عادي
ظاهرة ثقافية تعليمية جديدة فرضتها التكنولوجيا الحديثة

القراءة الإلكترونية...تقنيات جديدة غيرت علاقة الطلاب بالكتب

00:06 صباحا
قراءة 5 دقائق
1

تحقيق: آية الديب
ظاهرة ثقافية تعليمية جديدة فرضها التقدم التقني والتكنولوجي على الساحة التعليمية، وهي القراءة الإلكترونية، فبالتزامن مع التسارع في التقدم التكنولوجي وتطبيق التعليم عن بعد لفترة طويلة تغيرت أنماط القراءة وزاد اعتماد الطلاب والمدارس على المكتبات الرقمية والمنصات الافتراضية للقراءة، وتراجع الإقبال على الكتب الورقية المطبوعة، وأصبحت شريحة عريضة من طلاب المدارس يميلون إلى القراءة الإلكترونية مقارنة بقراءة المحتويات المطبوعة.

أكد مسؤولون في مدارس في أبوظبي أن القراءة الإلكترونية باتت ظاهرة تعليمية لا يمكن تجاهلها، وأنها شجعت طلاب مختلف المراحل الدراسية على القراءة ولاسيما فئة الطلاب الأكبر سناً الذين يزيد ارتباطهم بالتكنولوجية، لافتين إلى أنهم عملوا جاهدين على تشجيع الطلاب على القراءة الورقية والإلكترونية بالتزامن مع شهر القراءة.

أكد معلمون أن الكتب المطبوعة أكثر ارتباطاً وتأثيراً في ذهن الطلاب مقارنة بالكتب الإلكترونية، لافتين إلى أن الطلاب في الأعمار الصغيرة أكثر ميلاً إلى الكتب الإلكترونية المسموعة التي تعتمد على طريقة السرد الصوتي.

ورأى أولياء أمور أن القراءة الإلكترونية وميل الطلاب المتزايد لها أحد النتائج التي فرضتها جائحة فيروس كورونا، التي تم الاعتماد خلالها على المنصات الإلكترونية للقراءة عوضاً عن زيارة المكتبات المدرسية، مشيرين إلى أن أسلوب عرض الكتب للطلاب واختيار الرسومات والألوان هو العامل الرئيسي لجذب الطالب.

مكتبة صفية

وقال محمد نظيف مدير إحدى المدارس الخاصة: «القراءة الإلكترونية باتت ظاهرة تعليمية لا يمكن تجاهلها، وبهذا الصدد وبالتزامن مع شهر القراءة أنشأنا في المدرسة مكتبة إلكترونية صفّية أي مكتبة إلكترونية لكل صف دراسي وزودنا الطلاب وأولياء الأمور بروابط الوصول إليها، وتتضمن هذه المكتبة الكتب والمحتويات التي تتناسب مع أعمار الأطفال في كل صف دراسي».

وأضاف: «خلال شهر القراءة عملنا كذلك على أنشطة تضمنت تنفيذ الطلاب لمسرحيات قرائية، وأطلقنا تحدي قراءة على مستوى المدرسة، ونفذنا جلسات قرائية في أماكن مختلفة في المدرسة وليس في موقع المكتبة فحسب، فضلاً عن تخصيص حصص أكثر للقراءة ضمن جدول الطلاب للتعليم اليومي خلال مارس – شهر القراءة – الجاري».

مراحل مختلفة

ورأت عائدة نمر سعادة مديرة القسم العربي في إحدى المدارس الخاص أن القراءة الإلكترونية شجعت طلاب مختلف المراحل الدراسية على القراءة قائلة: طلاب الحلقة الأولى ونظراً لحداثة أعمارهم عادة ما يميلون إلى القصص والكتب التي تتضمن سرداً لأحدث مشوقة والقصص الورقية والإلكترونية توفران هذا السرد، ويميل الطلاب بصورة أكبر للمحتوى الذي يقدم صوراً تدعم خيالهم وتساعدهم في تصور الأحداث بغض النظر عن كونها إلكترونية أو ورقية.

وأضافت: الطلاب بالفئة العمرية الأكبر وعلى سبيل المثال فئة طلاب الحلقة الثالثة، غالبيتهم يميلون إلى القراءة الإلكترونية والمحتويات الغريبة التي تجيب عن تساؤلاتهم المختلفة وتملي فضولهم، واستقطاب هذه المرحلة بشكل خاص للقراءة لاحظنا أنه يجب أن يتم عبر الكتب والمحتويات الإلكترونية.

وتابعت: سعياً لتشجيع طلابنا على القراءة طرحنا لطلابنا محتويات لقراءتها وطلبنا منهم فيما بعد سرد محتويات هذه الكتب والقصص بأصواتهم مع مراعاة تنغيم أصواتهم بناءً على الأحداث التي يقومون بسردها، وهذا النشاط يرسخ في ذهن الطلاب المعلومات والأحداث التي يقرؤون عنها.

مهارات إلكترونية:

وقال الدكتور عيسى الحمادي، مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج: أدت جائحة فيروس كورونا «كوفيد19» إلى انخفاض نسبة القراء للمصادر الورقية وفي المقابل زاد الإقبال على القراءة الإلكترونية، وبات إكساب الطلاب مهارات القراءة الإلكترونية بأبعادها المختلفة سواء كانت تكنولوجية أو أكاديمية أو ترفيهية أمراً ضرورياً.

وأضاف: «تنقسم القراءة الإلكترونية إلى القراءة الإلكترونية السريعة، والقراءة الإلكترونية الانتقائية، والقراءة الإلكترونية التحليلية، والقراءة الإلكترونية الإبداعية، والقراءة الإلكترونية الناقدة، ووفقاً للغرض من القراءة تنقسم القراءة الإلكترونية إلى قراءة إلكترونية للتسلية والمتعة، وقراءة إلكترونية للدراسة، وقراءة إلكترونية للبحث، وغيرها».

