تعابير مدرّبي الكرة

00:14 صباحا
قراءة دقيقتين

د. حسن مدن

ليس فقط لعب لاعبي كرة القدم هم من نتابعهم على الشاشات، ونحن نشاهد مباريات المونديال الجارية حالياً في الدوحة. نتابع أيضاً تفاعل الجمهور الذي تكتظ به مدرّجات الملاعب، وهم يشجعون الفرق التي أتوا لتشجيعها، أكانت فرق بلدانهم أو فرقاً يحبون أداء لاعبيها، أو يشعرون بشيء من الانتماء إليها، على نحو ما ذكرنا ونحن نتحدث عن علاقة كرة القدم بالهويات، حيث بوسعنا رؤية مظاهر البهجة في المدرجات حين يسجل فريق ما هدفاً أو يُحرز الفوز النهائي، وبالمقابل نرى تعابير الحزن والخيبة والأسى على وجوه مؤيدي الفريق المغلوب.
وإضافة إلى اللاعبين وسير المباريات، وردود فعل الجمهور، تنقلنا الكاميرا إلى تعابير وجوه مدرّبي الفرق المتنافسة، وحركة أجسادهم، وهنا تلفت نظرنا الفروق بين ردود فعل كل مدرب. 
ففي مباراة المغرب مع إسبانيا، وعند لحظة فوز المغرب فيها بركلات الترجيح اندفع المدرب الشاب للفريق نحو الملعب يعانق لاعبي فريقه الذين رفعوا اسم المغرب، بينما أظهرت الكاميرا مدرب إسبانيا في اللحظة نفسها، في حالٍ من الوجوم.
قد نشاهد بعض المدربين وهم يحدّثون فرقهم الخاسرة لمباراة ما، بغضب شديد هو إلى التقريع أقرب، لأنهم  في رأيه  أضاعوا فرصاً لتسديد أهداف، أو أخفقوا في صدّ هجمات للفريق الخصم. وقد نشاهد بعضهم يتصرفون بهدوء وبرودة أعصاب حتى لو كان فريقهم متعثراً في الأداء، كما بدا مدرب الفريق السنغالي في مباراته مع فريق إنجلترا، حيث أظهرته الكاميرا وهو يحاول رفع معنويات فريقه المتعثر. 
أما مدرب الفريق الياباني فقد ظهر وهو يمسك بيده قلماً وكرّاساً ويدوّن ملاحظات، أو هكذا يبدو، ربما ليقولها لأعضاء فريقه في الاستراحة بين شوطي المباراة مع كرواتيا، في مشهد أظهر ميل اليابانيين إلى الدقة.
وقد يدعونا هذا للسؤال عما إذا كان سلوك أي مدرب في أي مباراة أو بعدها، يعكس سمات الشعب الذي ينتمي إليه وطباعه، بحيث يمكننا تكوين فكرة من نوع ما، عن تلك السمات من خلال مراقبتنا لطبيعة وطريقة ردود فعله في لحظات حرجة في المجمل، كتلك التي تسود مباريات كرة القدم، خاصة الفاصلة منها، أم إن الأمر لا يعدو كونه صفات شخصية محضة تخصّ المدرب، أياً كانت جنسيته أو قوميته أو ثقافة المجتمع الذي ينتمي إليه.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5n8yww7b

عن الكاتب

كاتب من البحرين من مواليد 1956 عمل في دائرة الثقافية بالشارقة، وهيئة البحرين للثقافة والتراث الوطني. وشغل منصب مدير تحرير عدد من الدوريات الثقافية بينها "الرافد" و"البحرين الثقافية". وأصدر عدة مؤلفات منها: "ترميم الذاكرة" و"خارج السرب" و"الكتابة بحبر أسود".

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"