ما المدى في وعي «لامدا»؟

00:04 صباحا
قراءة دقيقتين

ما رجحان الآراء، نفياً وإثباتاً، في شأن وعي الذكاء الاصطناعي، الذي صنعته جوجل؟ الوعي كلمة كبيرة، بكل المقاييس، العلمية في البيولوجيا، العلوم العصبية، علم النفس، وفي الفلسفة، أمّا في العقائد والمعتقدات، فالوعي يشبه المرادف للروح، يغدو المبحث شديد الحساسية.
لا يزال الذكاء الاصطناعي في المرحلة الشكسبيرية: «أكون أو لا أكون، هذه هي المسألة»، ولكن، بما أن الوجود ليس موضوع موازنة بينه وبين العدم، فإن طرح الوعي في كثير من العلوم والمعارف، يضفي جدّية على بحثه في مجال الذكاء الاصطناعي. ثم إن تعليم الآلة لم يصبح مشروعاً جدياً إلا منذ النصف الأخير من القرن العشرين، واكتسب مكانة كبرى في القرن الحالي، أي أن معجزة ستغيّر الحياة البشرية إذا اقتصر الوصول إلى وعي الإنسان الآلي في نهاية هذا القرن، أو حتى في القرن المقبل. لقد استغرق التطور منذ ظهور الإنسان العاقل، «هومو سابيانس» ثلاثمئة ألف عام. تصور إلى أين كانت البشرية ستصل اليوم، لو أن الإنسان العاقل وصل إلى ما نحن عليه اليوم، في ألف سنة فقط، أي قبل 299 ألف سنة. إذا صار للآلة وعي في عام 2122، بعد قرن، فذلك في حكم لمح البصر.
اليوم، صارت الروبوتات التي تشبه الكلاب، تلعب أدواراً بطولية في نزع الألغام في أوكرانيا. سوف يرسلها الذكاء الآدمي إلى ساحات الوغى، لتحصد البشر. لعلها تكون أرحم مما فعل الذكاء البيولوجي في الجهات الأربع. ما قيمة الذكاء البشري، إذا كانت أوروبا، منذ اليونان إلى عصرنا، قد أنجبت عشرات ألوف الفلاسفة والعلماء والأدباء والفنانين، ولكن كل ما ألفوه، لم يجعلهم حتى يرون الفخ الذي وقعوا فيه، ولن تخرج منه القارة العجوز سليمة ولا حتى في الوهم؟ الأمل وطيد في أن خوارزميات الآلة الذكية، ستتعلم في تعلمها المعمق كيف تتجنب مزالق الحماقات. غير أن كتاب التاريخ رديء المذاق إذا شطبنا منه كل الحماقات، خصوصاً تلك التي ترتكبها أشد الأدمغة ادعاء للذكاء. يبقى أن القيمة الثقافية والتربوية التي يجب التمسك بها وتنميتها بترسيخها، هي أن الإنسانية الحالية ليست نسخة نهائية، فهي مرحلة من تطور الكائن العاقل، فليس النسخة النهائية، بدليل الحماقات، وقد يكون الاصطناعي عاملاً تطورياً مساعداً.
لزوم ما يلزم: النتيجة الجناسية: «لامدا» يعني: لا مدى يحد التقدم العلمي، لأنه حتمية التاريخ ومصير الإنسان.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"