مؤشر إيجابي ولكن

00:04 صباحا
قراءة دقيقتين

يشكل تعدد المناهج، وأنظمة التعليم في أي مجتمع؛ مؤشراً إيجابياً، يعزز اتجاهات التنوع في المخرجات، لكن هذا مرهون بتسييرها جميعاً وفق ضوابط ومعايير وآليات موحدة، تبدأ من سن التسجيل والقبول في الروضة، وصولاً إلى التخرج في الجامعة.
لدينا أكثر من 17 منهجاً دراسياً، تمثل أنظمة تعليمية مختلفة، فهناك الأمريكي والدولي والبكالوريا وغيرها؛ إذ تعمل مدارسها وفق سياسات وتوجهات منظومة التعليم الوطني، بما فيها ضوابط التسجيل والقبول، فالطالب عند دخوله المدرسة لا يقل عن 4 سنوات، كما هي الحال في مدارس المنهاج الوزاري، لكن مدارس «البريطاني» تعد الوحيدة التي تغرد خارج السرب؛ إذ تقبل وتسجل الطالب في سن الثالثة.
إذاً أين المشكلة؟ والإجابة ببساطه تكمن في امتداد دراسة طالب المنهاج البريطاني إلى 13 عاماً وفاء بمعايير الاعتماد، ويشكل ذلك عبئاً على أولياء الأمور مادياً ومعنوياً ونفسياً؛ كما أن صعوبة الانتقال من «البريطاني» إلى نظام تعليمي آخر يشكل تحدياً إضافياً، إذ إن الانتقال يفرض على الطالب التنازل عن عام دراسي كامل نظراً لصغر سنه مقارنة بزملائه.
اختلاف خطط الدراسة وطرائق الامتحانات في المدارس البريطانية، أثارت الجدل والتحفظات في مواقف عدة، فتارة تلغي مادة دراسية، وأخرى تدمج مواد، وثالثة تبتكر مقررات، دائماً نرى منظومة التعليم تسير في اتجاه، ومدارس المنهاج البريطاني تسير في اتجاه عكسي تماماً.
وهنا نسأل لماذا لا تعمل مدارس المنهاج البريطاني وفق معايير التسجيل والقبول الموحدة، كما هي الحال مع باقي الأنظمة التعليمية الموجود في الدولة؟ لتجنب المشاكل التي نواجهها عاماً تلو الآخر.
هل تعلم أن سن القبول الموحد والمعتمد من الجهات المعنية، لا يقبل الاستثناءات حتى لو نقص عمر الطالب يوماً واحداً؟ فهناك الآلاف جالسون في البيوت، لعدم بلوغهم الرابعة بالتمام والكمال، فكيف نمنع الاستثناءات في حالات تفقد عاماً كاملاً من الدراسة، بسبب بضعة أيام؛ ونترك مدارس المنهاج البريطاني تسجل طلبة تقل أعمارهم عن السن المعتمد بعام كامل؟
أياً كانت اتجاهات النظام التعليمي الذي يعمل في الدولة، ينبغي أن يتبع ضوابط ومعايير وآليات القطاع وليس العكس، لاسيما أن الواقع كشف تواضع قدرة مديري هذه المدارس على إيضاح الفرق بين الدراسة في «البريطاني» وغيرها، لدرجة أن بعضهم ألغى تدريس التربية الإسلامية ولم يوضح لأولياء الأمور لماذا؟
نحتاج إلى وقفة جادة مع هذه المفارقات، ولن يتحقق ذلك إلا بدخول مدارس «البريطاني» لسرب المنظومة وتطبيق لوائحها من التسجيل إلى الجامعة، وعلى الجهات المعنية النظر في أمر الاستثناءات للطلبة الذين أكملوا 3 سنوات و11شهراً ولم يتمكنوا من الدراسة بحجة عدم الوفاء بسن القبول.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2898u7sd

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"