عادي

«زلة لسان» بايدن عن بوتين تربك جهود واشنطن وتفاجئ الحلفاء

22:38 مساء
قراءة 3 دقائق

واشنطن: (أ ف ب)

ترددت في أنحاء العالم أصداء تصريح الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي قال فيه، إن نظيره الروسي فلاديمير بوتين «لا يمكنه البقاء في السلطة»، ما دفع إدارته للإسراع إلى توضيحه، وتجنّب إرباك جهود واشنطن لحشد جبهة موحدة بشأن النزاع في أوكرانيا.

تصريح بايدن الذي جاء في كلمة ألقاها في وارسو في ختام جولة دبلوماسية أوروبية استمرت ثلاثة أيام، وصفه سيناتور جمهوري بأنه «زلة لسان مروّعة». واعتبر محلل بارز أنه قد يؤدي إلى إطالة أمد الحرب.

كما حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من أن مثل هذه العبارات يمكن أن «تصعد» النزاع الذي تسعى واشنطن وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي إلى احتوائه، وأن تقوّض الجهود الغربية لمساعدة الأوكرانيين المنكوبين.

رص الصفوف

وجاء التصريح في ختام خطاب حازم، السبت، أنهى به بايدن جولة في أوروبا هدفت إلى رصّ الصفوف في مواجهة العملية العسكرية الروسية.

كلماته المرتجلة «بحق الله، لا يمكن لهذا الرجل أن يبقى في السلطة»، فاجأت حتى مستشاريه لجنوحها البارز عن السياسة الأمريكية في التعامل مع النزاع حتى الآن. ولم يتأخر البيت الأبيض في التدخل، وأوضح بعد دقائق من الخطاب أن بايدن لم يدع إلى «تغيير النظام» في روسيا.

لكن تعليقات بايدن التي سبقها بساعات، وصفه لبوتين بأنه «جزّار»، أثارت غضباً في موسكو، وخلّفت دهشة في الدول الحليفة، وجعلت مستشاريه في حال تأهب قصوى لتهدئة الانتقادات. وانضم وزير الخارجية أنتوني بلينكن، إلى المسؤولين الذين نفوا بشدة، أن يكون بايدن دعا إلى إطاحة بوتين. وقال بلينكن إن ما قصده بايدن، هو أنه «لا يمكن تمكين بوتين لشن حرب أو الانخراط في عدوان على أوكرانيا أو أي جهة أخرى». وأضاف: «اختيار من يكون رئيس روسيا يعود للروس».

رد إنساني

وكلفت واشنطن سفيرتها لدى حلف «الناتو» جوليان سميث، بتأكيد الرسالة نفسها، فصرحت عبر شبكات التلفزيون بأن «الولايات المتحدة ليست لديها سياسة لتغيير النظام في روسيا. نقطة على السطر». وأوضحت لبرنامج «حالة الاتحاد» على شبكة «سي إن إن»، أن تصريحات بايدن «رد فعل إنساني مبدئي بعد الروايات التي سمعها» خلال زيارة للاجئين أوكرانيين في بولندا حرّكت مشاعره.

لكن ماكرون الذي تحدث مرات عدة مع بوتين منذ بدء الحرب، حذّر الغرب من «تصعيد الكلام والأفعال» أو المخاطرة بإعاقة الجهود الإنسانية الحيوية، بما في ذلك الآمال في إجلاء العالقين في مدينة ماريوبول المنكوبة.

وأكد السيناتور الجمهوري جيم ريش أن تصريحات بايدن، تتعارض مع جهود إدارته لوقف تصعيد النزاع. وقال ريش لشبكة «سي إن إن»: «لا شيء يمكن أن يؤدي للتصعيد أكثر من الدعوة إلى تغيير النظام».

زلة مروعة

ويعرف بايدن منذ عقود بكثرة زلات لسانه، وتسابقت صحف سابقاً إلى وضع قوائم ب«أهم 10 زلات لسان له على الإطلاق». واعتبر ريش أن الرئيس أطلق مرة أخرى النار على قدمه. ومع تشديده على أن بايدن ألقى «خطاباً جيداً»، لفت ريش إلى ارتكابه «زلة لسان مروّعة في نهايته». وتابع: «أتمنى أن يلزموه بنص الخطاب المكتوب».

لكن لم ير الجميع أن التصريح يحمل تهديداً غير معلن، أو أنه حتى زلة لسان. واعتبر السفير الأمريكي السابق لدى روسيا مايكل ماكفول عبر «تويتر»، أن كلمات بايدن يجب أن تُقرأ بشكل مختلف.

وقال: «عبّر بايدن عما يعتقده مليارات الناس حول العالم والملايين داخل روسيا أيضاً، وهو لم يقل إن على الولايات المتحدة إزاحته من السلطة، هناك فرق»، لكن خبراء في الولايات المتحدة والخارج انتقدوا بايدن بشدة. وقدّر الدبلوماسي الأمريكي ريتشارد هاس الذي يرأس منظمة «مجلس العلاقات الخارجية»، أن نزيل البيت الأبيض «جعل الوضع الصعب أكثر صعوبة والوضع الخطر أكثر خطورة».

وأردف هاس عبر «تويتر»: «سيرى بوتين ذلك أنه تأكيد لما كان يؤمن به طوال الوقت». وبالقدر نفسه من الصرامة، قال الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، فرانسوا هايسبورج، إنه من الأفضل للقادة الأمريكيين ألا «يطلقوا العنان لأفواههم».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"