جهود مقدّرة

00:10 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

هطل المطر، وارتوت الأرض، واكتست الجبال باللون الأخضر، وهبت الرياح الباردة، آخذة معها درجات الحرارة إلى مستويات لم نعتدها من قبل، لتكتمل صورة «أجمل شتاء في العالم»، في أيام الفصل الممطرة، التي أنعم الله علينا بها بالغيث، لتدب الحياة في صحارى اختلطت رمالها بالأعشاب، لتصبح مقصداً للباحثين عن التنعم بهذه الأيام الجميلة.

أربعة أيام من المطر، الذي ما إن يهدأ هطوله بعض الشيء، حتى يعود إلى غزارته، ليعزف سيمفونية الحياة على الشوارع، ونرفع القبعة للجهات البلدية في إمارات الدولة، التي كان لاستعداداتها قبل دخول الحالة الجوية مدارنا، وقع السحر، فتمكنت بجهود كوادرها من ضمان انسيابية حركة المرور، بفضل تعاملها الدوري مع أماكن تجمعات المطر، والتي أصبحت بالنظر إلى الخبرات المتراكمة، بمثابة نقاط ساخنة، تتحول إلى برك إذا أغفل أمرها، وتخنق حركة المرور، وهو ما فطنت البلديات إليه، فحركت شاحنات سحب المياه لتتموضع بالقرب منها وتتعامل معها بشكل دوري، لتكون النتيجة ما شاهدناه خلال الأيام الماضية.

نجاح التعامل مع الحالة الجوية، لم يقتصر على الشوارع والميادين، بل تعداه إلى العمل والدراسة، اللذين رفعا شعار «عن بعد» لضمان سلامة الطلاب والموظفين، خصوصاً أن الدولة تمتلك أسساً صلبة لسير الحياة على طبيعتها خلال الكوارث والأزمات، وأن العملية التعليمية أصبحت اليوم أكثر من أي وقت مضى تمتلك القدرة على الاستمرار تحت أي من الظروف، في ظل ما تمتلكه من بنية ذكية قائمة على تكنولوجيا حديثة، تمكن الطلبة من التعلم وهم في منازلهم.

الجهود المشكورة التي بذلتها بلديات الدولة على الشوارع والطرق الرئيسية، يا حبذا لو امتدت إلى الطرق والمناطق الداخلية، خصوصاً غير المرصوفة منها، والتي تحولت إلى برك مياه، تستدعي التعامل معها لضمان سلامة ساكنيها، الذين يتعذر على بعضهم استعمال مركباتهم التي حاصرتها المياه، ولا ضير هنا من تخصيص خط ساخن لتلقي ملاحظات الجمهور.

المطر لا يزال ينهمر، وحتى تستمر الصورة الجميلة، على الجميع الالتزام بتوجيهات الجهات الأمنية، وتوخي الحذر والحيطة، أثناء قيادة المركبات خلال الأمطار، مع انعدام الرؤية الأفقية، والالتزام بالسرعة المتغيرة الظاهرة على الشواخص واللوحات الإرشادية الإلكترونية على الشوارع، والابتعاد عن أماكن تجمّع المياه وجريان الأودية، حتى لا يحدث ما يعكر صفو هذه الأيام الجميلة، التي يطرب المرء خلالها عند سماع صوت المطر المنهمر على الشوارع والمباني، ويستمتع ببرودة الجو، في صحارى تحولت إلى برارٍ تكسوها الخضرة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mr36by7t

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"