عادي

هل أنقذ «هاتريك» راموس البرتغال ومدربها من سطوة رونالدو؟

19:34 مساء
قراءة دقيقتين
جونكالو راموس

بغداد: زيدان الربيعي

عندما غامر مدرب منتخب البرتغال فرناندو سانتوس، بزج اللاعب الشاب جونكالو راموس في مباراة مفصلية وحاسمة في مونديال قطر ضد منتخب سويسرا، نجح راموس في تسجيل أول «هاتريك» في المونديال الحالي، وساعد منتخب بلاده على التأهل إلى الدور ربع النهائي، ويبدو أن هذه المغامرة كانت محسوبة بكل تفاصيلها، ولم تأتِ صدفة أو مجرد حالة فرضتها الظروف.

فالمدرب سانتوس يعرف قدرات وإمكانات اللاعب الشاب جونكالو راموس، ويثق به، لكن هذه المعرفة لم تكن كافية عند الآخرين لتحقيق النجاح من قبل الاثنين المدرب واللاعب؛ بل كان سبب النجاح هو حالة التحدي الكبيرة التي غامر بها سانتوس، والتي تمثلت بوضع النجم العالمي وأسطورة الكرة البرتغالية كرستيانو رونالدو على دكة الاحتياط، وزج محله اللاعب الشاب جونكالو راموس، مما يعني أن المدرب جازف بهكذا خيار، واللاعب كان يعيش حالة من التحدي المصحوبة بالخوف، لكن ما إن تمكن من تسجيل هدف البرتغال الأول حتى بدأ يتخلص من الضغوط الكبيرة التي كانت تحيط به، وبعد أن سجل الهدف الثاني قام بترسيخ أقدامه بشكل قوي في تشكيلة منتخب بلاده، وما إن أحرز الهدف الثالث حتى أصبح محط أنظار الجميع، وأصبح منافساً لمتصدري لقب الهدافين في المونديال الحالي والذين سبقوه في المشاركة بأربع مباريات في المونديال، وهذه خطوة رائعة جداً لا يحظى بها إلا اللاعب الذين يمتلك الموهبة الخارقة.

إن طريقة سانتوس في زج اللاعب الشاب جونكالو راموس، كانت مبنية على أسس صحيحة لا ينفذها إلا المدربون الكبار الذين يعرفون كيفية اختيار الوقت المناسب في زج اللاعبين الجدد في هكذا مباريات مهمة وحاسمة، ويبدو أن سانتوس أراد من لاعبه الشاب عبر زجه ولأول مرة كلاعب أساسي في تشكيلة المنتخب البرتغالي في المونديال الحالي اصطياد عصفورين بحجر واحدة، وقد اصطادت تلك الحجرة عصافير عدة وليس عصفورين، فهي أدت إلى تحقيق الفوز الكبير، ومنحت المدرب راحة نفسية كبيرة طيلة وقت المباراة، كما خلصته من الضغوط الكبيرة لو لم يتقدم المنتخب البرتغالي بالنتيجة منذ البداية، بسبب وضعه رونالدو على دكة الاحتياط، ثم وضعت اللاعب البرتغالي الشاب راموس مع قائمة هدافي المونديال، ونجح اللاعب المذكور بتجاوز رهبة زجه محل رونالدو، ثم أرسل رسالة صريحة وواضحة المحتوى إلى رونالدو، بأن مكانه في المنتخب البرتغالي لن يبقى شاغراً إذا اعتزل أو تم الاستغناء عن خدماته في البطولات المقبلة، كذلك بات راموس محط أنظار الأندية العالمية الكبيرة التي ستدخل في صراعات فيما بينها من أجل الظفر بخدماته بعد نهاية منافسات المونديال الحالي.

إن عملية اختيار اللاعبين من قبل المدربين عملية ليست بالسهلة، لكن العملية الأصعب والأكثر تعقيداً تتمثل في كيفية اختيار الوقت المناسب لزجهم حتى يثبتوا قدراتهم داخل الميدان ويؤكدوا للجميع أن اختيارهم لارتداء قميص المنتخبات الكبيرة كان دقيقاً جداً ولم يخضع للمجاملات، ما قدّمه سانتوس عبر درس راموس، يمثل أسلوباً رائعاً يجب أن يفهمه المدربون الآخرون ويسيروا على نهجه، لأنه أثبت صحته وجاء بنتائج مثمرة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/tfs7fw7e

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"