تحقيق: حصة سيف
الاستمرار في التدريب والتعلم وتكثيف الجهود لتطوير أدوات التدريس ومنهجياته، كان منهج أفضل معلمة في الدولة، التي حصلت على وسام رئيس مجلس الوزراء، وهي الدكتورة عائشة محمد الشحي، معلمة اللغة العربية، الحاصلة على الدكتوراه في الأدب والنقد، وطورت مهاراتها بالحضور والمشاركة في أكثر من 800 ورشة ومؤتمر ودورة، على مدى عشرين عاماً، طوال مراحل تدريسها، وحصلت على 29 جائزة تربوية. إنها ملكة الجوائز، كما قدمت أكثر من 80 ورشة ومحاضرة تربوية، وسافرت إلى أربع دول، للاستفادة من الخبرات التدريسية وعرض تجربتها التربوية.
كان نتاج تلك الخبرات والجوائز التي أثبتت تميزها في التدريس، تفوق طالباتها في مادة اللغة العربية، ودخول بعضهن مجال النشر، وأطلقت على آخر مبادراتها اسم «بصمة قلم»، وهي من إنتاج طالباتها اللواتي قامت بإرشادهن للقاء بالأديبات والكاتبات، وكتابة سيرهنّ وخبراتهنّ الأدبية، وإعداد المجموعة للنشر. كما طبقت استراتيجيات عدة في التدريس، أهمها «المدونة» المأخوذة من التجربة السويسرية. وطبقت نظام بطاقات التفكير الحر، وهي تجربة من سنغافورة، وتستخدمها مع طالباتها في العصف الذهني لحل المشكلات، ومكعّبات الليغو، أخذت الفكرة من هولندا، واستفادت من مهارات المعلمين في الأردن. ومن مبادراتها أيضاً إصدار الطلبة لكتيب صغير، هو صفحة للرسم وصفحة أخرى للقصة.
«الخليج» حاورتها في أسرار التميز، وخبراتها ومسيرتها المهنية، التي امتدت لعشرين عاماً وما زالت في قمة عطائها في التدريس، وتقول: دخلت التدريس في عام 2002 وتخرجت في كلية الشريعة واللغة العربية، بكالوريوس لغة عربية عام 2000، وعملت معلمة في المدرسة نفسها وكان اسمها سابقاً «مدرسة نورة بنت سلطان»، وأثناء بداياتي في التدريس أكلمت دراستي العليا في الماجستير بتشجيع من أختي رحمها الله تعالى، وكانت تدرس ماجستير كذلك، ودخلت الماجستير في كلية الدراسات الإسلامية والعربية وحالياً اسمها «جامعة الوصل».
حصلت على الماجستير عام 2007، وفي العام نفسه، أعلنت جامعة الوصل فتح الباب لدراسة الدكتوراه، فدفعني طموحي لإكمال درب العلم، وتخرجت ونلت الدكتوراه عام 2017.
وعن الجوائز التي حصلت عليها، تقول: أول جائزة حصلت عليها كانت «جائزة خليفة» (فئة المعلم المبدع) عام 2016، وقدمت لي الدعم حينها بالتشجيع والإرشاد المعلمة شيخة الشرهان، وكان أول تأسيس لي باستمارات الجوائز في جائزة رأس الخيمة، وأول مسابقة أفضل ملف إنجاز لمعلم اللغة العربية من «جمعية حماية اللغة العربية» في الشارقة في عام 2012 في الدولة. كما حصلت على «جائزة رأس الخيمة للمعلم المتميز» وفئة أفضل بحث تربوي في عام 2017. وفي العام نفسه، نلت جائزة معلم الإمارات المبتكر أطلقتها وزارة التربية والتعليم، بالتعاون مع مؤسسة جيمس. عام 2018 حصلت على «جائزة الشارقة» فئة المعلم المتميز، وفي عام 2019 حصلت على جائزة القائد المؤسس أطلقتها وزارة التربية والتعليم. وفي عام 2020 حصلت على جائزة رأس الخيمة فئة المعلم مستدام التميز، وفي عام 2021 جائزة خليفة في مجال الإبداع باللغة العربية فئة المعلم المتميز.
وتتمثل آخر الجوائز في حصولي على «وسام رئيس مجلس الوزراء لأفضل معلم»، وكانت المنافسة قوية في الدولة. وأشكر من قدم لي التغذية الراجعة والتقييم، ومن أبرزهم علياء الحولة، اختصاصية دعم في مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، والدكتور محمود رواجبة، خبير ابتكار، وكنت قد رشحت سابقاً في سنة 2019 للوسام نفسه، ورشحت ضمن أفضل خمسة معلمين. وأضافت لي تلك الجوائز الخبرة والتطوير المستمر، ودائماً ما تشجعني أسرتي كذلك على الاستمرار في تطوير مهاراتي، وأن لا أقف عند حدّ معين بالتعلم والتعليم، وكذلك طالباتي يفتخرن بمعلمتهنّ وهذه مكافأة إضافية.
تميز طالباتي جائزة الكبرى
ما أبرز النتائج التي حصلت عليها من تلك الجوائز والدورات التدريبية؟
تميز طالباتي في حد ذاته جائزة كبرى لي؛ فنجاحي في طالباتي اللواتي أكملن حب اللغة العربية، وبعضهنّ وصلن لتأليف القصص في أدب الطفل، وربطن الدراسة النحوية بالكتابة اللغوية، وبعضهن أنتجن 20 قصة في طريقها حالياً للطباعة والنشر. ولدي ممارسات متميزة في التعليم والتعلم عرضت بوصفها أفضل الممارسات محلياً وعالمياً، ودربت عدداً كبيراً من المعلمين على البرامج التي استفدت منها، وأعددت 20 مذكرة إلكترونية، ووظفت 30 أداة وبرامج تكنولوجية، وقمت بإعداد اختبارين مركزيين، ونفذت 10مشاريع إثرائية وعلاجية، ما رفع مستوى تحصيل الطالبات. كما أعددت 300 ورقة عمل راعت الفروق الفردية، وربطتها بالمواد الأخرى وبالثقافة الوطنية الإسلامية، وأعددت 160 ملفاً إلكترونياً، ونشرت 100 فيديو تعليمي في اللغة العربية على قناة «تيلجرام». كما نفذت 70 استراتيجية حديثة منها: نابغة اللغة العربية، ومكعبات الليغو، وقصص النحو القصيرة، مواكبة لتوجهات الدولة في الابتكار والقراءة ومئوية زايد. كما طبقت استراتيجية stream في التعليم، وابتكرت بطاقات مساحة التفكير الحر المستوحاة من التجربة السنغافورية، ونشرتها في المدرسة وفي مجتمعات التعلم. كما طبقت استراتيجية المدونة المستوحاة من التجربة السويسرية، نقلت أثرها إلى 45 معلماً ومعلمة لمجتمعات التعلم المهنية عام 2018، وطبقت التجربة معلمة زميلة لي على طالباتها وشاركت بها في منتدى الخليج لأفضل الممارسات، وأثمرت جهودها تفوق طالباتها، وتحقيق المركز الأول من 110 مدارس في الدولة في اللغة العربية لطالبات الثاني عشر.
كما حصلت 4 طالبات على مستوى يفوق «إمسات» اللغة العربية بعد تدريبهن على مهاراته، وحصلت 3 من طالباتي على الدرجة النهائية في امتحان نهاية الفصل الدراسي الأول و31 طالبة على 90 فما فوق من أصل 85 طالبة في عام 2019.
