عادي

جفاف البشرة وقشرة الرأس.. إزعاج شتوي

23:08 مساء
قراءة 4 دقائق

تحقيق: راندا جرجس

يرتبط جفاف البشرة على الأكثر بفصل الشتاء، ويزداد تأثرها وحساسيتها من العوامل البيئية المختلفة، حيث يكون الجلد معرضاً لدرجة حرارة الطقس المنخفضة، والرطوبة المتغيرة، والرياح الجافة، إضافة إلى التبدلات المناخية بين داخل المنزل وخارجه، ويؤدي لدى البعض إلى بعض الأعراض كالتشقق والحكة في مناطق متفرقة من الجسم، كما تعد قشرة الرأس إحدى المشكلات المزعجة التي ترافق الموسم الجاف، وفي السطور القادمة يتحدث الخبراء والاختصاصيون عن هاتان الآفتان وطرق الوقاية والعلاج.

وفقاً للدكتور ساندرو فيرياتي أخصائي الأمراض الجلدية، يعاني معظم الأشخاص جفاف الجلد خلال موسم الشتاء، وتختلف الأسباب من شخص لآخر، فربما تكون ناجمة عن حالة وراثية كالتهاب الجلد التأتبي، أو نتيجة العادات اليومية التي قد تؤدي إلى تفاقم جفاف البشرة مثل: استخدام أنواع من الصابون غير الزيتي، الاستحمام بالماء الساخن، وعدم وضع الواقي الشمسي عند الخروج من المنزل، والتعرض لأشعة الشمس الضارة.

1
د.ساندرو فيرياتي

ويلفت إلى أن أعراض جفاف البشرة تتمثل في الاحمرار، الخشونة، التقشر، التشقق الذي يرافقه لدى بعض الأشخاص نزيف من أنسجة الجلد، كما تعتبر زيادة ظهور البقع الداكنة أو الرمادية، والالتهابات من أكثر العلامات التي تصاحب الجفاف، وكذلك الحكة الشديدة التي تتسبب بعدم الحصول على النوم الجيد وممارسة الأنشطة اليومية، وتتفاقم لدى مرضى حالات الأكزيما، والتهاب الجلد التأتبي، وحساسية الجلد.

يشير د. فيرياتي إلى أن الروتين اليومي المنضبط للعناية بالبشرة يلعب دوراً مهماً في حماية البشرة من الجفاف والتشقق، وتعد مستحضرات ومواد ترطيب الجلد حجر الأساس للحد من تفاقم الحالة، كما أن وضع المرطب مباشرة بعد الاستحمام، يكون ذات فعالية أكبر للامتصاص من قبل الجلد، وتجديد خلايا البشرة، ويمكن استعمال الصابون المخصص للترطيب.

ويضيف: يجب ارتداء ملابس تغطي الجلد حتى لا يتعرض للأشعة الذهبية الضارة، وخصوصاً عند الذهاب للشواطئ وحمامات السباحة، ووضع الواقي الشمسي الذي يحتوي على عامل حماية من الأشعة فوق البنفسجية بدرجة (50(SPF.

قشرة الرأس

تعد قشرة الشعر من المشكلات الشائعة والمزعجة التي تتزايد فرص ظهورها في فصل الشتاء، وترى الدكتورة إيمان أبو النجا، أخصائية الأمراض الجلدية والتجميل، أن هذه الحالة والتي ترافقها حكة شديدة لدى بعض الأشخاص، يكون سببها على الأغلب تخلص فروة الرأس تلقائياً من خلايا الجلد الميتة، وخصوصاً عندما تنتج زيتاً إضافياً، ما يجعلها تلتصق ببعضها وتُشكل قشرة الرأس.

1
د.إيمان أبو النجا

وتوضح أبو النجا أن هناك بعض العوامل التي تزيد من تفاقم قشرة الرأس لدى بعض الأشخاص، وعلى الأغلب تبدأ هذه الحالة في الظهور في مرحلة الشباب وحتى منتصف العمر، وتشير الإحصاءات إلى أن الذكور معرضون للإصابة أكثر من الإناث، كما تسهم أمراض معينة في زيادة خطر التعرض للقشرة، مثل داء باركنسون والأمراض التي تصيب الجهاز العصبي.

