طفل اليوم قائد الغد

23:54 مساء
قراءة دقيقتين

يشكل موضوع الطفل بشكل عام محوراً هاماً وركيزة رئيسية من ركائز استراتيجيات دولة الإمارات، لضمان حقوقه كافة، وتوفير بيئة محفزة ومواتية لنموه بشكل طبيعي، وصولاً إلى مجتمع صديق للطفل بشكل شمولي، انسجاماً مع الموروثات التاريخية للمجتمع الإماراتي، وتطبيقاً لقانون «وديمة» الذي ينص ويؤكد على دعم الطفل، فضلاً عن استثمار الدولة في الأطفال وفقاً لرؤية حكيمة ترى طفل اليوم قائداً في الغد.
وقد ارتأيت أن أتطرق في مقالتي إلى الطفل، كون الاحتفاء بيوم الطفل الإماراتي ينطلق في ال 15 من مارس الجاري، ما يقودني إلى استعراض تجربة إمارة الشارقة في هذا الجانب، بعد أن عرفنا الاستراتيجية المركزية في الدولة تجاه الطفل، وجهودها الكبيرة في تعزيز مكانته وتطوير مواهبه وقدراته والحفاظ على حقوقه كاملة غير منقوصة.
ففي إمارة الشارقة نماذج حية وصورة مشرقة ومبادرات نوعية تصب جميعها في مصلحة الطفل، ولعلها من أكثر الوجهات التي حرصت على وضع تصميم برامجي شمولي يضم في جعبته حقوقه الصحية، والتعليمية، والاجتماعية، والترفيهية، ووفرت له كافة الإمكانات ليحظى ببيئة زاخرة بالفرص التعليمية والتمكينية التي تتناسب ومختلف الفئات العمرية للأطفال والناشئة.
وفتحت الإمارة الباسمة الباب على مصراعيه لرؤية تشمل منظومة متكاملة، تجمع بين بيئة العمل والأسرة، وأثرها في تنشئة أجيال المستقبل، فرسخت تلك الرؤية التنموية والحضارية الإطار العام الذي تسير عليه دولة الإمارات، والنهج الخاص الذي رسمته إمارة الشارقة لنفسها، مسجلة بذلك أحد أبرز الإنجازات على مستوى رعاية الأطفال والناشئة.
وسيرى المتتبع لمسيرة إمارة الشارقة ثمار توجهاتها في العديد من المشاهد، ولن يكون أولها حصد الإمارة لقب «الشارقة صديقة للطفل»، ولن يكون آخرها ما تحققه من قفزات نوعية كبرلمان الطفل العربي في الشارقة، أو كجودة التعليم التي توفرها فروع لكبريات المدارس العالمية التي رأت في الشارقة بيئة تعليمية محفزة، دون أن ننسى الواقع الصحي النوعي، بالإضافة إلى الوضع الاجتماعي والترفيهي حيث وفرت الشارقة 17 متحفاً متنوعاً منها ما هو مخصص للأطفال، لتحفيز مخيلاتهم وإكسابهم المعرفة والعلوم عبر التجارب العلمية الترفيهية، وغيرها الكثير من الشواهد التي يطول الحديث عنها.
وقبل أن أختتم لا بد لي من الإشارة من واقع عملي الأكاديمي والتعليمي، إلى التجربة النوعية التي عاشتها الشارقة في ظل الأزمة الصحية التي عصفت بالعالم، وسرعة الاستجابة والتعامل مع نوع جديد من التعليم والانتقال إلى التعلم عن بعد لتشكل هذه الخطوة تأكيداً صارخاً على حرص الإمارة ودعمها لحقوق الطفل التعليمية وغير التعليمية. 
ولهذا فإنني أرى أنه من الواجب علينا جميعاً من أجل الحفاظ على المكتسبات، ومواصلة تعزيز واقع الطفل، وكتعبير عن امتناننا لوطننا الإمارات الذي يعتبر وطن الجميع، ولإمارتنا الوجه المشرق والباسم أن نبذل مزيداً من الجهود التي تقود إلى مزيد من المنجزات في واقع الطفل بشكل عام. وبما أننا في دولة بات فيها المستحيل ممكناً فإنني أرى أطفالنا قادة وعلماء ومفكرين ومبدعين ما دمنا نواصل المسيرة في ظل قيادة رشيدة ودولة حانية وحاضنة لأبنائها ومقيميها وزوارها.
أمين عام مجلس الشارقة للتعليم
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أمين عام مجلس الشارقة للتعليم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"