منى خاشقجي: «أم كلثوم و العصر الذهبي» احتفاء بتراثنا الموسيقي

دبي: مها عادل
تستضيف «دبي أوبرا» على مدار 3 أيام متتالية من الغد، العرض المسرحي الغنائي الأول من نوعه «أم كلثوم والعصر الذهبي»، والذي يتناول قصة حياة كوكب الشرق، ورحلة صعودها ومعالجتها درامياً على نهج مسارح «وست إند»؛ حيث افتتحت عروض المسرحية للمرة الأولى من أبرز مسارح لندن «البالاديوم».

ومن كواليس هذا العمل الإبداعي، الذي يجمع بين فنون التمثيل والغناء المباشر والاستعراض بمصاحبة العزف الحي للفرقة الموسيقية المصرية بقيادة المايسترو مصطفى فهمي، كان لنا هذا الحوار مع منى خاشقجي منتجة ومؤلفة العمل المسرحي، عاشقة التراث العربي والشرقي والتي تسعى جاهدة لنشر الفنون والثقافة العربية بعواصم الفنون الراقية عالمياً.

تقول خاشقجي: «أهتم بنشر ثقافة منطقة الشرق الأوسط، سواء في مجال الفنون والموسيقى أو التصميم والأزياء التقليدية لأنني فخورة بتاريخي وثقافتي العربية، فأنا سعودية مقيمة بلندن، الأمر الذي أثرى علاقتي بالفنون المسرحية؛ حيث تأثرت بفنون «وست إند» إلى حد بعيد إلى جانب احتفاظي بمخزون ثمين من تراثي وثقافتي الأصلية، لذلك وعندما اخترت أن أقدم مسرحية غنائية تحتفي بتراثنا الموسيقي قدمتها في قالب مستوحى من إنتاجات «وست إند» مع الحفاظ على الروح الشرقية الأصيلة للعمل، واخترت أن تكون المسرحية عن قصة حياة أم كلثوم بالذات لأنني من عشاقها وأعتبرها أيقونة للفن العربي، وفي رأيي، كانت أم كلثوم ومازالت أهم مطربة عربية لما تميز به صوتها من إمكانات فريدة في القوة والجمال. أم كلثوم بالنسبة لي هي إرث فني لكل العرب وللعالم أجمع ونموذج لقوة المرأة وقدرتها على النجاح،

وعن ملامح العرض المسرحي الغنائي تقول خاشقجي: الحوار في المسرحية يقدم بالإنجليزية والأغنيات باللغة العربية والرواية مستوحاة من قصة حياة أم كلثوم . وهناك بعض المشاهد المتخيلة التي أضيفت لإثراء العمل ليتناسب مع عروض مسارح «وست إند» ويتخلل العرض مشاهد استعراضية راقصة وأغنيات حية لأم كلثوم بصوت نجمات العمل لوبانا القنطار، بطلة العرض، وسناء نبيل حفيدة أخت أم كلثوم والتي تقدم دور أم كلثوم في بداية مشوارها.

مواجهة الجمهور

عن استعدادات فريق العمل لمواجهة جمهور «دبي أوبرا» للمرة الأولى تقول خاشقجي: «يملؤنا الحماس لمقابلة جمهور دبي المثقف والوقوف على مسرح دبي أوبرا المميز بكل إمكاناته وطاقته الاستيعابية، والبروفات النهائية تجري على قدم وساق منذ أسابيع قبل انطلاق العرض».

وتطلعنا منى خاشقجي على طبيعة فريق العمل المشارك معها بالمسرحية وتقول: «فريق العمل بالمسرحية يتمتع بتنوع ثقافي كبير، فهو يضم مجموعة كبيرة من الجنسيات العربية والغربية، فهناك ممثلون من بريطانيا ومصر والسعودية وسوريا والمغرب والأردن.

خصوصية العرض

عن خصوصية هذا العرض المسرحي الكبير توضح خاشقجي: «أهم ما يميز هذه المسرحية التي أعتز بها جداً أن الحوار والغناء والموسيقى تُقدم بشكل حي ومباشر على المسرح وليس عبر تسجيلات مسجلة، وذلك لتحقيق المتعة الكاملة للجمهور والتفاعل مع الأغنيات والألحان، والأغاني الخاصة بأم كلثوم يقدمها أبطال العمل بصوتهم».

وتضيف خاشقجي: العرض يحتفي بالممثل متعدد المواهب الذي يستطيع التمثيل والغناء والرقص في نفس العمل.

وعن توظيف الاستعراضات بالعمل تقول خاشقجي: «الفن الاستعراضي من العناصر الإبداعية التي تضفي رونقاً وسحراً على فنون المسرح والمسرحيات الغنائية بشكل خاص، وهناك بعض المشاهد المتخيلة التي أضفناها للعمل لتزيد من حيوية المشاهد الدرامية، وهي تتضمن بعض الرقصات الكلاسيكية، وعلى سبيل المثال أغنية «وصفولي الصبر» هناك 3 أنواع من الرقصات تُؤدى على نفس اللحن الراقي والثري لهذه الأغنية الخالدة؛ حيث تجسد المسرحية أهمية الفنون الاستعراضية الراقية والرقص الأدائي الذي يخدم الدراما والذي يبعد كل البعد عن الابتذال ويضفي على العمل هامشاً من المتعة والإبهار يليق بالعمل المسرحي. وأتمنى أن يتم الاهتمام بإحياء التراث الفني ومشوار وتاريخ نجومنا بالعالم العربي بأعمال مماثلة، وأتمنى أحياء تراث أسمهان وفريد الأطرش وفيروز بأعمال فنية تنقل إبداعاتنا وحكاياتنا وريادتنا بالفنون إلى العالم أجمع وأن نكون مصدرين للفنون وليس مستقبلين فقط.