تنتهج الجامعات والمؤسسات الأكاديمية المرموقة دولياً نظاماً إدارياً شاملًا يقوم في جوهره وأطره العامة على المشاركة المجتمعية من منطلق الاستعانة بالشخصيات المؤثرة من ذوي الخبرة والكفاءة والاختصاص بهذا المجتمع في رسم سياساتها العامة ومتابعة قرارتها واعتمادها والموافقة عليها.
وتهدف الجامعات بهذا النهج إلى دعم قدرتها على خدمة المجتمع المحيط بكل منها وتلبية احتياجات شرائحه وتنميتها والمشاركة الفاعلة في قضاياه واهتماماته. ومن واقع هذا التوجه تكون قرارات الجامعة تمثيلاً حقيقياً لما تحتاج إليه مختلف الجهات والهيئات والمؤسسات المتشاركة معها في مجتمع واحد، ويعملون معاً على النهوض والارتقاء به، وذلك منذ أن أسسها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
وتتضح هذه الرؤية تماماً فيما تطبقه جامعة الشارقة بنظامها الإداري الحوكمي المتميز، ولا سيما في تشكيلات مجلس أمنائها الذي يشرف استراتيجياً وأكاديمياً على نشاطات الجامعة، وفي تشكيل مجلس أمنائها في دورته الجديدة، والذي يرأسه سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي نائب حاكم الشارقة ورئيس الجامعة، ضم هذا المجلس في عضويته نخبة متميزة من الخبراء وكبار المسؤولين.
حيث يشكل أعضاء المجلس بخبراتهم وآرائهم أكبر داعم للجامعة لاستمرار تقدمها وتطورها وتحقيقها لمزيد من الإنجازات وعلى كافة المستويات العلمية المحلية منها والإقليمية والدولية. ولعل من أبرز ما يترجم هذا الدور المهم هو مجموعة القرارات التي يتخذها لدعم مكانة الجامعة، ومنها ما تم اعتماده في اجتماعه الأخير والذي عُقد برئاسة سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي نائب حاكم الشارقة ورئيس الجامعة، من قرارات كانت على درجة كبيرة من الأهمية وسيكون لها التأثير العلمي والمجتمعي المهم.
وأيضاً الموافقة على طرح عدد من البرامج الأكاديمية الجديدة، وهي برنامج دكتوراه الفلسفة في الصحة العامة، والدكتوراه المهنية في الصحة العامة، وهي من التخصصات المحورية بمجالات العلوم الطبية والصحية والتي أظهرت لنا ظروف جائحة (كوفيد 19) التي مر بها العالم أجمع الأهمية القصوى لبناء وتأهيل الكوادر الطبية المتخصصة في آفاقها.
وتستمر جامعة الشارقة في إدارتها لهذا النهج المتميز في تشكيل المجالس الاستشارية للكليات، حيث إنه لكل كلية بالجامعة مجلسها الاستشاري المتخصص والذي يضم في عضويته مجموعة من الخبراء والمختصين والمهتمين بعمل الكلية والممارسين من رجال الصناعة والأعمال.
والله ولي الأمر والتوفيق.