وتضيف: يؤدي التغير المفاجئ في درجة الحرارة، وجفاف فروة الرأس إلى تزايد فرص الإصابة بالقشرة، كما يمكن لبعض السلوكيات أن تكون سبباً في ظهور هذه المشكلة، ومن أهمها ارتداء القبعة، فكلما ارتفعت درجة حرارة الفروة يتزايد تكاثر الميكروبات بوتيرة أكبر، وعدم غسل الشعر بشكل منتظم، لا سيما في الجو البارد، ما يؤدي إلى تشابك الشعر احتجاز الزيت والأوساخ والجراثيم على سطح الفروة، وتجدر الإشارة إلى أن الحالة النفسية تلعب دوراً محورياً في الإصابة، كالتوتر، والاضطرابات الهرمونية داخل الجسم، والتي تؤثر بشكل مباشر في إفراز الزيت.

وتلفت أبو النجا: إذا كانت المشكلة متواصلة وشديدة، وأصبحت الأعراض أشد خطورة، فيفضل استشارة الطبيب المختص لتقديم العلاج الأنسب، أما الحالات البسيطة فيمكن السيطرة عليها بأنواع الشامبو المضاد للقشرة، وينبغي تدليكه جيداً أثناء الغسيل وإزالة أكبر قدر ممكن من القشرة من الرأس لزيادة فاعلية الغسول، عن طريق استعمال مشط للتخلص من الرقائق الموجودة على سطح الفروة بلطف، ومن ثم غسل الشعر بشامبو طبي.

وتنصح أبو النجا باستخدام زيت الآركان لحماية الشعر من الجفاف الذي يؤثر فيه بفعل التغيرات البيئية للوقاية من تزايد ظهور قشرة الرأس، كما تسهم خصائص الزيت المضادة للالتهاب في تخفيف الحكة في الفروة، وتلف إلى عدم الاستحمام بمياه شديدة السخونة، لأنها تتسبب بالجفاف وتضرر الجلد، والابتعاد عن مستحضرات العناية بالشعر التي تحتوي على مكونات ذات أساس كحولي، لأنها تعوق الترطيب في الأجواء الباردة، إضافة إلى تفادي ربط الشعر عندما يكون مبللاً، لأنه يشكل بيئة خصبة لنمو الفطر والبكتيريا.

الترطيب أساس الحماية

ينصح خبراء الجلد، خلال فصل الشتاء، بالحصول على بشرة رطبة وناعمة ومشرقة والعناية بها من خلال:

* تفادي التعرض المتكرر للماء الساخن والاستحمام لفترة طويلة، وينصحون باستبدالها بحمام قصير دافئ، ويمكن إضافة القليل من زيت الأطفال مرة أو مرتين في الأسبوع، وتركه على الجسم لساعات للحصول على الترطيب اللازم.

* استخدام كريم نهاري يحتوي على أكسيد الزنك بعد الاستحمام صباحاً، حيث إنه يوفر حماية للبشرة بدرجة SPF30، ويعد من وسائل الحماية في الطقس البارد.

* عند الخروج من المنزل خلال الفصل الجاف، يجب وضع واقٍ من أشعة الشمس، ومرطبٍ ذي أساس زيتي، وخصوصاً لأصحاب البشرة الدهنية، كما تسهم المرطبات المركزة الغنية بحمض الهيالورونيك في الحفاظ على ليونة البشرة، ويمكن إبقاؤها على الوجه طوال الليل.

* تجنب المنتجات ذات أساس الاسيتون أو الكحول مثل موحدات اللون، منتجات الشد، ومزيلات المكياج، حيث إنها تتسبب بزيادة جفاف الجلد، ويمكن استبدالها بمنتجات أقل تهييجاً للبشرة، وتساعد على الترطيب الجيد.

* يعاني البعض من تشقق في مناطق متفرقة من الجسم، وخصوصاً الأطراف العلوية والسفلية، ولذلك ينصح الخبراء بتدليكها بكمية وافية من المرطب قبل النوم، وارتداء جوارب وكفوف، أما منطقة الأكواع، الركبة، العقب والكاحل التي تظهر فيها شقوق سميكة وداكنة، فيمكن استعمال مقشر لطيف من حمض الفواكه للتخفيف من تراكم الخلايا الميتة.

* تعتبر الشفاه أكثر المناطق تعرضاً للجفاف والتشقق خلال فصل الشتاء، ولذلك يجب الحرص على وضع طبقة حامية من مرطب غني بفيتامين «E».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2shwtcda

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"