عادي
برنامج كاميرا خفية بطابع إنساني

أحمد اليماحي: «الدنيا بخير» دراما نجومها أبطال الحياة

23:11 مساء
قراءة 3 دقائق

الشارقة: زكية كردي
مبادرة إنسانية جاءت على هيئة برنامج كاميرا خفية، إلّا أن هذه الكاميرا لا تتصيد الناس لترصد وقوعهم في المقالب كما جرت العادة، إنها توثق أنبل المواقف الإنسانية وتلتقط أجمل ما في تلك النفوس الجميلة من سخاء رغم حاجتها للمساعدة وسوء الظروف. القالب هنا مدروس بعناية لتسخير فنانين معروفين يتنكرون بشخصيات مختلفة ليحملوا الفرج والخير إلى أهل الخير، على طريقة الإعلامي أحمد اليماحي، مقدم برنامج «الدنيا بخير» الذي يبث على قناة أبوظبي.

لا شك أن تقديم برنامج كاميرا خفية بطابع إنساني ليس بالأمر السهل، لهذا كانت المهمة الأولى تتمثل بالبحث عن قالب مناسب يصون إنسانية الحالات التي تتلقى المساعدة ويجعلها تقبل ببث الفيديو المسجل لها خفية دون ترك مجال للشعور بالحرج كما أوضح اليماحي. وقال: من هنا جاءت فكرة أن نعد مشهداً نسلط من خلاله الضوء على الكرم والعطاء عند هؤلاء الناس، وبالفعل كانت النتائج مبهرة، أما الشق الآخر، وهو الربط ما بين الواقع والدراما، فيعتمد على فنانين معروفين لتأدية أدوار مكتوبة لهم فيمثلونها مثل مشهد درامي أمام تلك الشخصيات، إلا أن ردود أفعالهم كانت مختلفة ومتباينة، وحرصت على أن أبتعد عن التنكر المفتعل لإخفاء ملامح الفنانين، حيث ساعدتنا الكمامة في هذا الزمن على النجاح في هذا الأمر.

وذكر أن الاعتماد على فنانين معروفين لتأدية دور الوسيط جاء لأكثر من غاية، منها الاعتماد على جماهيريتهم لتعزيز قيم العطاء، وأيضاً التعرف على الوجه الإنساني الحقيقي لهم.

عن ردود أفعال الفنانين الذين خاضوا هذه التجربة ومن بينهم ملحم زين، شكران مرتجى، عبدالمنعم عمايري، منذر رياحنة وغيرهم، قال اليماحي: الكثير منهم كان يردد بأن الخارج من البرنامج كأنه ولد من جديد، فالتجربة هنا لا تشبه أي دور أدوه من قبل، الفرق هنا أنهم يمثلون أمام أبطال حقيقيين في الحياة، والكثير منهم تعبوا كثيراً نتيجة تأثرهم بالموقف الإنساني الذي عايشوه.

منذ أغسطس/آب الماضي، بدأ التحضير للبرنامج الذي استغرق الكثير من الإعداد والعمل على قولبة الحكاية، وكتابة السيناريو، وصور في الأردن، لقربه من عدة دول ما يسهل الوصول إلى الفنانين خلال فترات تصوير أعمالهم، وأيضاً الوصول إلى الحالات المستهدفة للمساعدة كما أوضح اليماحي، مشيراً إلى أهمية التسهيلات التي قدمتها الأردن بتيسير تصوير البرنامج في مختلف المواقع والحالات وتنوعها.

عن آلية اختيار الحالات التي تحتاج إلى المساعدة واستدراجها إلى مكان التصوير، قال أحمد اليماحي: الاختيار جاء بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وكانت الأولوية للحالات التي لا تحتمل التأجيل، مثل بعض مرضى السرطان الذين يحتاجون إلى العلاج، أناس بيتهم تهدم، وكنا نتواصل معهم بصفتنا جمعية خيرية، واستطعنا الوصول إلى حالات متنوعة ومختلفة بالفعل، وبنينا موقع التصوير بشكل واقعي واستعنا ب«كومبارس» للحصول على مشهد حقيقي.

وعن الانتقال من برنامج «عونك» بعد عدة مواسم إلى «الدنيا بخير»، واحتمالية الاستمرار بمواسم جديدة من البرنامج، قال اليماحي: لا علاقة بين البرنامجين البتة، إنهما مختلفان تماماً، ف«عونك» أخذ مني الكثير من الوقت والجهد، وكان يتطلب التفرغ الكامل لخمسة أشهر في السنة، على مدار أربع سنوات، والأهم أنه كان مرهقاً نفسياً بالنسبة لي، لهذا كان عليّ أن أخوض تجربة مختلفة في برنامج «الدنيا بخير»، أما بالنسبة لموضوع الاستمرار بمواسم أخرى، فهذا الأمر يعود إلى قرار مؤسسة أبوظبي للإعلام وهيئة الهلال الأحمر التي نقلت تفكير المؤسسات الإنسانية إلى زاوية مختلفة من خلال التعاون مع المنظومة الإعلامية للخروج بتجارب إنسانية مهمة وبرامج هادفة ورصينة ومؤثرة إعلامياً من خلال برامج مثل «عونك»، «قلبي اطمأن»، «الدنيا بخير» وغيرها، وهي تجربة ملهمة على الصعيد الشخصي تتيح لنا رؤية الحالات الإنسانية بمنطق مختلف، وتضعنا أمام ردود أفعال صافية وحقيقية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"