اقرأ ولكن

00:46 صباحا
قراءة دقيقتين

كثيرة هي النصائح التي تتحدث عن الأثر الإيجابي للقراءة، وهي في الحقيقة كلمات في محلها؛ فالقراءة تصنع إنساناً متمكناً وتمنحه القوة لمواجهة التحديات على اختلاف أنواعها. وكما يقال المعرفة قوة، والمعلومات التي تكتسبها من القراءة لا تقدر بثمن، وقد ترى أنك لا تحتاجها، لكن الحياة طويلة والعمر مستمر والأحداث لا تتوقف، ولا أحد يعلم ما الذي ستحتاجه في المستقبل القريب أو البعيد، لذا كل ما تكتسبه من القراءة إما أن يكون له أثر قريب الأمد أو بعد عدة سنوات، ومهما كان فما تقوم بقراءته سيرتد عليك بشكل إيجابي.
ومع أن فوائد القراءة متعددة وكثيرة ومتنوعة، إلا أن لها متطلباً حيوياً ومهماً، وهو يتمثل في سؤال عفوي وعميق في اللحظة نفسها وهو: ما الذي تقرأه؟ هذا السؤال يعني ما الذي تحتاج فعلاً لقراءته، ما الذي تحتاجه وتنقصك المعلومات حوله، أو لا تملك حوله أي جانب مفيد، ولا يمكن أن تكمله إلا بالقراءة التي تمنحك المعلومات التي تسد هذا النقص؟. 
والذي أشير له أنك تضع خطة للقراءة، تراعي فيها جانب المعرفة الشخصية، فما الفائدة أن تقرأ في جانب أنت ملم به، ولا يضيف لك شيئاً جديداً، سوى إضاعة الوقت، ورغم هذا يجب أن نحذر ونعرف أن ما نقرأه ليس بالضرورة حقيقة مطلقة، يجب أن تكون لنا أفكارنا المستقلة عن الآخرين، وألا نتأثر ونلغي دور ومهمة العقل، بل من الأهمية أن يكون له حضور قوي خلال القراءة بواسطته نحكم ونفكر بدقة ورؤية. 
للفيلسوف والناقد جورج برنارد شو، كلمة معبرة في هذا السياق: «القراءة جعلت «دون كيشوت» إنساناً محترماً، لكن تصديقه لما يقرأ جعله مجنوناً». وهكذا يجب أن ندرك أن ما تتم قراءته يجب أن يمر على العقل والفهم والتفكير، ولا نتبنى أو نتحمس، بل نأخذ ما يفيد وما نحتاج له، أيضاً البعض من الناس عند القراءة، يصاب بحالة من الملل، وهذا يعود لعدم الاختيار الصحيح للكتاب المناسب له، فقد أختار كتاباً متخصصاً أو يحتاج لمهارة ما، وموضوع اختيار الكتاب، من المواضيع الحيوية والمهمة جداً، ورغم هذا فإن التطرق له ومناقشته محدودان جداً ولا يقومان على هذه الأهمية.
نعم للقراءة، ولكن احذر تبني آراء ووجهات نظر المؤلف، لا تلغ العقل وعملية التفكير، أيضاً أحسن اختيار ما تقرأ، وركز على ما ينقصك وما تحتاجه.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"