نحو تغير التفكير وتحسين الصحة

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

العديد من الفلاسفة والمخترعين والفنانين والعلماء والكتّاب المبدعين يقدرون قيمة المشي، وهناك الكثير من المقولات التي تعبر عن أهمية المشي، وأنه يجذب الأفكار، ويروح عن النفس، ويتم ربطه بالإنجازات. وعرف عن كثير من المشاهير، مثل: أرسطو، وفريدريك نيتشه، وألبرت أينشتاين، وتشارلز ديكنز، وغيرهم كثير، في مختلف المجالات الإنسانية، أنهم كانوا يمارسون التأمل والتفكير، من خلال المشي، فالأفكار الخلاقة، والإبداع، والابتكار، جميعها تريد العقل المتنبه اليقظ الهادئ. وفي عادة التأمل والمشي خصلة عظيمة، قد تكون مساعدة ورافدة للعقل للحصول على ما يحتاجه من الهدوء حتى يتفرغ لإصدار الأفكار واستنتاج الحلول.
 المشي عندما يكون بغرض الحصول على الهدوء والسكينة، ويمارس في جو جميل، مثل الحديقة أو على شاطئ البحر، أو نحوهما من الأماكن التي تتميز بالهدوء وأصوات الطيور أو أمواج البحر، يسمح للعقل بالاستراحة والتأمل، والمراجعة، حيث لا نملك خياراً حينها سوى الإحساس بالهدوء الذي يمكننا بدوره من التعمق في أفكارنا، وأن نرى الواقع الحياتي الذي نعيشه، من عدة زوايا مختلفة، وهذا بالتأكيد يجعلنا نفكر، عدة مرات، في كل جانب من جوانب الحياة. وبما أن هذه العادة، المشي، ثبتت فعاليتها، وأن هناك عدداً لا بأس به من المبدعين والمثقفين ممن يحثون عليه، لأنه يساعد على تصفية العقول، وإنتاج الأفكار، والاستعداد للقادم، فماذا ينقصنا نحن لنربط تلك العادة بأيامنا؟
يمكن للمشي في الهواء الطلق أن يفعل العجائب، فهو يخدم العقل والجسد والروح، ويمكن أن يقلل من توترك وقلقك، ويصفي ذهنك، ويلهمك، وقد يكون في بعض الأحيان حافزاً لاكتشاف جديد، أو ابتكار فكرة، والتي بدورها تكفي أحياناً لبدء الحل لمعضلة معينة.
يقول الكاتب والشاعر الأمريكي هنري ديفيد ثورو: «في اللحظة التي تبدأ فيها ساقي بالتحرك، تبدأ أفكاري في التدفق». إذا كنت تريد القيام بعمل أكثر إنتاجية والتفكير بشكل أفضل، فأنت بحاجة إلى المشي بانتظام، قد تكون عادة المشي لا تحظى بجماهيرية، ولكن فوائدها عظيمة وتنعكس على طريقتنا سواء للحل أو إنجازها.
 أمر بسيط مثل التنزه على الشاطئ أو مجرد المشي حول الحي الذي تعيش فيه قد يغير الكثير، فعندما نجعل المشي خياراً وهدفاً، نحن نضع في الحقيقة، عادة وروتيناً من شأنهما أن يغيرا طريقة تفكيرنا، ويحسنا صحتنا في الوقت نفسه.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"