حول مبيعاتها أو نموها.

ابتكار

قالت آنا برايتمان إنه نتيجة لذلك، ولمكافحة تدمير موارد كوكب الأرض، يبتكر رواد الأعمال والمصممون بشكل متزايد طرقاً جديدة للاستفادة من النفايات.

وعرض معرض بعنوان «Waste Age» في متحف التصميم بلندن، استخدام ألياف السيزال للمصمم المكسيكي فرناندو لابوس، الذي درس في مدرسة الفنون المركزية في لندن.

ويحول لابوس الألياف الطبيعية للنبات المستخدمة في صنع التكيلا إلى أثاث مثل الطاولات والمقاعد والأراجيح الشبكية.

كما أنه يستخدم كعكات الذرة الملونة من موطنه لصنع الأثاث والقشرة، مما يساعد على تعزيز «الاقتصاد الدائري» وتوفير فرص العمل. وقالت جيما كيرتن، أمينة المعرض: «في المملكة المتحدة، نعيد تدوير 15% من نفاياتنا، والباقي يُحرق أو يوضع في مكب النفايات».

وعرض معرض متحف التصميم كراسي مصنوعة من ثلاجات قديمة وسلال مزينة بشباك صيد عادت من المحيط وإبداعات لمصممي أزياء، مثل ستيلا مكارتني وفيبي إنجلش، الذين يستخدمون إعادة التدوير، وأثاث ومكعبات بناء مصنوعة من فناجين القهوة الجاهزة. وفي بريطانيا وحدها، يتم التخلص من 2.5 مليار منها كل عام، بسبب غلافها البلاستيكي الرقيق الذي يجعل من المستحيل إعادة تدويرها.

ودفعت الكميات الهائلة من المواد البلاستيكية المصنوعة التي ثم التخلص منها على مستوى العالم العلماء إلى المطالبة بوضع حد أقصى للإنتاج بشكل عاجل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"