استمع.. لكن لا تتأثر

00:19 صباحا
قراءة دقيقتين

أحياناً الكلمات التي تؤذينا ربما تكون أنجع علاج لنا، ومن أهم عوامل نجاحنا، وأحياناً قد نسمع نقداً لاذعاً على مشروع قدمناه أو عمل تم إنجازه، وتؤلمنا تلك الكلمات؛ والحقيقة أن هناك من يقوم بالدفع من ماله، ليعرف العيوب في عمله أو مشروعه؛ لذا من المهم أن نتخلص من الحساسية المبالغ فيها تجاه النقد وتجاه كل ما نسمعه من كلمات تقلل من جهدنا. 
هناك من يوجه لك كلمات لاذعة، بهدف تحطيمك وكسر روحك المعنوية، وهناك من ينتقدك بقسوة من أجل أن تتعلم من الأخطاء وتتجنب السلبيات، وهناك من ينتقدك لمجرد النقد، وليظهر نفسه بأنه أوسع فهماً أو أفضل منك، وقد يدهشك أن جميع هذه الأصناف، يمكنك الاستفادة منهم، وتطوير نفسك! 
أحياناً ينطق أحدهم بكلمات بقصد إيذائك، لكنك تستقبل كلماته بترحاب وتدرسها، ثم تسارع في إسقاطها على الواقع، فإن كان فيها ما يفيد تقبلتها، وإن كانت سطحية، فإنك تتجنبها وتنساها، لكنك استفدت معرفة مهمة، وهي مكامن الخطر، ومن أين قد يأتيك، وكيف تتجنبه. 
وهكذا فإن روحك المعنوية العالية والمرحبة بالرأي المختلف والتي ترى العيوب والسقطات، هي في الحقيقة قوة وثقة في النفس، ستدفع بك نحو النجاح والتفوق والتميز. لا تعتقد ولا للحظة من الزمن أنه يوجد عمل كامل مئة في المئة؛ لذا من البدهي أن كل مشروع وعمل يحتاج إلى عين ناقدة ثاقبة، ترى ما خلف الأشكال، وتشاهد ما خلف الصورة العامة. 
أحياناً قد تكون هذه العين، من زميل ينافسك ويريد أن يقلل من عملك، وهو في الحقيقة يزجي معلومات ثمينة قد تُشترى بالمال، معلومات مفيدة تعالج الخلل في مشروعك أو عملك، هو قدمها ليثبت تواضع ما قدمت، لكن يجب عليك أن تلتقطها وتعالج الخلل، والذي يحدث مع الأسف أن الحساسية المفرطة والمبالغة في ردة الفعل الرافضة، تعمي تماماً عن معرفة المفيد في تلك الكلمات، وهكذا نخسر مرتين؛ مرة تأثرنا بتلك الكلمات التي تلمست سقوطنا، ومرة بعدم الاستفادة ومعالجة الخلل. بصفة عامة النقد يكشف العيوب، لأنه يُظهر مكامن القوة والضعف، ويوضح أين الخلل، بعض الآراء تتلبس بالنقد، وهدفها الحقيقي التحطيم والكسر، هذا معروف ومتعارف عليه، ومع هذا استمع ولكن لا تتأثر... قم بحماية نفسك بالثقة والمعلومات اللازمة.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"