عادي

رونالدو.. هل يبني الإنجاز البرتغالي أم يهدمه؟

22:18 مساء
قراءة 3 دقائق

بغداد: زيدان الربيعي

كما توقعت،الأخبار الواردة والمتداولة من المعسكر التدريبي لمنتخب البرتغال الأول لكرة القدم، تشير إلى أن أسطورة الكرتين البرتغالية والعالمية كرستيانو، رفض الانصياع إلى أوامر مدربه سانتوس بالتدريب مع اللاعبين الاحتياطين، وتوجه إلى صالة الحديد للتدريب مع الأساسيين، كذلك أشارت أخبار أخرى رغم النفي، أن رونالدو هدد بمغادرة معسكر المنتخب البرتغالي والعودة إلى المكان الذي يعيش فيه قبل دخوله إلى قطر.

توقعاتي لم أقم ببنائها من الخيال أو عبر التنبؤ، بل تتمثل بمتابعتي الدقيقة لشخصية رونالدو، وما فعله سابقاً سواء مع المدرب سانتوس أو مع مدرب فريق مانشستر يونايتد، قبل أن يتم فسخ التعاقد معه، لأن رونالدو، من الشخصيات التي تريد البقاء في القمة تحت أي ظرف، سواء كان يستطيع تقديم العطاء أو لا يستطيع، كذلك فأنه دائماً يبحث عن تحقيق أرقام شخصية له، وقد حقق في هذا المجال ما لم يحققه الكثير من النجوم الكبار الذين سبقوه أو عاصروه أو من الذين سيأتون بعده، لأن المنجزات الشخصية لهذا اللاعب وتحطيمه للأرقام القياسية للعديد من البطولات والألقاب تمثل أمراً صعب الوصول إليه من قبل الآخرين.

لقد فعل رونالدو الكثير من التصرفات التي لا يصح أن يقوم بها لاعب كبير بحجم ووزن رونالدو مع مدرب البرتغال سانتوس في نهائي بطولة الأمم الأوروبية عام 2016 التي أحرزها منتخب البرتغال بعد فوزه على منتخب فرنسا بهدف وحيد في الوقت الإضافي، إذ خرج رونالدو من تلك المباراة في دقائقها الأولى بعد تعرضه للضرب من قبل أحد اللاعبين الفرنسيين، وبقي يقف إلى جانب مدربه على الخط ليوجه اللاعبين وفي بعض الأحيان حصل بينهما تدافعاً بالأكتاف، وإذا قد وجد البعض العذر لرونالدو في تصرفاته تلك، لأنه تم وضعها في بوابة الحرص على مصلحة المنتخب البرتغالي، إلا أن مهاجمته لمدرب مانشستر يونايتد الإنجليزي واتهامه له بتهم عدة لم يكن له مبرراً، لذلك توقعت وسأبقى مصراً على هذا التوقع، أن رونالدو لا يمكن أن يتقبل بقائه على دكة الاحتياط مع منتخب البرتغال أو أي فريق آخر يمثله في المستقبل، لأن شخصيته طموحة ودائماً تبحث عن تحقيق الإنجازات والتميز، وأيضاً تصر على التواجد دائماً في منصات الإعلام، وترفض رفضاً قاطعاً أن تبقى خلف الكواليس أو في الظل.

لذلك فأن رونالدو في المونديال الحالي يجب عليه ألا يمحو تاريخه الرائع والمميز ونجوميته الساطعة من أجل أن يتواجد في مباراة أو مباراتين، بل عليه أن يكون مساهماً في بناء إنجاز كبير وغير مسبوق للمنتخب البرتغالي في هذا المونديال ومن أي موقع يتواجد فيه، وفي حال تصرف بعكس ذلك، فأنه سيكون سبباً رئيسياً في هدم إنجاز كبير يمكن أن يحققه لمنتخب بلاده من أي موقع يشغله، لأن جميع لاعبي المنتخب البرتغالي يعدّون رونالدو القدوة لهم ويقتدون به، ويرون وجوده بقربهم في أي مكان سواء داخل الملعب أو خارجه حافزاً كبيراً لتقديم العطاء الأفضل وتحقيق النتيجة الأجمل، وعلى رونالدو أو أي لاعب كبير السن في فريقه أو منتخب بلاده أن يعطي الفرصة لغيره، مثلما هو منح الفرصة في شبابه على حساب لاعب سبقه في التواجد مع منتخب بلاده أو فريقه، بينما التشبث باللعب دون النظر إلى المستوى الفني والبدني وتقديم العطاء المقبول، فأنه يمثل هدماً متعمداً وغير مبرر لطموحات منتخب البرتغال الراغبة في الحصول على لقب المونديال في زمن رونالدو.

رونالدو، لاعب كبير وأسطورة حقيقية يحتاج إلى كتابة نهايته الجميلة بيده وليس بيد الآخرين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/h48mdv9m

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"