ملتقى ثقافات الشعوب

01:01 صباحا
قراءة دقيقتين

الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي
أبرز ملتقى ثقافات الشعوب الذي نظمته جامعة الشارقة مؤخراً وافتتحه سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي نائب حاكم الشارقة رئيس الجامعة، الرسالة السامية التي تتبناها جامعة الشارقة كونها بحق ملتقى الثقافات والحضارات، وتبدو هذه الرسالة واضحة جلية في حرصها الدائم على تقديم كافة الخدمات والتسهيلات المادية واللوجستية لتلتقي بين أروقتها وتتعايش، بل وتكاد تنصهر في نظام واحد وفريد أكثر من مئة جنسية مختلفة ما بين هيئاتها التدريسية، والإدارية، والفنية، والطلابية.

ويعبر هذا التمازج الفريد بين الجميع والتعايش الثري بمخرجاته ومكوناته بكل صدق عما تمثله دولة الإمارات العربية المتحدة كنموذج يُحتذى به بين الأمم في نشر قيم التسامح والتعايش بين الحضارات والثقافات.

لقد عملت جامعة الشارقة بخطى حثيثة منذ أن أسسها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة في العام 1997م، على أن تكون ملتقى للحضارات وبوتقة تنصهر فيها كل مناحي العلوم والمعارف من شتى بقاع الأرض، وفتحت أبوابها أمام الجميع لينهل من علمها ويتفاعل مع مجتمعها، فقدمت صورة رائعة لتمازج العلم مع الثقافة والحضارة في أجواء من التسامح والوطنية المعبرة عن الدول والشعوب.

وفي هذا اليوم ونحن نتجول بين أروقة المعارض والأجنحة التي مثلت أكثر من ثلاثين دولة من كثير من دول العالم، نجد أن جامعة الشارقة قد وفرت لأبنائنا الطلبة كافة الإمكانيات والتسهيلات ليتسابقوا تحت أقبيتها العلمية العالية مفعمين بمشاعر نقية صادقة من الوطنية والاعتزاز بثقافاتهم وأوطانهم في عرض وتقديم وشرح ما تتميز به ثقافات كل منهم، يتحدثون إليك والفخر يزين تعبيراتهم وكلماتهم المتحمسة عن مكونات تراثهم الثقافي والحضاري.

شاهدنا ذلك في كثير من الأجنحة ومنها أجنحة كل من دولة الإمارات، السعودية، مصر، العراق، فلسطين، سوريا، ليبيا، المغرب، الصومال، اليمن، السودان، تونس، الجزائر، اليابان، الأردن، غانا، كازاخستان، نيجيريا، السنغال، بنغلاديش، الهند، باكستان، سريلانكا، وأفغانستان، وغيرها.

كما كانت هناك العديد من المباريات والمنافسات الفنية والثقافية، في إلقاء الشعر، وعروض المشغولات اليدوية التراثية، ونماذج الأسواق الشعبية، والحرف والمهن التي تكاد تكون قد اندثرت في أيامنا هذه وغيرها الكثير من الأفكار والمعلومات استمتعنا بها جميعاً.

خلاصة القول إن جامعة الشارقة وهى تحرص دائماً على توفير ودعم هذه الأنواع من الأنشطة، إنما لتؤكد على تنوع وتعدد الأدوار والمسؤوليات المنوطة بها وبالمؤسسات الأكاديمية والجامعية في وقتنا الحاضر، حيث أصبحت الجامعات إلى جانب دورها التعليمي الأكاديمي والبحثي، تقوم بدور المنارات الثقافية التربوية التي تساهم في تعزيز قيم الوطنية والانتماء لدى طلبتها، أياً كان انتماؤهم الوطني أو الثقافي وتقدم للمجتمع الكثير من الخدمات والمبادرات العلمية والاجتماعية التي تُضاف إلى مهمتها الأساسية المتمثلة بالتعليم والبحث العلمي، لتخرج أجيالاً من الشباب الواعد المفعم بالوطنية والانتماء وليساهم بعلمه الذي اكتسبه في رفعة وتقدم وطنه.

مدير جامعة الشارقة

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3zj7tcjs

عن الكاتب

مدير جامعة الشارقة

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"