بداية رحلة النجاح

00:47 صباحا
قراءة دقيقتين

الحياة مسيرة ذات محطات، وفي كل محطة مسؤوليات ننجزها، وطموحات نسعى إليها، وأبناؤنا وبناتنا الذين أنهوا الثانوية العامة بنجاح منذ أيام، اجتازوا محطة مهمة تمتزج فيها معاني الفرح والفخر والاعتزاز، وهم على أعتاب خدمة الوطن وأبواب الجامعة، وقد امتلكوا أسباب القوة والمعرفة بكل إرادة وطموح لتحويل المستحيل إلى ممكن.
ونقول لهم، إن الحياة لا تخلو من تحديات تكمن في ثناياها الفرص الواعدة، والنوافذ التي تعبرونها لتحقيق أحلامكم المرسومة، دون خوف من الفشل. وهذا ما يضفي على حياتكم متعتها في تخطي التحدي واستثمار الجهد، نحو مراتب أعلى في التميز والإبداع.
وتتضاعف المسؤولية لأنكم تعيشون تحت سقف وطن استثنائي ومميز ومعطاء، ضمن لكم الاستقرار والسلامة والأمن وكل سبل الراحة والتقدم، فبادلوا العطاء بعطاء أكبر، واستمروا على نهج الأجيال السابقة الذين رسّخوا مكتسبات الوطن ودعائمه التي وضعها المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وزادها تمكيناً الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، ويزيدها رسوخاً صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي يؤمن بكم قادة للحاضر والمستقبل، وثروة تفوق أهميتها الثروات كافة.. بكم نحفظ البلاد ونخدم المجتمع.
إنكم أمام استحقاقين على قدر كبير من الأهمية، يرتبطان بسلاحي القوة والمعرفة، فهما جناحان لازمان في طموحكم المنشود للتحليق في سماء النجاح، وبدونهما لن تكسبوا الرهان.
أول استحقاق هو الانضمام إلى برنامج الخدمة الوطنية، هذا الواجب الوطني والديني الذي به تتطور شخصياتكم وتنمو قدراتكم ومهاراتكم في الانضباط والعمل الجماعي، ما يؤهلكم لأن تكونوا صمام الأمان الدائم لحماية وطنكم، والذود عن حياضه في كل زمان ومكان.
وثاني الاستحقاقات هو الدخول للجامعة، واختيار التخصص المناسب في حقل يستهويكم ويفيد وطنكم، ويواكب احتياجات الدولة والتغيرات التي يشهدها سوق العمل في العالم.
وأما مَن سيدرسوا في خارج الوطن، فلا داعي للتذكير بضرورة أن تكونوا خير سفير لدولتكم، تجسدون قيمها وأصالتها، وتعرّفون بمنجزاتها، وتعبّرون عن طموح شعبها وأخلاقه.
ولا تنسوا أنكم قدوات ناصعة في مجتمعكم، ونموذج يحتذى في طاعة ولاة الأمر، والمعرفة الواسعة، والأخلاق الحميدة، والمحافظة الدائمة على العادات الحسنة والقيم النبيلة، وتعاليم الدين الحنيف، والابتعاد عن كل ما يخالف الفطرة السليمة والمعاني السويّة، وحذاري من الانجراف وراء دعوات المتلاعبين بالعقول والمشاعر والأخلاق التي توارثناها جيلاً عن جيل، ومن التأثر بأصحاب الأفكار الشاذة والأجندات المسمومة.
أجدّد فخري واعتزازي بنجاحكم، وأن يكون ابني حمد واحداً منكم يشارككم الطموح والسعي لأن تكونوا على قدر المسؤولية والتوقّعات، تصنعون حاضركم وتقودون مستقبلكم.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"