تحديث السلع الأسبوعي: النفط يستعد للتعافي وانتعاش الطلب على القهوة

17:42 مساء
قراءة 8 دقائق

حقق مؤشر بلومبرج للسلع الأساسية ارتفاعاً ملحوظاً للأسبوع الثالث مواصلاً تعافيه من عمليات التصفية في أوائل يناير والمدفوعة بتحذيرات صندوق النقد الدولي من الركود الاقتصادي العالمي. وجاءت هذه المكاسب على الرغم من خسائر قطاع الطاقة بسبب التراجع في أسعار الغاز الطبيعي التي سجلت أدنى مستوياتها منذ يونيو 2021. وحافظت العوامل الرئيسية المؤثرة في الأسعار على حالها دون تغيّر، حيث تشهد الأسواق المالية تراجعاً في الدولار وانخفاضاً في العائدات في ظل التوقعات باقتراب الاحتياطي الفدرالي الأمريكي من إيقاف دورة رفع أسعار الفائدة بشكل مؤقت. وساهمت دورة رفع أسعار الفائدة منذ بداية مارس 2022 في رفع سعر الفائدة لصناديق الاحتياطي الفدرالي بنسبة 4.5% مع توجهات السوق حالياً إلى التسعير بأقل من مرتين من معدل 25 نقطة أساس قبل التوقف المؤقت.
ويدعم توجه الصين لرفع قيود الإغلاق التي فرضتها الأزمة الصحية العالمية زيادة حجم الطلب في السوق، بغض النظر عن المخاطر الناجمة عن تباطؤ الاقتصاد العالمي، ما يساهم بتعزيز التوقعات بارتفاع الطلب على السلع من قبل أكبر مستهلك للمواد الخام في العالم. وساهم الإغلاق المطوّل للأسواق الصينية خلال عطلة رأس السنة القمرية في تراجع مجموعة من السلع التي حققت أكبر المكاسب مؤخراً مثل النحاس وخام الحديد والنفط الخام، مما سمح للسلع الأخرى بتحقيق مراكز متقدمة ضمن لائحة المتصدرين هذا الأسبوع. ويُرجّح أن تضيف المخاطر المرتبطة بإمدادات منتجات الوقود الروسية المزيد من الدعم للمنتجات النفطية مثل البنزين والديزل على نحو خاص خلال الأسابيع المقبلة، ما يوفر الدعم الكافي لحماية النفط الخام من مخاوف الطلب المرتبطة بالركود.
وحقق مؤشر بلومبرج للسلع الأساسية في قطاع الزراعة أعلى إغلاق أسبوعي له منذ حوالي ثلاثة أشهر؛ فيما أظهرت قطاعات الحبوب والسلع الخفيفة بعض التحسن بعد بداية مضطربة لهذا العام، حيث ساعدت الأساسيات المحسنة بالقطاع في السيطرة على بعض مواقع المضاربة قصيرة الأمد التي تشغلها صناديق التحوط، ولا سيما فيما يتعلق بالقمح والقهوة.

إعادة فتح السوق الصينية تسبب أكبر زيادة شهرية في أسعار الأسهم الأسترالية منذ عام 2020

سجلت سوق الأسهم الأسترالية أعلى المكاسب الشهرية لها منذ نوفمبر 2020، بزيادة بلغت 6.5% حتى هذا الشهر. وتعتبر هذه السوق سوقاً عالميةً للأسهم والسلع الأساسية، وتتأثر بشكلٍ مباشر بإجراءات إعادة فتح السوق الصينية نظراً لمحفظتها الواسعة من الشركات المالية وشركات المواد. وتتوقع مجموعة بي إتش بي جروب الرائدة للتعدين نمواً في الأرباح بنسبة 17% في ظل توقعات شركات مناجم خام الحديد زيادة الطلب على خام الحديد الصيني عالي الجودة، ما يساهم في زيادة الأرباح. وسجل خام الحديد، المكون الرئيسي في صناعة الصلب، أعلى مستوى له في ستة أشهر عند 128 دولار أمريكي للطن الواحد في بورصة سنغافورة للعقود الآجلة هذا الأسبوع، على الرغم من حالة الركود التي شهدتها الاسواق خلال عطلة رأس السنة القمرية الجديدة في الصين. وجاء هذا النمو في أسعار خام الحديد مدفوعاً بتوقعات فورتسكو، شركة خام الحديد النقي الأكبر في أستراليا، بتحقيق مبيعات قوية في النصف الأول من عام 2023، إضافةً للتوقعات بتوجه الصين لزيادة معدلات الشراء بعد عطلة رأس السنة القمرية الجديدة.

