عادي
قراءة تاريخية لحاكم الشارقة

«الخليج» تنشر كتاب سلطان الجديد «الغفلة..إحدى عشائر آل غزي في دولة الإمارات العربية المتحدة»

22:18 مساء
قراءة 6 دقائق
سلطان بن محمد القاسمي

تنشر «الخليج» الكتاب الجديد لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة: «الغفلة..إحدى عشائر آل غزي في دولة الإمارات العربية المتحدة»، والصادر عن منشورات القاسمي، ويتناول فيه سموه عشيرة الغفلة، وهي عشيرة من عشائر آل غزي، وكعادته دوماً يتجول سموه في التاريخ مزوداً بالمصادر والمراجع العلمية التي تشكل إضافة معرفية لكل قارئ ومعني بتاريخ الإمارات والمنطقة.
مقدمة:
«الغفلة عشيرة من عشائر آل غزي الأشداء من بني لام، والمنتمي إليها يقال له الغفلي، كانوا يسكنون في برية الشارقة، حيث وردوها من العراق مع القواسم، وكانوا هم القوة التي احتلت الشارقة عندما وصلها الشيخ فاهم بن أحمد القاسمي، ابن عمّ الشيخ كايد بن حمود (عدوان)، سنة 1063هـ، الموافق 1653م».
«المؤلف»
كانت قبيلة الظفير، وهم أبناء الحسن بن ظفير بن محمد بن الحسن بن قائد رحمة، والمغيرة: وهم أبناء المغيرة بن أبي ذراع بن مغير بن محمد بن الحسن، وللمغيرة أخ يدعى محمد، ويقال له الصمدة بن أبي ذراع بن مغير، ويقال لهم الحسنيون، وهم أبناء عمومة القواسم.
كان الحسنيون الذين رحلوا من المدينة إلى ما بين ديار جهينة وبلي، وساحل البحر، كانت دياراً للحسنيين، فكانت بيوت الشعر التي يسكنونها نحواً من سبعمئة بيت، وهم بادية مثل الأعراب، ينتقلون في المراعي والمياه انتقال الأعراب، لا تميز بينهم في خلق ولا خُلق.
كانت ديارهم تتصل مما يلي المشرق بودان ؛ وودان (قريتان)، هذه من الجحفة على مرحلة المسافة التي يقطعها المسافر في يومه مرتحل البعير، وبينها وبين الأبواء، التي على طريق الحاج في غربيها، ستة أميال، وبها رئيس الجعفريين، أعني أولاد جعفر الحجة، ولهم بالفرع والسائرة ضياع كثيرة وعشيرة وأتباع.

1

كانت بين أولاد جعفر الحجة وبين الحسنيين حروب ودماء، عندما استولت طائفة بني حرب على ضياعهم، فصاروا حزباً للجعفريين. ورئيس الجعفريين هنا هو الحسين بن مهنا، من أولاد جعفر الحجة، فأصبح العدو قريباً منهم.
قام الحسنيون، ويقودهم الظفير، فقد انضموا إلى بني لام ليشدوا بهم أزرهم ضد بني حرب الذين تسلطوا على المدينة بعد وفاة قاسم بن مهنا، الذي كان قوياً بصداقته مع صلاح الدين الأيوبي، الذي أبعدهم عن المدينة. وتولى ابنه سالم بن قاسم بعده سنة 612هـ، الموافق 1215م.
نزلت الظفير ومن معها في غوطة بني لام، حيث كانت مساكن طيّء، والتي تسكنها قبيلة بني لام في ذلك الوقت، وهي الأرض المنخفضة الواقعة غرب الجبلين، ويقال لهما جبلا طيّء، وهما: أجا، وسلمى، وكانت تسكنها قبيلة بني لام الآتية من الحجاز، وبها عيون للمياه، ويمر بها حجاج الطرق البرية فيجدون ما يحتاجونه.
أما في المدينة المنورة فقد آل الحكم إلى قاسم بن جماز بن قاسم، فقرّب بني حرب، وأسكنهم حول المدينة، حيث ضياع بني الحسن، فاتفق الظفير مع بني لام على إبعاد بني حرب عن المدينة.
توجه بنو لام والظفير بأهلهم إلى المدينة، حتى إذا ما وصلوا الحناكية، أسكن الظفير أهلهم في ضرية حول الحناكية. وتوجهوا إلى المدينة. عندما وصلت قبيلة بني لام حول المدينة في سنة 624هـ، الموافق 1226م، أوقعت ببطون حرب حول المدينة، فأجلتهم عنها؛ ثم قامت باحتلال المدينة بعد قتل أميرها قاسم بن جماز بن قاسم، فقام ابن عمه شيحة بن هاشم بن قاسم، والذي كان نازلاً في عزبة قريباً منه، واستولى على المدينة.
أخذ آل غزي من بني لام يغيرون على المدينة وينهبونها، بعد أن قطع شيحة عن بني لام أعطيات العسكر منهم، بعد أن استغنى عنهم بالجيش المصري، فقاومهم، وعندما يظفر بأحدهم كان يُقتل أمام الناس في ساحات المدينة المنورة ؛ فانتقم آل غزي من بني لام من شيحة عندما كان خارجاً من المدينة متوجهاً إلى العراق سنة 646هـ، الموافق 1248م، فعارضه آل غزي من بني لام في الطريق وختلوه، فظفروا به في بعض الأماكن وقتلوه.
حكم المدينة بعد مقتل شيحة ابنه عيسى بن شيحة، وكان ينوب عن والده في المدينة ؛ فحارب آل غزي من بني لام، فهرب آل غزي من بني لام من الحجاز إلى الشرق والتجأوا إلى قبيلة شمر، وتلقبوا باسمها خوفاً من أمير المدينة.
عندما نزلت قبيلة شمر إلى أرض العراق نزل آل غزي معهم، وسكن الغفلة من عشيرة الغزي بين السماوة والناصرية. عندما انتقل القواسم إلى ساحل عُمان في شهر شوال سنة 1022هـ، الموافق شهر نوفمبر عام 1613م، انتقلت عشيرة الغفلة معهم، وكانت القوة المرافقة للشيخ فاهم بن أحمد القاسمي، ابن عمّ جد القواسم الشيخ كايد بن حمود (عدوان)، حيث نزلوا في مدينة الشارقة، وسكنوا خارج المدينة في بقعة يقال لها سويحان، وتبعد مسافة ثلاثة عشر كيلومتراً إلى الشرق من خور الشارقة.
كان الشيخ فاهم بن أحمد يفاخر بقوتهم، حيث يقول: «لا تقرب الشارقة ما دام فاهم حيّ».

