عادي
دعت إلى دعم الترجمة وإصدار المعاجم الحديثة ورقمنتها

توصيات «قمة العربية».. خريطة طريق لمستقبل لغة الضاد

19:36 مساء
قراءة 4 دقائق
نورة الكعبي
  • -نورة الكعبي: الهدف تعزيز لغتنا في الحوار الحضاري
  • -علي بن تميم: لابد أن تواكب العربية التطورات التكنولوجية

أبوظبي: «الخليج»
أثمرت الدورة الأولى من فعاليات قمة اللغة العربية التي نظمتها وزارة الثقافة والشباب، تحت رعاية سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي، بالتعاون مع مركز أبوظبي للغة العربية تحت شعار (اللغة وصناعة الهوية) عن توصيات فاعلة لإثراء جهود دعم اللغة العربية، ولتشكل مع مخرجات الخلوة الثقافية تجسيداً لتوجيهات القيادة الحكيمة، في تعزيز مكانة اللغة العربية واستشراف مستقبلها.

وقد شملت توصيات القمة على ضرورة تكريس استخدام جماليات اللغة العربية وروائعها الخالدة في الشعر والنثر، والتركيز على اللهجات أيضاً لما فيها من قيم لغوية وجمالية وروحية، ودعت إلى تفعيل دور المؤسسات الإنتاجية في صناعة المحتوى المتخصص بالطفولة المبكرة ورياض الأطفال باللغة العربية، وتفعيل دور المؤسسات الإعلامية في ترسيخ العربية في حيز المجتمع والهوية، إلى جانب أهمية التخطيط لإثراء المحتوى والإنتاج التلفزيوني والدرامي العربي مع كل ما يرتبط بذلك من ورش كتابة وتدريب ومحتوى جاد وميزانيات تخلق أبطالاً محبوبين عربياً وعالمياً.

وخرجت الخلوة بمجموعة من التوصيات التي أكدت أهمية دعم مراكز اللغة العربية ومجامعها، والاستمرار في تحقيق المخطوطات العربية، ومواصلة إصدار المعاجم الحديثة ورقمنتها، وتشجيع الدراسات والبحوث وتطويرها، ودعم حركة الترجمة والتعريب، كما أوصت بتفعيل دور وسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات الحديثة في تعزيز حضور وإثراء اللغة العربية وانتشارها، وتأسيس بنية تحتية قادرة على تعريب المصطلحات العلمية، وصولًا إلى التعريب الكلي للمناهج.

وتضمنت التوصيات تشجيع البحث في علاقة الموسيقى والمقامات العربية باللغة وتعبيرها عن الهوية، ودعم الهوية العربية في التشكيل عبر الرموز والحروفية وموروث الزخرفة والعمارة، كما أوصى المشاركون بتعزيز دور مؤثري مواقع التواصل الاجتماعي في تأصيل وتعزيز استخدام اللغة العربية بين الأطفال والشباب، ووجّهوا الدعوة لحث المؤسسات والجهات على سن التشريعات والسياسات لاستخدام اللغة العربية في المخاطبات الداخلية والخارجية وفي الاجتماعات.

**قضايا بارزة

وقالت نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة والشباب: «ناقشت القمة على مدار يومين وبحضور نخبة من الخبراء والمتخصصين والأكاديميين من مختلف أنحاء العالم أبرز القضايا والموضوعات الرئيسية التي تخدم الارتقاء باللغة العربية، وتعزّز مكانتها باعتبارها لغة علم ومعرفة وحوار حضاري وإنساني مع مختلف الشعوب والحضارات، ما يحقق رؤية القيادة في دعم الجهود الرامية إلى الحفاظ على اللغة العربية وترسيخ مكانتها باعتبارها ركيزة أساسية للهوية العربية».

وتابعت: «خرجنا هذا العام بجملة من التوصيات التي أردنا لها أن تكون منطلقاً للعمل باتجاه ثبات مكانة اللغة العربية وتعزيز استخدامها والاستفادة من المحتوى الفريد الذي تطرحه في مختلف تفاصيل الحياة، وفي الوقت ذاته تسهم التوصيات بتوجيه المؤسسات الإعلامية، والإنتاجية، وصنّاع المحتوى، والمكتبيين، والعاملين في مجال الكتابة الإبداعية للتركيز على إنتاج مشاريع جديدة تخدم الأجيال وتسهم في ترسيخ لغتهم وثقافتهم العربية بشكل أكبر مستفيدين من المظاهر التقنية المتطورة».

ولفتت إلى أن الخلوة الثقافية التي عقدت خلال القمة تأتي في سياق الجهود المتكاملة مع الشركاء في سبيل إتاحة المزيد من الفرص لمناقشة أبرز التحديات التي تواجه اللغة العربية، والخروج بحلول ناجحة تسهم في ترسيخ مكانتها وحضورها.

1
د. علي بن تميم

الدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، قال: «إن القمة بما ناقشته من موضوعات محورية ومن خلال الحضور الثقافي المميز ستسهم في تعزيز مكانة اللغة العربية والوصول بها إلى عوالم جديدة تواكب التطورات التكنولوجية المتسارعة، وتصل الثقافة العربية بالثقافات العالمية عبر جسور مشتركة من الإبداع اللغوي والحضاري».

وأضاف: «كما يأتي تنظيم الخلوة الثقافية ضمن الجهود المستمرة للمركز لرصد حالة اللغة العربية على المستويين المحلي والعربي من خلال تنظيم العديد من الفعاليات المتخصصة والخلوات، التي تهدف إلى معرفة أبرز التحديات التي تواجه مسيرة تعزيزها بين لغات العالم، لوضع الحلول الناجعة لها والخروج بأفكار وآليات عمل تُرسخ مكانتها في جميع جوانب حياة الناس، وتربطها بشكل أكثر عمقاً مع القطاعات الحيوية، بما يواكب رؤية واستراتيجية دولة الإمارات العربية المتحدة لصناعة مستقبل أفضل للغة العربية».

وجرى خلال القمّة تنظيم خلوة ثقافية برعاية وحضور الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان، السفيرة فوق العادة للثقافة العربية لدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، ناقشت مجموعة من أبرز الموضوعات المعنية بتعزيز حضور اللغة العربية، وسُبل وضع آليات ورؤى مبتكرة لتحسين مكانتها في مختلف المجالات.

وتضمنت الخلوة عقد سلسلة من الجلسات المتخصصة التي سلطت الضوء بشكل موسع على مجموعة من المحاور الرئيسية، من خلال مناقشتها لموضوعات «اللغة وعوالم الإبداع»، و«مجامع اللغة العربية، رؤية مستقبلية»، وبحثها في الآفاق المستقبلية للغة العربية، وتنظيم جلسات طرحت موضوعات «اللغة العربية والآداب»، و«اللغة العربية ومناهج التعليم»، و«اللغة العربية والشباب».

الصورة
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/545yzeyf

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"