د. منى تهلك
قرأت تقريراً عالمياً يحمل عنوان «فلنحمِ الوعد»، صدر عن منظمات عالمية دولية عدة، من بينها منظمة الصحة العالمية، «اليونيسيف»، صندوق الأمم المتحدة للسكان، صحة الأم والوليد والطفل (PMNCH). وهو تقرير ينشر كل سنتين، يستعرض التقدم الذي تحقق في مجال الاستراتيجية العالمية لصحة المرأة والطفل والمراهق، لكن المؤشرات التي تم نشرها خلال هذا العام مخيبة للآمال، حيث كان واضحاً الأثر المدوّي لفيروس كورونا في مجمل الخطط والطموحات التي كانت موضوعة للتنفيذ.
وأتوقف عند أهم ما جاء في التقرير من المعلومات: «25 مليون طفل لم يتلقوا أي لقاحات، أو تلقوا لقاحات غير كافية، ما يفاقم خطر إصابتهم بأمراض قاتلة أو شديدة الضرر... عانى أكثر من 45 مليون طفل في عام 2020 من سوء التغذية الحاد، وهي حالة تهدد حياتهم، وتأخر النمو والأمراض... شهد عام 2021 تهجير 89.3 مليون شخص في العالم من ديارهم بسبب الحروب والعنف والاضطهاد... في عام 2020 توفي خمسة ملايين طفل قبل سن الخامسة، ومعظمهم لأسباب يمكن الوقاية منها أو علاجها».
وهناك معلومات أخرى تفصيلية، وبطبيعة الحال، جل هذه الأرقام يتركز في مواقع معروفة بتعثرها التنموي وتدهورها الاقتصادي، فضلاً عن كونها مناطق لحروب ونزاعات، انعدم فيها الأمن والأمان. مثل هذا التقرير يوضح الحاجة الماسة لتكاتف الجهود الدولية لمعالجة مثل هذه الحالات الإنسانية، وأتوقف بكثير من الامتنان تجاه المبادرات الإنسانية للإمارات، تحت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي عرف عنه مبادراته العالمية الرائدة، التي تستهدف علاج وحماية المجتمعات الأكثر ضعفاً وفاقة في العالم، ومنها مكافحة مرض شلل الأطفال في العالم، حيث تم إعطاء 73 مليوناً و299 ألفاً و231 جرعة تطعيم لأطفال في باكستان ضد شلل الأطفال. بمثل هذه المبادرات الإنسانية تم تنفيذها بمهنية وتنسيق وتنظيم، أدى لنجاحها وشمولها وتغطيتها لمختلف المناطق النائية، وبالتالي استفاد منها كل هذه الأعداد المليونية من الأطفال. وما جاء في ذلك التقرير، يوضح لنا جانباً آخر مهماً، وهو أن الخدمات الطبية والرعاية الصحية، تقوم وتعتمد على الاستقرار، والاقتصاد القوي، والتنمية المستدامة، ومن هنا ندرك أن الخطط التي تم تنفيذها لرفاه الإنسان الإماراتي والمقيم على ثرى هذه الأرض، كانت متكاملة وتسير بمنظومة واحدة ناجحة، ضمنت كل هذه المظلة من الرعاية التي أدت إلى جودة في الحياة وسعادة ورفاه.
استشاري أمراض نساء وولادة
مدير تنفيذي مستشفى لطيفة
