مراكز للموهبة

02:08 صباحا
قراءة دقيقتين

عيسى صالح الحمادي*

تتعدد الأيام التي ترتبط بالمناسبات والأحداث سواء أكانت أياماً على المستوى العالمي أو الإقليمي أو الوطني، والتي تهدف إلى نشر الوعي والثقافة والتوعية بأهمية القضايا التي ترتبط بتلك المناسبة، والاحتفاء بالإنجازات التي تحققت في مجالها، وتقويم الخطط والسياسات التي تم إقرارها، وما تحقق فيها من أهداف منشودة، إضافة إلى تنظيم الفعاليات والبرامج على مستوى المؤسسات المعنية بالمجتمع، للتفاعل مع تلك المناسبة في يومها.

ويعد التفاعل مع هذه المناسبات باختلاف المستويات التي تمثلها، مؤشراً على أهمية الحدث الذي يمثل هذه المناسبة؛ وذلك من خلال آليات محددة، كذلك باختلاف البعد الجغرافي الذي تحدده المظلة الخاصة للمنظمات باختلاف أبعادها الدولية أو الإقليمية أو الوطنية، ومن أبرز تلك المنظمات أو الجهات الإقليمية، مكتب التربية العربي لدول الخليج الذي تمثله سبع دول أعضاء، والتي اعتمدت مناسبات خاصة من منطلق أهمية تلك المناسبات في استثمارها الاستثمار الأمثل، لبناء مستقبلها بما تملكه من موارد بشرية ومادية، ومن أهم تلك المناسبات، هي المناسبات ذات الارتباط بمجال التربية والتعليم؛ لأنها تُعنى ببناء العقول والفكر، وهو أصل ومنطلق كل بناء واستثمار، وعندما نبحث في مجال الفكر عن مستوياته وعملياته العقلية، يأتي الإبداع في أعلى مستوياته الدماغ لدى الإنسان، ولأن الإبداع هو مصنع ونتاج للأفكار الجديدة غير المألوفة والتي تحدث تغييراً جذرياً في مجال التطوير؛ فإنه يعد استثماراً وطنياً جذرياً وعظيماً؛ ومن هنا جاء اهتمام مكتب التربية العربي لدول الخليج وأجهزته بتخصيص يوم خليجي للموهبة والإبداع.

 تأتي مبادرات وبرامج الموهبة والإبداع ضمن أولويات الخطة الاستراتيجية بمكتب التربية العربي لدول الخليج، لأهمية هذا المجال في استثمار الثروة الفكرية والعقلية لهذه الفئة من الطلبة، وتتجلى جهود مكتب التربية العربي وأجهزته في العديد من البرامج، ومن أبرز تلك الجهود إصدار: (اكتشاف الموهبة ورعاية الموهوبين) ضمن سلسلة (إضاءات تربوية) وإصدار: (اكتشاف الموهبة ورعاية الموهوبين)؛ حيث يتضمن التحديات التي تواجه رعاية الموهوبين، ومن ثم يقدم الوسائل والأساليب الملائمة لاكتشافهم ورعايتهم.

وعليه، ندعو جميع المؤسسات المعنية في المجتمع سواء في مرحلة التعليم العام أو التعليم الجامعي إلى ضرورة تأسيس مراكز للموهبة والإبداع، لها شخصية اعتبارية مستقلة، لتكون متمكنة من اتخاذ القرارات، ورسم السياسات، وتحقيق الأهداف من خلال بناء الخطط الاستراتيجية في مجال رعاية هذه الفئة الخاصة من الموهوبين والمبدعين، وتحديثها باستمرار، نظراً لتجدد المتغيرات البيئية والتربوية والتعليمية والتقنية، وأيضاً لارتباطها باحتياجات المجتمع وسوق العمل في المستقبل، ومن أجل إعداد جيل يقود موهبته وإبداعاته، ليسهم بها في بناء وطنه، متحصناً بقيم المواطنة، ومتمكناً من مهارات المستقبل.

* مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالشارقة

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"