الضاد لغتنا

00:00 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

تلقى اللغة العربية كل الدعم والرعاية من قِبَل القيادة الرشيدة في الدولة، بشكل عام، ومن قِبَل صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بشكل خاص، باعتبارها لغة القرآن الكريم وللأمة العربية ؛ لذا تجد إمارة الشارقة بما تحمله من ثقل ثقافي وحضاري وإنساني، تسعى على الدوام لإعلاء شأن لغة الضاد محلياً ودولياً، وتتبنى مبادرات في هذا المجال الحيوي.
 خلال الملتقى الدولي الأول لمعلمي اللغة العربية، والذي تنظمه أكاديمية الشارقة للتعليم في مقرها تحت شعار «العربية مستقبل وهوية»، بالتعاون مع هيئة الشارقة للتعليم الخاص، كان لصاحب السموّ حاكم الشارقة  حضوره المعتاد في هذه المناسبات ؛ كون الشارقة تحتضن مجمع اللغة العربية، والذي يترأسه سموه، وخلاله أكد سموه على الحرص الذي توليه الشارقة للغتنا الأم، ونقلها تدريساً ونشراً بشتى الوسائل؛ حيث قال سموه: «اللغة العربية هي انتماؤنا لهذا الدين القيّم، اللغة العربية هي مخزون تاريخنا وثقافتنا وعلمنا، اللغة العربية هي التي تثبت إيماننا بديننا، واللغة العربية هي التي توحدنا من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب بلسانٍ عربي مبين».
 وتكمن أهمية هذا الملتقى في أنه مخصص لمعلمي اللغة العربية؛ حيث تعتبر مهمتهم من أقدس وأهم المهن في إيصال لغة الضاد للأجيال الناشئة، وتقع على عاتقهم هذه المسؤولية العظيمة، بشكل كامل، وهم الرياديون في هذا المجال، والقادرون على تحفيز النشء أو تحبيبه إليها؛ لذا لا بد من وضع الآليات الملائمة لاختيار هؤلاء المعلمين، ولا بد كذلك من تضافر جميع الجهود لتحقيق هذه الغاية النبيلة. 
ونظراً لأهمية «اللغة والدين» عند صاحب السمو حاكم الشارقة، فقد شهد خلال الفعاليات تخريج الدفعة الثانية من برنامج «معلّمٌ وأفتخر»، ضمن مشروعه للتّوطين في القطاع الخاص، بعدما قدّم دفعته الأولى للميدان التربويّ في القطاع الخاص، وباشروا وظيفتهم كمعلّمين ومعلّماتٍ في 23 مدرسة خاصة في الشارقة، واستطاعوا تقديم صورة واقعية للمعلم المواطن القادر على العطاء في التدريس. 
 ومع انعقاد هذا الملتقى، فإننا لا نضع المسؤولية في تدريس اللغة على المعلمين والمدارس وحتى الجامعات فحسب، بل توجد كذلك مسؤولية أسرية بالدرجة الأولى؛ كونها تضع اللبنات الأولى لتنشئة الابن وتربيته، وتعطيه القدرة على مواجهة تحدّيات الحياة، كذلك ثمَّة مسؤولية مجتمعية؛ إذ يجب الاعتناء ب«العربية» بشكل كبير وأفضل من اللغات الحية الأخرى، التي بات الناس يقبلون عليها حرصاً على حصول الابن على وظيفة مناسبة مستقبلاً، مع إهمال تام أو شبه تام للغته الأم؛ لذا لا بد من التعاون لإعلاء شأن لغتنا الأم في شتى المحافل والمواقع.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"