ليس قبولاً أو رفضاً

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

الكثيرون يتحدثون عن الذكاء الاصطناعي، والبعض يحذر من خطورته على البشرية، وآخرون يرفضون بث المخاوف، ويقولون إنها تقنيات ستفيد البشرية في مجالات مهمة جداً مثل مكافحة الأمراض والتنبؤات وتطور العلوم، وهي مجالات سيكون لها وقع عظيم في تقدم البشرية وتطور الإنسان، ونقله من حضارة إلى حضارة أكثر تطوراً واختلافاً عما ألفه وعرفه أي إنسان على مر التاريخ. 
وهناك من يقول إن تقنيات الذكاء الاصطناعي ليست خطرة لأننا نحن من يبرمجها ولا مصلحة لها في إيذاء الإنسان، كون الإنسان هو المتحكم في المعلومات ويبرمجها ويصنعها، ولكن الموضوع أوسع من مثل هذه الرؤية الضيقة، لأن الذكاء الاصطناعي يتوقع أن يصل إلى مرحلة أن يصنع ويبرمج ويتغذى بالمعلومات من الشبكة العالمية، وبالتالي، الموضوع يحتاج للمزيد من الدراسة والتأمل والبحث والتقصي من المختصين، لكن الذي يجب أن ندركه أننا نعيش فعلاً الآن حقبة الذكاء الاصطناعي، في ظل خدمات حيوية ومهمة يقدمها هذا الذكاء للإنسان، ونشهد حالياً قفزات بشرية وتطوراً مهولاً في عدة مجالات للذكاء الاصطناعي دور حيوي ومهم في الدفع بها للأمام، وهناك الكثير من الخدمات والتسهيلات التي نعيشها لم يكن لنا أن نستفيد منها ونستخدمها ونسهل حياتنا، لو لم يكن للذكاء الاصطناعي دور مهم فيها.
 في كتابها الذي حمل عنوان «الذكاء الاصطناعي»، تقول الكاتبة والمؤلفة مارجريت إيه بودين: «الذكاء الاصطناعي موجود في كل مكان، توجد الاستخدامات العملية للذكاء الاصطناعي في المنازل، والسيارات، والسيارات من دون سائق، والمكاتب، والبنوك، والمستشفيات، والفضاء... وشبكة الانترنت، بما في ذلك إنترنت الأشياء (الذي يربط المستشعرات المادية التي يتزايد استخدامها في الأجهزة والملابس والبيئات). بعض تلك الاستخدامات يكون خارج الكوكب، مثل الروبوتات التي ترسل إلى القمر والمريخ، أو الأقمار الصناعية التي تدور في الفضاء. أفلام الرسوم المتحركة في «هوليوود»، وألعاب الفيديو والكمبيوتر، وأنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية، ومحركات بحث «جوجل»، جميعها تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
 وكما هو واضح، فإن سطوة وقوة هذا الذكاء واضحتان، وتتناميان في حياتنا، ودخل في تفاصيل حياتنا وأدقها، لذا ما يجب أن يطرح، ليس القبول أو الرفض، وإنما كيفية التعامل معه والاستفادة منه لخدمة الإنسان ورفاهه وجودة الحياة.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3u9j449t

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"