الاحتيال الإلكتروني

23:24 مساء
قراءة دقيقتين

هل باستطاعة الإنسان العادي غير المتخصص في علم الحاسب الآلي كشف الروابط الإلكترونية المزيفة والتفريق بينها وبين الروابط الأخرى الحقيقية؟
 بكل تأكيد من الصعب تحقيق ذلك، وبالتالي فإن مسلسل الاحتيال الإلكتروني وجرائمه المتنوعة لن تنتهي، وستستمر في تصيد الضحايا بشكل يومي وسرقة أموالهم، وإيقاف بطاقاتهم البنكية وإعادة إصدار بطاقات جديدة وتسديد مبلغ بدل فاقد.
وفي ظل الانتشار الواسع للبطاقات الائتمانية والخدمات الإلكترونية واستخدامها من غالبية أفراد المجتمع في شراء احتياجاتها ومتطلباتها، زادت أشكال جرائم النصب والاحتيال الإلكتروني على المستوى العالمي، لذا بات عدد من الناس يفكرون مطولاً وألف مرة قبل تسديد فاتورة ما أو شراء بعض الاحتياجات ودفع ثمنها إلكترونياً.
من غير المقبول أن تصل فاتورة وجبة سريعة لا يتعدى ثمنها 30 درهماً إلى نحو 800 درهم، وهذا ما حصل مع أحد الأفراد، عندما حاول أبناؤه شراء وجبة سريعة من خلال أحد الروابط الذي أشار إلى وجود خصم مغرٍ يصل إلى 50%، وبعد إتمام عملية الشراء والدفع إلكترونياً تم إلغاء الطلب، ليفاجأ هذا الشخص بورود رسائل متلاحقة بالقيام بمشتريات من خارج الدولة وصل مجملها 800 درهم وخلال ساعات قليلة، ما دفع البنك إلى إيقاف العمل بالبطاقة.
هذا نموذج واحد من نماذج عديدة تتكرر يومياً مع الكثير من الأشخاص الذين يتعرضون للاحتيال والسحب من أرصدتهم بمشتريات وهمية، الأمر الذي يتطلب من الجهات المعنية البحث عن حلول أكثر نجوعاً في التصدي لمثل هذه المحاولات التي لا تنتهي، والتي بلا شك تؤثر سلباً في استخدام التطبيقات والتعاملات المالية الإلكترونية، بالذات عمليات الشراء من مختلف المواقع والروابط التي تروج لآلاف السلع والمنتجات.
الأجهزة المعنية وبشكل مستمر تصدر التحذيرات لأفراد المجتمع للتنبيه من هذه الجرائم وعمليات الاحتيال الإلكتروني، إلى جانب التحذير من رسائل مجهولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تروج لأنواع مختلفة من السلع بما فيها المخدرات، داعية الأفراد إلى عدم التعامل معها نهائياً، وإبلاغ الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة، وعلى الرغم من ذلك مسلسل هذه القضايا والجرائم مستمر ولا يتوقف.
التوسع في استخدامات البطاقات الائتمانية وإنجاز المعاملات المالية إلكترونياً في القطاعات غير الحكومية، حتى في عمليات الشراء البسيطة، يتطلب إجراءات أكثر صرامة لحماية مختلف أفراد المجتمع من هذه الجرائم التي أصبحت تشكل كابوساً للغالبية التي تعودت على الشراء الإلكتروني.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"