اندثار اللغات

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

هل كان يتوقع أحد أن وفاة شخص واحد سيتسبب باندثار لغة قوم تماماً؟ 
فقد كانت وفاة «كريستينا كالديرون» عن عمر ناهز 93 عاماً، في فبراير/ شباط الماضي، سبباً في اندثار لغة يامانا التي كان يتحدث بها شعب «ياجان» الذي يعيش في أقصى جنوب أمريكا الجنوبية. ولحسن الحظ أن هذه المرأة عملت على إنقاذ اللغة من السقوط في هاوية النسيان عبر إنشاء قاموس للغة مع ترجمة كلماتها إلى اللغة الإسبانية.
ويتحدث اليوم سكان الكرة الأرضية بما يقارب السبعة آلاف لغة، لكن لغة واحدة على الأقل تندثر بشكل دوري كل أسبوعين تقريباً.
ومن اللافت أن هناك لغات يتحدث بها شخص واحد، أو اثنين، أو ثلاثة على الأكثر، لأن الأجيال الجديدة لا تتعلم لغتها الأم، علماً بأن «اليونيسكو» قد أقرت يوم 21 فبراير/ شباط يوماً دولياً للغة الأم، وجاءت فكرة الاحتفاء بمبادرة من بنغلاديش، وأقرّها المؤتمر العام لليونيسكو عام 1999 ليبدأ العالم أجمع الاحتفاء بهذا اليوم اعتباراً من عام 2000.
وبحسب «اليونيسكو» فإن «التنوّع اللغوي يتعرض لتهديد متزايد في ظل اندثار عدد أكبر من اللّغات. ولا يحصل 40% من سكان العالم على التعليم بلغة يتحدثون بها، أو يفهمونها. ولكن، ثمّة تقدّم ملموس في إطار التعليم متعدد اللغات القائم على اللغة الأم، وما يقترن به من فهم متزايد لما يمثله من أهمية، ولا سيما في مرحلة التعليم قبل المدرسة، فضلاً عن تزايد الالتزام بتطويره في الحياة العامة». 
وكما تندثر اللغات الأم، فإن كثير من اللهجات باتت مهددة أيضاً، إذ نجد كثيراً من الكلمات في لهجاتنا لم تعد مستخدمة، وحين يسمعها أي فرد من الأجيال الجديدة يفغر فاهه دهشة، وعدم فهم. 
نحن بحاجة حقيقية لتدوين اللغات واللهجات في مشاريع دولية حكومية تسعى للحفاظ على جزء هام من الهوية والتراث، فهل نجد هذه المشاريع في كل دولة، أو إقليم؟
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"