الصورة
جرافيك

 

أسعار القمح ترتفع فوق مستوى الدعم الرئيسي مع وصول أسعار الأرز إلى أعلى مستوياتها خلال عامين في آسيا 

سجل قمح شيكاجو، أحد السلع الثلاث الأكثر مبيعاً لدى صناديق التحوط إلى جانب بُن أرابيكا والغاز الطبيعي، مستويات تداول أعلى بعد التغطية القصيرة على الرغم من تدهور ظروف المحاصيل في تكساس، ثانيِ أكبر ولاية منتجة لمحصول القمح الشتوي في الولايات المتحدة. وتشير توقعات الطقس قصيرة المدى إلى شتاء شديد البرودة في جميع أنحاء الغرب الأوسط الأمريكي خلال الأسبوع القادم، مما يعزز مخاطر فقدان المحاصيل بسبب البرد في المناطق التي لا تحتوي على غطاء ثلجي واقي.
ويساهم تراجع إمدادات الذرة والقمح من منطقة البحر الأسود هذا العام في اجتذاب اهتمام متزايد خلال الأشهر القادمة؛ حيث توقعت أوكرانيا أن يصل إنتاجها من الذرة خلال عام 2022 إلى 22-23 مليون طن منخفضاً عن 41.9 مليون طن في عام 2021. كما أشارت التقديرات إلى انخفاض إنتاج القمح إلى 20 مليون طن خلال العام الماضي. ومن الممكن أن يؤدي انخفاض النشاط الزراعي بسبب الحرب إلى تراجع هذه الأرقام خلال عام 2023 إلى 18 و16 مليون طن على التوالي.
وسجلت عقود القمح الآجلة لشهر مارس، قبل التطورات الداعمة الأخيرة، أكبر انخفاض لها منذ سبتمبر 2021، مما أدى إلى جذب أكبر عملية مضاربة للبيع على المكشوف منذ مايو 2019. ويمكن أن يكتسب القمح مزيداً من القوة وتغطية قصيرة الأمد عند تجاوزه للعتبة بين 7.6 دولار أمريكي وقبل عتبة 8 دولار أمريكي، ولاسيما بعد وصوله إلى مستوى دعم 7 دولار أمريكي للبوشل الواحد.
ووصلت أسعار الأرز التايلاندي، الذي تشتهر به قارة آسيا، إلى أعلى مستوياتها منذ ما يقارب العامين، بسبب الاضطرابات التي تعاني منها إمدادات القمح من أوكرانيا ومستويات الطلب المرتفعة. ويعدّ الأرز عنصراً أساسياً في نصف دول العالم، وسجلت أسعاره انخفاضاً خلال معظم عام 2022، مما أدى إلى الحد من تضخم المواد الغذائية في آسيا على الرغم من ارتفاع أسعار القمح إلى مستويات غير مسبوقة في مارس الماضي. كما سجلت تداولات عقود الأرز الخام في شيكاجو زيادة بنسبة 21% على أساس سنوي، حيث يتم تداولها بالقرب من أعلى مستوى لها منذ 14 عاماً، بصرف النظر عن الارتفاع القصير الذي شهدته بسبب أزمة كوفيد-19 في عام 2020.