أكثر تأثيراً

وقال أحمد الرفاعي، معلم لغة عربية، في إحدى مدارس أبوظبي الخاصة: شريحة كبيرة من الطلاب تميل خلال السنوات الأخيرة إلى القراءة إلكترونياً، ونسعى خلال عملنا مع الطلاب إلى مواصلة ارتباطهم بالكتب المطبوعة لأن الكتب المطبوعة أكثر ارتباطاً وتأثيراً في ذهن الطالب مقارنة بالكتب الإلكترونية.

وأضاف: بالتزامن مع شهر القراءة سعينا إلى تنفيذ زيارات شبه يومية للمكتبات، وأطلقنا مسابقات لتلخيص الكتب.

كتب مسموعة

وقالت زينب أحمد، معلمة لغة عربية، في مدرسة خاصة في أبوظبي، خلال تطبيق التعليم عن بعد كان يتم تخصيص وقت للطلاب للدخول إلى المكتبة الافتراضية وفي بعض الأحيان كان يتم دمج القراءة ضمن الحصص المخصصة لتدريس اللغة العربية، وبشكل عام نلاحظ أن الطلاب في الأعمار الصغيرة أكثر ميلاً إلى الكتب الإلكترونية المسموعة التي تعتمد على طريقة السرد الجاذبة.

وأضافت: الكتب الإلكترونية باتت الآن واقعاً لا يمكن تجاهله، لاسيما وأن التقدم التكنولوجي زاد من ارتباط الأبناء بالأجهزة اللوحية والهواتف، لذا ما نسعى إليه الآن تعويد الطلاب على القراءة بشتى الطرق وتشجيعهم على القراءة الورقية سواء من خلال المسابقات أو المسرحيات.

رسومات وألوان

وقالت نيّرة مجدي، ولية أمر طفلة في الحلقة الأولى: بغض النظر عن طريقة تقديم الكتب للطلاب سواء كانت إلكترونية أو ورقية فإن طريقة عرض الكتاب للطالب واختيار الرسومات والألوان هو العامل الرئيسي لجذب الطالب في مرحلة الطفولة المبكرة، فكلما كان الكتاب مزوداً برسوم وصور جاذبة للطفل، تشجّع الطفل على استمرار قراءته.

ورأى محمد يوسف أن الهدف الأساسي للمدارس والآباء الآن هو تنشئة أبناء مثقفين ولديهم وعي بغض النظر عن وسيلة نهلهم من بحور العلم.

أما هالة عمير قالت: تعد القراءة الإلكترونية وميل الطلاب المتزايد لها أحد نتائج التي فرضتها جائحة فيروس كورونا، ففي بداية الجائحة لجأنا لمواصلة التعليم إلكترونياً بما في ذلك كافة الأنشطة والممارسات التعليمية، وتم تزويد الطلاب بمنصات قرائية إلكترونية، وكان أبناؤنا يدخلون إلى المكتبات الافتراضية، وباتت القراءة عبر هذه المكتبات وسيلة سهلة بالنسبة لهم ومتاحة على مدار اليوم.

عسر القراءة

أكدت دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي أن القراءة تحسن الأداء الأكاديمي للطلاب، ولديها فوائد عديدة حيث تقوي الدماغ وتبني مشاعر التعاطف وتقوي مخزون المفردات وتقلل الضغوطات وتحد من الإجهاد، كما تغذي الخيال وتعزز الإبداع.

ودعت الدائرة أولياء أمور الطلاب إلى تحفيز أطفالهم على القراءة والمطالعة وتعزيز حبهم لهذه الهواية، مؤكدة أن اختيار الموضوعات التي يستمتع بها الأطفال والكتب التي تتضمن صوراً مميّزة، يساعد الأطفال على فهم القصة ورسالتها، وتقدّم لهم السياق الملائم لتعلّم كلمات جديدة.

وحددت الدائرة 6 عوامل تدعم أولياء الأمور في أن يجنبوا أبناءهم عسر القراءة وهي أن الأطفال ينمون وتتطور مهاراتهم بمعدلات مختلفة، وإذا واجه أحد الأطفال صعوبة في القراءة، فإن ذلك ليس بالضرورة مؤشراً على كونه من أصحاب الاحتياجات الخاصة، وأن الأطفال قد يواجهون من وقت لآخر صعوبة في القراءة.

وأتاحت الدائرة عبر منصة أولياء الأمور دليلاً يساعد أولياء الأمور على تنشئة جيل قارئ أكدت الدائرة في محتواه أن صعوبات القراءة تحدث لدى الأطفال الذين يتأخرون في النطق والكلام مقارنة بأقرانهم، أو الذين يجدون صعوبة في نطق حروف، أو كلمات أو أصوات معينة، كما يشكل ضعف إحدى الحواس بعض الصعوبات في القراءة لافتة إلى أن بعض الأطفال الذين يعانون قلة التركيز والانتباه يجدون صعوبة في القراءة.

وحددت جوانب يجب مراقبتها عندما يقرأ الأطفال وهي صعوبة التعرف على الأنماط الإيقاعية، وإيجاد الكلمات المفقودة في جملة معينة، وصعوبة تعلم الحروف الأبجدية، وتمييز الأحرف والأرقام، والحفاظ على التركيز، ومعدل نسيان الكلمات التي قرأت من قبل، وصعوبة تلقي التعليمات الشفوية، مؤكدة أنه في حال شعور ولي الأمر بأن طفله يعاني صعوبات القراءة يجب عليه التحدث مع المعلم حول هذا الأمر وفي حال تم تشخيص حالة الطفل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"