عادي
عودة الحياة مرهونة بمبادرات أصحاب القلوب الرحيمة والمساعدات الإنسانية

سيول السودان.. قرى منكوبة وقلوب مكلومة وأسر بلا مأوى

01:18 صباحا
قراءة 3 دقائق
سودانيون في منطقة غمرتها السيول الأخيرة (وام)

2

على الرغم من عظم الكارثة وآثارها التي لا تخطئها العين وتتراءى أمام ناظريك أينما يممت وجهك، تسود حالة من الرضا والإيمان بقضاء الله وقدره نفوس المتأثرين بالفيضانات والسيول، التي ضربت عدداً من الولايات والقرى السودانية، على الرغم مما يخالج قلوبهم ونفوسهم من خوف من المجهول في مناطق لا تعتمد إلا على الزراعة وتربية الأغنام والماشية التي فقدت ضمن ما فقدوا.

وعلى الرغم من مرارة الفقد ومشاهد الواقع الأليم بهذه القرى المنكوبة متمثلة في أرواح أزهقت ومنازل هدمت ومحاصيل أتلفت وطرق دمرت وأسر تلتحف العراء، يبقى الأمل في عودة الحياة مرهوناً بمبادرات أصحاب القلوب الرحيمة والمساعدات الإنسانية والتكاتف المجتمعي الذي ظهر جلياً في أنبل صوره من أجل البقاء ولتستمر الحياة وتتواصل فصولها.

سيول عارمة وأمطار غزيرة جرفت أمامها كل شيء ولم ترحم براءة الأطفال وضعف الشيوخ والنساء وحتى قوة الشباب وقفت عاجزة أمامها وهي تجرف أحلامهم وطموحاتهم وتهدم منازلهم دون سابق إنذار، لتترك سكان القرى المنكوبة أمام محنة إنسانية تعد الأشد قسوة.

مشاهد الدمار

تبدأ المأساة على بعد أكثر من 300 كيلومتر من العاصمة السودانية الخرطوم مروراً بمشروع الجزيرة الزراعي أكبر مصدر غذائي في السودان الوقع بين النيلين الأبيض والأزرق وصولاً إلى قريتي دار السلام والحلة الجديدة ومنطقة مربع 70 التابعين لمحلية المناقل بولاية الجزيرة بوسط السودان، حيث تتراءى مشاهد الدمار أينما وليت وجهك والتي تدمي القلوب والأوضاع الإنسانية الصعبة على امتداد الطرقات التي قطعتها السيول والمؤدية إلى المدن والقرى التي تعاني قسوة السيول والفيضانات التي جرفت الأخضر واليابس ومعها أحلام البسطاء من أبناء الشعب السوداني.

وتنذر الأضرار التي خلفتها السيول والأمطار الغزيرة بكارثة صحية وبيئية وغذائية، بعدما تراكمت المياه الراكدة في الولايات المتضررة التي على آثارها يكثر البعوض وتنتشر الأمراض والأوبئة والأمراض المعدية مع ظهور الحشرات والثعابين، وذلك في ظل غرق مساحات كبيرة من المحاصيل الزراعية وانهيار عدد من المؤسسات التعليمية والصحية.

معدلات الضرر

وقال محمد البدوي عبد الماجد والي ولاية نهر النيل ل«وام»: إن الضرر الواقع على الأسر السودانية كبير ويتراوح حجمه من منطقة إلى أخرى من 30% إلى 100% وتعد منطقة المكيلاب بمحلية بربر الأكثر تضرراً ومن ثم وحدة جنوب بربر، إضافة إلى تأثر مناطق في المنطقة الغربية ومنطقة كدباس وما حولها مثل المسيد والخور والغوبش.

وأضاف البدوي، أن حجم المعاناة كبير كون الأسر فقدت المأوى بالكامل وخرجت بملابسها فقط، مشيراً إلى أن الانهيارات المتتالية للمنازل بسبب البناء في مواقع هشة وبعد هذه الكارثة تقرر عدم البناء إلا تحت إشراف المهندسين مع دراسة الانحدارات والمناطق التي تتضمن خطوط تقسيم المياه والاعتماد على التخطيط الهندسي.

من جانبه، قال صلاح الدين علي محمد نائب والي ولاية نهر النيل: «تعرضنا خلال شهر أغسطس الماضي، لموجة من السيول والأمطار خاصة في المنطقتين الشمالية والوسطية، حيث يوجد عدد من القرى المتضررة في محلية شندي ومحلية بربر ومحلية أبوحمد، وحدث انجراف للمنازل والمزارع والثروة الحيوانية، وتقبل الناس الأمر بصدر رحب وبقضاء الله وقدره وشرعت الجهات المعنية في الدولة في بناء بعض القرى النموذجية وترحيل السكان إليها».

وتبقى عودة الحياة لتدب في هذه الأرض من جديد رهناً بتوقف الأمطار والسيول وتدفق المساعدات الإنسانية، لترسم البسمة على الوجوه، وتبث الأمل في قلوب المتأثرين والمتضررين من هذه الكارثة الإنسانية بأن الغد أفضل وأن القادم جميل.

(وام)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4bdcfjbd

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"