إعداد: هشام مدخنة
حذّر خبراء في وسائل التواصل الاجتماعي والمعلومات المضللة والتحليل الإحصائي من أن نهج إيلون ماسك المتبع في كشف الحسابات المزيفة على «تويتر» وما نتج عنه من تعليق لاستحواذه على المنصة العملاقة، قاصر بشكل مؤسف. لكن ماسك يرى غير ذلك تماماً ويدّعي أن فضوله هذا له ما يبرره.
وعلى الرغم من أن ماسك أوضح لاحقاً أنه لا يزال ملتزماً بالصفقة، إلا أنه استمر في الحديث عن مسألة الحسابات المزيفة. وكتب على تويتر أن فريقه سيجري تحليلاته الخاصة، معرباً عن شكه في دقة الأرقام التي أبلغت عنها الشركة في أحدث ملفاتها المالية.
وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة «تيسلا» منهجيته المتبعة، وقال: «لمعرفة الإجابة، سيأخذ فريقي عينة عشوائية من 100 متابع لـ «تويتر»، وأدعو الآخرين إلى تكرار نفس العملية ومعرفة ما يكتشفونه. اختر أي حساب لديه الكثير من المتابعين، وتجاهل أول 1000 متابع، ثم انتق كل عشرة. وأنا بالمقابل منفتح دوماً على أفكار أفضل».
وتابع ماسك: «اخترت 100 كرقم للعينة العشوائية لأن هذا هو ما يستخدمه تويتر لحساب الأرقام في تقارير الأرباح». ورفض تويتر التعليق عندما سئل عما إذا كان وصف ماسك لمنهجيته دقيقاً.
وكانت «تويتر» قد أقرت في تقرير أرباحها للربع الأول من هذا العام بوجود عدد من الحسابات المزيفة على نظامها الأساسي يمثل أقل من 5% من المشتركين النشطين والشرعيين في المتوسط.
رأي الخبراء
استخدم داستن موسكوفيتز، المؤسس المشارك لفيسبوك، طريقة الكشف العشوائية هذه عبر حسابه الخاص على «تويتر»، وأشار إلى أن نهج ماسك ليس عشوائياً في الواقع، لكنه يستخدم عينة صغيرة جداً، وهناك مجال لارتكاب أخطاء جسيمة. معرباً في الوقت ذاته عن عدم ثقته في فريق «تويتر» للمساعدة على سحب العينات.
وأكد كريستوفر بوزي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «بوت سينتينول»، التي تراقب أكثر من 2.5 مليون حساب على «تويتر»، إن التحليل الذي أجرته شركته يشير إلى أن 10% إلى 15% من الحسابات على «تويتر» من المحتمل أن تكون «غير صحيحة»، بما في ذلك المزيفة، ومرسلي البريد العشوائي، ومحتالين، وروبوتات، وحسابات مكررة، عدا عن الحسابات التي تنشر الكراهية والمعلومات المضللة عن قصد. وقال: «أعتقد بأن «تويتر» لا يصنف بشكل واقعي الحسابات الزائفة والبريدية».
بدوره قال كارل بيرجستروم، عالم الأحياء النظرية والتطورية وأستاذ بجامعة واشنطن: «إن أخذ عينات من مئة متابع لأي حساب واحد على «تويتر» لا ينبغي أن يكون المقياس الواجب اتباعه لتحقيق استحواذ بقيمة 44 مليار دولار. فعينة من 100 هي من حيث الحجم أصغر من المعتاد لباحثي وسائل التواصل الاجتماعي الذين يدرسون هذا النوع من الأشياء. ولا أعتقد بأن ماسك يفعل أي شيء آخر سوى التلاعب بنا بمخطط أخذ العينات السخيف هذا».
