د. باسمة يونس
ما الذي يجب أن يحدث في السنوات القليلة المقبلة لتمكين الشباب من حل الكثير من المشكلات المعقدة المعيقة للتطور الإنساني؟، وكيف نجعل «ابتكار الجيل القادم» قادراً على إحداث تغييرات إيجابية تدهش العالم وتحل أعقد تحدياته؟، وما المطلوب لجعل الموهوبين أكثر إبداعاً وإثارة للاهتمام في العالم؟، وكيف نحفزهم على استخدام مواهبهم لحل مشكلات معقدة بطرق حديثة؟.
لقد أسهمت تجربة الإمارات بتحويل المجتمع الى مركز للابتكار والعمل والتعليم والتفكير وحرية المشاركة بالرأي واحترام الآخر، فأعطي الجميع فرصة لاكتشاف مواهبهم ليصبحوا جزءاً من هذه المنظومة التي تحترم العقول بالمثابرة والالتزام وحمل المسؤولية كاملة.
وخلق انفتاح المجتمع واحتضانه التنوع وتعدد الاختصاصات والثقافات وانخراط أفراده مع مجموعات متنوعة من الأشخاص وتلاقح الأفكار عنصر التنافس، ما سهل إقامة مشروعات وصناعات جديدة حفزتها بيئة خصبة علمياً وفكرياً وإنسانياً، لديها القدرة على استيعاب جميع الأفكار والمناهج العلمية.
ولعب تنوع المصادر وإمكانية وصول الجميع إلى أشكال جديدة وغير متوقعة من الشراكات والمعارف والتقنيات وسهولة الاندماج مع الخبرات دوراً في خلق أرض خصبة للابتكار، وساعد على نمو الشخصية المبدعة القادرة على استكشاف محيطات مجهولة من الأفكار والرؤى.
وحصل الجميع على فرص للتواصل مع أهم الشخصيات والاطلاع على أحدث المبتكرات وحضور اللقاءات الجماهيرية ذات المضمون الاحترافي والتعليمي والانفتاح على المزيد من الأفكار.
وزاد التعاون، بصفته قيمة من أهم القيم الإماراتية التي قام عليها الاتحاد وبنيت أسسه مشاركة الجيل القادم من المبدعين في العمل وبناء علاقات واسعة، مستفيدين من التكنولوجيا والتطور التقني.
ولم يعد منشوداً إلا تغيير طرق التعلم عبر تحفيز النهج الفضولي وجرأة التساؤل لدى المتعلمين.
ويلعب تبني النهج البحثي الجزء الأهم في النظام التعليمي العالمي، فالطلبة لا ينجحون باختبارات تقيس ما يحفظونه، بل بصياغة المقالات والبحوث القصيرة التي يبتكرون فيها حلولاً جديدة لموضوعات ويناقشون ويبتكرون نظريات وقضايا كبرى.
إن فرص التعلم والفهم والإبداع والابتكار في متناول المزيد من الناس اليوم وجيل التغيير ليس من يمتلك القدرة على التعلم، بل مشاركة ما تعلمه لإحداث التغيير الإيجابي المنشود وحل أكثر المشكلات المعقدة بأسهل الطرق.
عندما تريد إخراج الأفضل من الانسان يجب أن تسمح له بالقيام بما يريد بطريقة خيالية، وهو وإن كان رهاناً خطيراً لكنه العجلة التي تحرك المجتمع نحو المستقبل، وتضع الشباب في قيادة مركبة التغيير المستمر.
[email protected]