القهوة تتحسن لدى صناديق التحوط للبيع على المكشوف

سجلت العقود الآجلة لبن أرابيكا في نيويورك ارتفاعاً ملحوظاً مدعومةً بوصول أسعار بن روبوستا إلى أعلى مستوياتها في ثلاثة أشهر في لندن بما يزيد عن ألفي دولار أمريكي للطن الواحد، بعد انخفاض مستويات المخزون الخاضع للرقابة إلى أدنى مستوياته منذ عام 2016 بسبب الطلب القوي. وارتفعت تداولات بن أرابيكا عالي الجودة في نيويورك لليوم العاشر على التوالي بعد انخفاض السعر إلى 1.42 دولار أمريكي للرطل، وهو أدنى مستوى له منذ 20 شهراً. وساهمت عمليات البيع التي استمرت لأشهر بسبب مخاوف الركود الاقتصادي، وارتفاع الأسهم الخاضعة لرقابة البورصة بعد فترة طويلة من الانخفاض دامت لأكثر من 20 عاماً، في جذب عمليات البيع بالمضاربة من صناديق التحوط. وبلغت هذه العمليات ذروتها خلال الأسبوع المنتهي بتاريخ 17 يناير عندما ارتفعت عمليات بيع البن على المكشوف بنسبة 34% لتسجل 40.5 ألف عقد، وهو أكبر رقم تسجله منذ نوفمبر 2019 ويمثل قيمة اسمية تصل إلى 2.4 مليار دولار أمريكي. وتسلط هذه العملية الضوء على مخاطر حدوث تقلّبات مفاجئة عندما تواجه الصفقات الواسعة تغييرات في التوقعات الفنية و/أو الأساسية.

الصورة
جرافيك

 

أسعار الغاز الطبيعي في أمريكا تسجل أدنى مستوياتها منذ أبريل 2021 بسبب العرض الكبير

تواصل أسعار الغاز الطبيعي في الأسواق العالمية تراجعها مع خسائر كبيرة تكبدتها العقود الآجلة هذا الشهر كنتيجة للعرض الكبير والطقس المعتدل في الشتاء، ما قاد إلى انخفاض الطلب على التدفئة. وانخفضت عقود الغاز لدى المركز الهولندي تي تي إف بنسبة 30%، ليتم تداولها حالياً بالقرب من أدنى مستوياتها منذ 16 شهراً عند 50 يورو لكل ميجاواط ساعي (16 دولار أمريكي لكل مليون وحدة حرارية بريطانية) - كما انخفضت أسعار الغاز الطبيعي المتداول في الولايات المتحدة الأمريكية إلى 3 دولار أمريكي لكل مليون وحدة حرارية بريطانية لتسجل أدنى مستوياتها أيضاً منذ أبريل 2021، فيما حافظت عملية الإنتاج على معدلات طبيعية بالمجمل تجاوزت 100 مليار قدم مكعب في اليوم. وأدى هذا الانخفاض إلى تقليل المخزون الأسبوعي متجاوزاً التوقعات، حيث بلغ أحدث سحب أسبوعي 91 مليار قدم مكعب، وهو أقل من نصف متوسط سحب الغاز الموسمي البالغ 190 مليار قدم مكعب. كما بدأت منشأة فريبورت لتصدير الغاز الطبيعي المسال في تكساس باستقبال كميات قليلة من الغاز الطبيعي لخط الأنابيب، مع استعدادها لإعادة فتح أبوابها منذ حادثة الانفجار في يونيو الماضي والتي تسببت بخسارة نحو 20% من إجمالي قدرات تصدير الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة.

خام برنت يتراجع قبل عتبة 90 دولار أمريكي وسط استمرار الدعم

بقيت تداولات النفط الخام دون تغيير يذكر طوال الشهر. وعلى الرغم من استمرار مخاطر الركود في بعض المناطق وتفاقمها في مناطق أخرى، تمكنت السوق من العثور على الدعم من الزيادة المتوقعة في الطلب الصيني واستمرار المخاوف المرتبطة بالطلب قُبيل دخول قرار مقاطعة الوقود الروسي المنقول بحراً حيز التنفيذ في فبراير 2023.
وبالتزامن مع تفعيل الحظر الأوروبي على صادرات الخام الروسية المنقولة بحراً، يرجح استمرار دعم أسعار البنزين، والديزل على وجه الخصوص، مدفوعاً بتراجع العرض، لا سيما في حال استمر الحظر بتحديد سقف سعر برميل الديزل عند 100 دولار أمريكي للبرميل، وهو ما يقل بنحو 30 دولار أمريكي عن سعر السوق الحالي. ويتجه العملاء الرئيسيون في آسيا، في ضوء الصعوبات التي تواجهها روسيا في شحن الديزل إلى المشترين، إلى استيراد الخام الروسي منخفض التكلفة لتحويله بعد ذلك إلى منتجات نفطية وبيعها بالسعر السائد في السوق العالمية.
وعلى الرغم من محاولات تعويض نقص الإمدادات النفطية إلى أوروبا بعد توقف واردات الديزل الروسية بالاعتماد على الولايات المتحدة الأمريكية ومصافي التكرير الناشئة في الشرق الأوسط، لا تزال مخاوف نقص الوقود قائمة بسبب التوقعات بانتعاش قوي يشهده اقتصاد الصين، ما سيدفعها لخفض حصصها التصديرية. إلى جانب ذلك، من المرجح أن تبقى عوائد الديزل عرضة للضغوطات نتيجة التعافي الذي يُسجله الطلب على وقود الطائرات، ما سيوفر دعماً إضافياً في الولايات المتحدة وأوروبا.
ويجري تداول خام برنت حالياً في توجهات تصاعدية واسعة بقيمة 9 دولارات ضمن مسار هبوط متوقع في المدى المتوسط عند عتبة مقاومة قوية بين 89 - 90 دولار أمريكي. ومن المحتمل أن تقود إجراءات مفاجئة إلى ارتفاع السوق فوق المتوسط المتحرك لفترة 200 يوم، والتي تقف حالياً عند 97.50 دولار أمريكي، كما يُرجح أن تجد القناة الدعم مع المتوسط المتحرك الوسيط لمدة 21 و50 يوماً والتي تقف حالياً عند 83.50 دولار، قبل وصولها إلى حاجز 80.35 دولار.

