البحث العلمي الرصين

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

إن البحث العلمي الرصين والهادف، يمثل أهمية للمؤسسات الجامعية والأكاديمية والباحثين العاملين، إضافة إلى أنه أيضاً يمثل الأهمية الأكبر للمجتمعات والدول المتقدمة والآخذة بالنمو على حد سواء من خلال التجارب المحلية والدولية. الأمر الذي استشعرت أهميته الكبرى جامعة الشارقة؛ حيث أخذت على عاتقها مسؤولية إجرائها وتطبيقها لهذه البحوث، انطلاقاً من مسؤوليتها الوطنية، ودورها المجتمعي الذي أسسها من أجله صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، مؤسس الجامعة، والذي رسم بموجب توجيهاته السامية، ملامح خطة الجامعة الاستراتيجية في ميادين البحث العلمي الفاعل، والمؤثر في المجتمع، والتي تدعو إلى الارتقاء بجامعة الشارقة كمؤسسة رائدة للتميز في مجالات البحث العلمي والتطوير ونشر البحوث وتطبيقاتها وبرامج الدراسات العليا.
وانطلقت الجامعة في مسيرتها البحثية هذه منذ عام 2014 بدمج كلية الدراسات العليا التي تأسست عام 2006، مع ثلاثة معاهد جديدة للبحوث العلمية، تم إنشاؤها، لتغطي جوانب العلوم والمعارف المتنوعة، وهي معهد البحوث للعلوم والهندسة، ومعهد البحوث للعلوم الطبية والصحية، ومعهد البحوث للعلوم الإنسانية والاجتماعية، في إدارة متخصصة لقطاع البحث العلمي والدراسات العليا بالجامعة. ومن هنا أصبحت الدراسات العليا أكثر ارتباطاً بالبحث العلمي، مما مكن من دعم وتعزيز مشاركة طلبة الماجستير والدكتوراه في المجموعات البحثية، والمختبرات والمشاريع العلمية، وتمويل الأبحاث، والبحوث متعددة التخصصات (multidisciplinary)، والبحوث الدولية، وكذلك البحوث ذات الصلة بالمجتمع المحلي.
ثم بدأت الجامعة بتنفيذ خطّة التطوير الشاملة، لإحداث نقلة نوعية في إنتاج البحوث العلمية ليس من حيث العدد فحسب؛ بل ومن الجودة والتأثير في المجتمع. وكانت النتيجة التي وصلت إليها الجامعة في العام الحالي بدعم وتوجيهات ومتابعة حثيثة من سموّ الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي نائب حاكم الشارقة، رئيس الجامعة، أن تم إنشاء مراكز الامتياز البحثية التي بلغ عددها عشرة مراكز، وارتفع عدد المجموعات البحثية إلى (82) مجموعة موزعة على تلك المراكز، ووصل عدد برامج الدراسات العليا بالجامعة إلى (68) برنامجاً. وفي مجال النشر العلمي ارتفع عدد البحوث المنشورة في قاعدة بيانات سكوبس Scopus خلال السنوات الثمانية الأخيرة من (198) إلى (2707) بحوث. وهو ما مكّن الجامعة من المحافظة على مركزها الأوّل على مستوى الدولة في عامل تأثير التعاون الدولي، وكذلك في عدد الاقتباسات في سكوبس في السنة الأكاديمية الحالية.
ولتعزيز النظام البيئي البحثي بذلت إدارة الجامعة جهوداً كبيرة، لتمكين مساهمة أعضاء هيئة التدريس في هذا المسار؛ حيث نفذت برامج تطوير قدرات أعضاء الهيئة التدريسية.
كما عززت الجامعة أيضاً علاقات شراكة متميّزة مع العديد من المؤسّسات والهيئات والمنظمات المحلّية من القطاعين العام والخاصّ.
والآن ونحن على أعتاب مرحلة جديدة من خطتنا الاستراتيجية للجامعة، نسعى نحو الانطلاق بالبحث العلمي إلى آفاق أرحب وأوسع وأدوار أكثر تأثيراً ومساهمة في نمو وارتقاء مجتمعاتنا...
وللحديث بقية.
والله ولي الأمر والتوفيق.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mr3rk3de

عن الكاتب

مدير جامعة الشارقة

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"