«أعمل إيه» بين المنطق واللامنطق

22:45 مساء
قراءة دقيقتين

مارلين سلوم

أكثر ما يميز الدراما المصرية أنها حافظت إلى حد ما على جمهورها بتقديمها مسلسلات نطلق عليها «عائلية»، وذلك بعدما عاد المنتجون إلى التركيز على قضايا الأسرة بشكل عام، والتركيز على قضايا الشباب التي تلامس الواقع بشكل كبير، خارجة من أجواء الكلام الأفلاطوني والمثالية غير الحقيقية، لتلتصق أكثر فأكثر بهموم وقضايا شباب اليوم والعائلات المصرية أو العربية وعلاقتهم بآبائهم والاختلاف في وجهات النظر وأساليب التفكير.

المنصات تغدق علينا هذه الأيام بتقديمها فيضاً من المسلسلات تتنوع قصصها وطبيعتها بين «الأكشن» والجريمة والغموض من جهة، والقضايا الاجتماعية والإنسانية المطعمة بالكوميديا من جهة أخرى. والجمهور يكسب في كل الأحوال؛ لأنه خرج من طوق «رمضان» وأصبح للمنتجين ملاعب مفتوحة يختارون أيها الأنسب لهم ولميزانيتهم للتنافس فيما بينهم طوال أشهر السنة، ويجدون العدد الوفير من المشاهدين الراغبين في متابعة أعمالهم وبنفس لهفة المشاهدة التي تسود عادة في رمضان.

مسلسل «أعمل إيه» الذي تعرضه منصة «واتش إت»، يتكون من 45 حلقة، ويجمع كوكبة من النجوم يحبهم الجمهور، مثل خالد الصاوي، صابرين، ندى بسيوني، دنيا المصري، نور إيهاب، محمد مهران، طارق عبد العزيز، سامية الطرابلسي، نهال عنبر، صبري عبد المنعم، أحمد جمال سعيد، أيمن عزب، ريهام الشنواني، حمدي هيكل، مفيد عاشور، محمود الشرقاوي، وغيرهم من الفنانين.

إذا تأملت المسلسل لا تجد فيه ما يخرج عن المألوف، قصة عادية لرجل يعمل في الإذاعة المصرية من سنين طويلة، ومتزوج من امرأة طموحة أصبحت بفضل مجهودها مديرة لمدرسة، ولديهما أربع فتيات، يواجه الوالدان صعاب الحياة، خصوصاً أن الأب يحرص على التمسك بالمبادئ والقيم التي تربّى عليها من زمان وما زال يحرص على تعليمها لبناته، وتطبيقها في حياة هذه الأسرة البسيطة والمتواضعة.

من تأليف محمد الحناوي، وإخراج أحمد عبد الحميد، وإنتاج شركة «سينرجي»، يعود بنا «أعمل إيه» إلى الزمن الأصيل من خلال البطل عبدالله الفولاني، مهندس الصوت الحرفي الفنان العاشق للفن الأصيل، وقد أطلق على بناته أسماء الفنانات: شادية وفايزة ونجاة وسومة، يواجه في يومياته عثرات كثيرة، ويكتشف كيف تنهار القيم في كل شيء من حوله.

المسلسل جيد، وإن كانت حلقاته الأولى، وتحديداً الأولى والثانية، الأضعف، حيث بدا الأداء متشنجاً ومبالغاً فيه، خصوصاً لدى الفنانة صابرين التي تشنجت أكثر من اللازم، وبدت تصرفاتها وعصبيتها وصراخها وسطحيتها في التفكير غير مناسبة لشخصية مديرة مدرسة المفروض أنها ناجحة!.

المسلسل بسيط، جماله أنه عائلي يعالج القضايا الواقعية بسلاسة، لكنه يخرج عن المنطق في بعض المواقف، ويعجز كاتبه عن الارتقاء به إلى مستوى المسلسلات العائلية «بتاعة زمان»؛ لأنه يتأرجح في الكتابة بين المنطق واللامنطق، والحوار فيه بين الجيد والعادي وأحياناً ضعيف.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdhd279d

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"