1

المصادر والمراجع
* مسالك الأبصار في ممالك الأمصار، لابن فضل الله العمري شهاب الدين أحمد بن يحيى (المتوفى: سنة 479هـ)، تحقيق كامل سلمان الجبوري، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 2010م، الجزء الرابع، ص 173.
* بحر الأنساب المسمّى المشجر الكشاف لأصول السادة الأشراف، الشيخ الإمام السيد محمد بن أحمد بن عميد الدين علي الحسيني النجفي النسابة، مخطوط، النسخة الأصلية، وما بعدها نقل وإضافة منها، دار الكتب المصرية، مخطوط رقم:38، ص 14.
* مسالك الممالك، أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الفارسي الأصطخري المعروف بالكرخي، مطبعة بريل، ليْدن، هولندا، 1870م، ص 21.
* تحقيق النصرة بتخليص معالم دار الهجرة، أبي بكر بن الحسين بن عمر بن محمد بن يونس بن أبي الفخر العثماني المراغي الشافعي (المتوفى سنة: 816هـ)، تحقيق الدكتور عبدالله بن عبدالرحيم عسلان، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية، 2002م، ص 225.
* التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة، شمس الدين السخاوي، القاهرة، مصر، 1980م، الجزء الأول ص 407، الجزء الثاني ص 110، 225-227، الجزء الثالث ص 382-383، ص 399، 404-405.
* العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين، للإمام تقي الدين محمد بن أحمد الحسني الفاسي المكي (المتوفى: 832هـ)، تحقيق محمد عبدالقادر أحمد عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1998م، المجلد الخامس، ص 438-440، المجلد السادس ص 121.
* إمتاع السامر بتكملة متعة الناظر، شعيب بن عبدالحميد بن سالم الدوسري، دارة الملك عبدالعزيز، الرياض، المملكة العربية السعودية، 1998م، ص 53.
* جامع أنساب قبائل العرب، الأستاذ سلطان طريخم مذهن السرحاني، دار الثقافة، الدوحة، قطر، 1990م، ص 92.
* قبيلة الكثران اللامية الطائية تاريخها وأسرها في المملكة العربية السعودية، الدكتور عبدالله المفلح الجذالين، 2013م، ص 44-46.
* التذكرة في الأنساب المطهرة، مخطوط، العلامة النسابة جمال الدين أبي الفضل أحمد بن محمد المهنا الحسيني العبيدلي، مخطوط مكتبة أبوسعيدة الوثائقية العامة، رقم: 334، النجف، العراق، ص 90.
* تاريخ معالم المدينة المنورة قديماً وحديثاً، أحمد ياسين الخياري، دار العلم جدة، المملكة العربية السعودية، 1990م، ص 121-122.
* نهاية الأرب في معرض أنساب العرب، أبي العباس أحمد القلقشندي (المتوفى: سنة 821هـ)، تحقيق إبراهيم الأنباري، دار الكتاب اللبناني، بيروت، لبنان، 1980م، ص 327.
* تاريخ العراق بين احتلالين، عباس العزاوي، مطبعة بغداد، بغداد، العراق، 1935م، الطبعة الأولى، الجزء الأول ص 178، 401، 442-447.
* دراسات عن عشائر العراق، حمود الساعدي، مكتبة النهضة، بغداد، العراق، 1988م، ص 19.
* الدرر الفرائد المنظمة في أخبار الحاج وطريق مكة المعظمة، عبدالقادر بن محمد بن عبدالقادر بن إبراهيم الأنصاري الجزيري الحنبلي (المتوفى: سنة 977هـ)، أعده للنشر حمد الجاسر، دار اليمامة للبحث والنشر، الرياض، المملكة العربية السعودية، 1983م، الجزء الأول، ص 615.
* تاريخ المدينة الشامل، الدكتور عبدالباسط عبدالرزاق بدر، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية، 1993م، الجزء الثاني، ص 220.
* البدو، ماكس فرايهير فون أوبنهايم، آرش برونيلش، وفرنر كاسكل، ترجمة محمود كبيبو، تحقيق ماجد شبر، شركة الوراق للنشر، لندن، المملكة المتحدة، 2004م، الجزء الثالث، ص 100.

الصورة
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"