أسطورة في المقصورة

00:12 صباحا
قراءة دقيقتين

عصام هجو
أظهرت الكاميرات الساحر والفنان رونالدينيو أحد أساطير برشلونة والبرازيل في مقصورة مباراة الأرجنتين وكرواتيا مبتسماً،ويصفق لهدف الأرجنتين الثاني الذي سجله ألفاريز، وكانت السعادة واضحة عليه على غير عادة البرازيليين عندما يتعلق الأمر بجيرانهم الأرجنتيين الغريم التقليدي في أمريكا الجنوبية،ولكن رونالدينيو خرج عن المألوف،كلاعب فنان قل أن يجود الزمان بمثله، تفاعل مع الهدف والفن الكروي الرفيع، لأنه صاحب ذوق رفيع في التعامل مع كرة القدم فضلاً عن علاقته المميزة مع ميسي، ولايستطيع أحد أن ينكر أن ميسي استفاد كثيراً بوجود الثقل الذي كان يمثله رونالدينيو عندما كان إلى جواره في بداياته مع برشلونة.

أظهرت الكاميرا الساحر رونالدينيو لثوان،ولكن ظهوره سعيداً ومبتسما يعتبر درساً ضد التعصب الكروي ودرس في الأنحياز للفن الراقي والجميل فكرة القدم فن وذوق وأخلاق وجسدتها لقطة الساحر البرازيلي الذي أبهر العالم بالمهارات والفنيات والأهداف والتمريرات.

أمثال ميسي ورنالدينيو فعلاً من كوكب آخر، فهما يقدمان العطاء لكرة القدم وينشران السعادة والإبتسامة والمتعة للمشاهدين بتقديم الجديد والمبتكر في أجمل فنون كرة القدم وهما ليسا من نوعية اللاعبين الذين يستعرضان عضلاتهما وليس من فئة (المتعجرفين) من النجوم الذين يخرجون ألسنتهم، فهما يلعبان لأجل كرة القدم فقط لاغير وليس لهما أجندة مع أحد، فهما المثال الذي يحتذى به في الإخلاص للعبة بغض النظر عن الشعار الذي يحمله كل واحد منهما.

اكتمل جمال اللوحة والسهرة الكروية الزاهية والجميلة التي قدمها منتخب الأرجنتين أمام منتخب كرواتيا وصيف النسخة الماضية من المونديال بجلوس رونالدينيو سفير الفن والروائع مؤازراً للعب الجميل الذي أصبح عملة نادرة في الملاعب في ظل سيطرة التكتيك والإنضباط وعدم الخروج عن نصوص وتعليمات المدربين، وكان واضحاً ان رونالدينهو شاهد شبابه في ميسي وهو يصول ويجول ويفعل العجب بالكرة متمرداً على كل الخطط والتكتيكات والتوجيهات التي تصدر من المدربين.

يشعر المرء أحياناً أن أمثال ميسي ورونالدينيو يفرحان بتصدير المتعة وصناعة الأهداف أكثر من فرحتهم وسعادتهم بالتوقيع على شباك المنافسين،وهذا أكبر دليل على أنهما يجسدان ويدعمان روح العمل الجماعي والتعاون والمحبة في الملاعب وماذكرناه يدخل في بند أساسيات كرة القدم بل هما يذهبان لأبعد من ذلك عندما يسخران امكاناتهما المهولة لمصلحة المجموعة باللعب الإيجابي وليس الاستعراض السلبي أو الرقص والتعالي على الآخرين والإحتجاج والتذمرعلى مقاعد البدلاء.

ماكان يفعله رونالدينيو بالكرة ومافعله ومازال يفعله من بعده ميسي غير مسبوق وربما لن يتكرر لأنه إبداع لأجل الفرجة والإمتاع ضد الأنانية وحب النفس.

وجود رونالدينو في المقصورة لايقل جمالا عن مغازلة ميسي ل(الكورة).

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/msxdhwbx

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"