كل عام ونحن...

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

عند نهاية كل عام نتوقف قليلاً، ونفكر في الغد والأمس، نضع الأحلام والخطط، ونرسم خطوطاً عريضة للعام المقبل، بل ونزخرفها ببعض الخطوط الدقيقة التي تعنى بأدق التفاصيل في مستقبلنا المرجو.
نهاية كل عام هي فرصة لاستذكار كل ما مررنا به خلاله، نتذكر ضحكاتنا فنبتسم، نتذكر النجاحات التي حققناها، وحققها من نحب فنشعر بالفخر، نتذكر اللقاء الأول بأفراد جدد دخلوا عالمنا وصاروا جزءاً من يومياتنا، نتذكر إنجازات ما كانت لتتحقق لولا إصرارنا، ووقوف من نحب معنا.
في نهاية كل عام، نتذكر خساراتنا فنطبطب على أرواحنا بكلمة «معلش».
نتذكر أماكن غادرناها برغبة، أو من غير أدنى رغبة، في الرحيل، لكننا أجبرنا على فعل ذلك، لسبب أو آخر. نتذكر وجوهاً غادرتنا من غير سابق إنذار لتتوارى تحت الثرى، أو ترحل بعيداً لأسباب مختلفة.
تمر بنا صور ومقاطع فيديو للأحداث من العالم التي هزتنا، وجعلتنا لسنا كما كنا قبلها.
الكثير من الحروب، الكثير من الدماء، الكثير من الضحايا، الكثير من الحوادث الطبيعية، وتلك المفتعلة من قبل الإنسان الجشع، نتذكر أصواتاً سمعناها تستغيث، وصرخات لا تغادر مسامعنا وهي تتألم وتنادي: يا الله! ننتبه فنجد أيدينا مكتوفة كما كانت عند أول صرخة، وعند سقوط أول قطرة دم، فنعود للدعاء.
في نهاية كل عام، نحمد الله على نعمة الأمن والأمان في بلادنا، ونرجوه أن يعمّ هذا كل بلدان العالم، نحمد الله على نعمه الكثيرة التي تحيط بنا، وتعيننا على مواصلة الحياة، ومواصلة الحلم.
في نهاية كل عام، نشعر بالطاقة تتجدد في أرواحنا قبل أبداننا، لنستشعر السعادة كما الحزن، نتقبل النجاح كما الفشل، نطرد اليأس لنتحلى بالأمل، نتأكد أننا ما زلنا على قيد الحياة، وما زالت ضمائرنا وقلوبنا حية، تشعر بمن حولها، وتحاول تغيير كل ما هو ظالم إلى ما يقارب العدل.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/5emwkk8f

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"