استقرار أسعار الذهب بشكل مؤقت بعد أن بلغت أعلى مستوياتها خلال الدورة الجديدة

لم تطرأ أي تغييرات تذكر على تداولات الذهب خلال الأسبوع، وذلك بعد أن وصل إلى أعلى مستوى جديد للدورة عند 1950 دولار أمريكي مدفوعاً بالطلب من المضاربين والمستثمرين الذين يرون تحسناً في التوقعات. وبالرغم من الصعوبات التي عانى منها القطاع في العام الماضي، بدأت بوادر الانتعاش الاقتصادي بالظهور، مع توقف رفع أسعار الفائدة وانخفاض العائدات والدولار وسط المخاوف التي ألقت بظلالها على التوقعات الاقتصادية للمنطقة. وخلال الأسبوع الماضي، تغيرت توقعات المتداولين فيما يتعلق بكيفية انخفاض معدلات التضخم بعد إدراكهم صعوبة التغلب على مقاييس التضخم، على الرغم من التأثير التضخمي السلبي لدورة رفع معدلات الفائدة الحالية.
وزادت الحاجة لمرحلة من التماسك السعريّ، لا سيما بعد الارتفاع الحاد في أسعار الذهب خلال الشهرين الماضيين، بنحو 330 دولار أمريكي فوق أدنى مستوياته نوفمبر الماضي. وتبرز الحاجة إلى اعتماد التصحيح أو التوحيد بهدف إبقاء الذهب بعيداً عن الهبوط دون المتوسط المتحرك لمدة 21 يوماً عند حاجز 1890 دولار أمريكي.
وعلى الرغم من التغيرات في أسعار الدولار والعوائد، وهما من أهم محركات الاتجاه الرئيسية لنظم التداول الخوارزمي، فإننا نراقب حيازات صناديق الاستثمار المتداولة، التي سجلت أعلى مستوى لها في 11 أسبوعاً بعد تسجيل زيادة متواضعة في الأسبوع الماضي، والارتفاع المشار إليه مسبقاً في معدلات التعادل والتضخم في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى نتائج اجتماع اللجنة الفدرالية للسوق المفتوحة الأسبوع المقبل من أجل استطلاع المزيد من الرؤى حول آليات عمل أهم بنك مركزي في العالم.
وبصرف النظر عن أعلى مستويات المعدن الثمين لهذا الأسبوع عند 1950 دولار أمريكي و1963 دولار أمريكي، وهو ارتداد بنسبة 76.4% عن تصحيح عام 2022، لا يوجد مقاومة كبيرة قبل العتبة النفسية المهمة عند حاجز 2000 دولار أمريكي. بينما يتم تحديد الدعم حول 1900 دولار أمريكي، حيث يلتقي المتوسط المتحرك لمدة 21 يوماً بخط التوجهات الصاعدة من أدنى مستوى في نوفمبر.

الصورة
جرافيك
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bde7crbe

عن الكاتب

رئيس استراتيجية السلع لدى «ساكسو بنك»

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"