سلمى الحايك.. طبّاخة

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

برنامج عن الطبخ على محطة أجنبية، يستضيف كبار نجوم الفن والسينما ليحاورهم حول علاقتهم بالطبخ والمطبخ، استضاف، في إحدى حلقاته، سلمى الحايك، نجمة هوليود الفنانة المكسيكية لأب مهاجر من لبنان، وأم لها جذور إسبانية. وكما هي العادة في البرنامج كان الحديث حول الطعام والطبخ، وبعيداً عن مجال الفن، هي التي قالت مرة إن سر حفاظها على رشاقتها عائد إلى تفاديها تناول النشويات قدر الإمكان، لكنها لا تحرم نفسها منها كلياً، فضلاً عن شربها كمية كبيرة من الماء يومياً، وحرصها على استخدام الدهون الصحية.
قالت الحايك إن والدتها طباخة ماهرة، لكنها رفضت أن تعلمها فنون الطبخ، لأنها لاحظت أن لديها مواهب أهم، وخشيتْ أن يأسرها الولع بالطبخ، كما كان حال الوالدة نفسها، لكن ذلك لم يمنع أن ترث البنت من الأم شيئاً من هذا الولع، لتمارس الطبخ على طريقتها الخاصة، دون أي توجيه من الأم. وفي المقابلة قالت إنها لا تتقيد أبداً بالوصفات المدوّنة في كتب الطبخ، فهي عندما تذهب إلى «السوبر ماركت»، تقتني ما تجده مناسباً من مواد ضرورية للطبخ، لتصنع منها وجبات، قد لا تنطبق عليها وصفات تلك الكتب المعنية بالطبخ.
المطبخ اللبناني، والشامي عامة، يتميز بأكلاته الطيبة والمتنوعة، والحايك لم تتحدث عما إذا كان لجذورها اللبنانية من جهة والدها أثر في اهتمامها بالطبخ، لكنها أكدت في حوار آخر أجرته معها بارعة علم الدين، أن شعورها بكونها لبنانية «يجري في عروقها»، ولطالما أرادت الذهاب إلى لبنان إلا أن الظروف كانت تحول دون ذلك، إلى أن تحقَّق حلمها وزارت مسقط رأس أبيها وجدها بعبدات، وكذلك قرية بشرى الشمالية مسقط رأس الشاعر والكاتب جبران خليل جبران، وبكت الحايك عندما تذكرت رؤيتها صورة جبران خليل جبران، الذي أنتجت فيلماً عنه، لأنه كان يشبه جدها إلى حد كبير، وكانت كتبه لا تفارق الطاولة قرب سرير الجد.
وصفت سلمى الحايك والدها، سامي الحايك، رجل الأعمال، ب«الأكول»، أي المحب للأكل، ولا تذكر أباها في أي لحظة إلا وكان يأكل، عازية الأمر إلى أصله اللبناني، فالأكلات اللبنانية الشهية لا تقاوم، وهي إذ تذكر أنها رأت والدها مرة يبكي عندما سمع النشيد الوطني اللبناني على التلفزيون، وكان حزيناً دائماً لأنه لم يتكلم العربية، فإنها تقول إنها عندما زارت لبنان بمعيّة الوالد، سألوه هناك ما إذا كان يتذكر شيئاً من اللغة العربية، فأجاب متأسياً، بالنفي، لكن أثناء تناولهم وجبة، كانت، حسب قولها، أفضل ما تذوقته في حياتها، فاجأ الوالد الحاضرين، وهو يردد، بطلاقة، النشيد الوطني اللبناني، المتواري في ذاكرته.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتب من البحرين من مواليد 1956 عمل في دائرة الثقافية بالشارقة، وهيئة البحرين للثقافة والتراث الوطني. وشغل منصب مدير تحرير عدد من الدوريات الثقافية بينها "الرافد" و"البحرين الثقافية". وأصدر عدة مؤلفات منها: "ترميم الذاكرة" و"خارج السرب" و"الكتابة بحبر أسود".

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"