عادي
شركات عالمية في الإمارات لزيادة الوعي بالاستثمار الصحيح

تحذير المتداولين الجدد من فخ الطمع وضياع الفرص

22:00 مساء
قراءة 6 دقائق
إقبال على المعرض

دبي: حازم حلمي

يعتبر الاستثمار والتداول في الأسهم والعقارات، والنفط والذهب، والعملات الرقمية والورقية، وغيرها من أوجه الاستثمار عوامل جذب كبيرة لفئات كثيرة من أفراد المجتمع، غير أن الإقبال والدخول في هذا المجال محفوف بالكثير من المخاطر والخسائر، خاصة لمن بدأ جديداً في عالم التداول الذي هو شائك، إذا كان من يخوض غماره حديث عهد بهذا السوق.

المئات من الشركات في الدولة وحول العالم بدأت في تبسيط إجراءات الدخول والاستثمار في هذا المجال، واستهداف جيل زاد، الذي بات يدير حياته وأعماله فقط من خلال الإنترنت وهاتفه المحمول، هذا الجيل الذي يبحث عن أسهل وأسلس الطرق وأكثرها أمناً لاستثمار أموله ومدخراته، لتدرّ عليه دخلاً إضافياً بجوار دخله الرئيسي من عمله أو شركته.

الصورة

الركود وانهيار بعض العملات الرقمية والورقية، وتباطؤ النمو لمعظم اقتصادات العالم، وارتفاع الأسعار والتقلبات الحاصلة اليوم، تجعل من الصعب الدخول في عالم التداول دون وجود علم مسبق بأهمية قراءته والاطلاع عليه، الذي يعتبر جاذباً ومغرياً للكثير، لكن؛ قد تنقلب الأمور على عقبها في دقائق معدودة، حسب خبراء ومختصين في مجال التداول والاستثمار.

استضافة دبي وعلى مدار يومين معرض iFX EXPO Dubai 2023، الذي شارك فيه أكثر من 120 شركة عالمية تعمل في مجال التداول والاستثمار (الأسهم، الذهب، النفط، العملات الرقمية والنقدية، والعقارات، وغيرها من المجالات)، معظم هذه الشركات والأفراد، من الولايات المتحدة الأمريكية، ودول أوروبا، وآسيا، والصين.

معرض يقام في دبي للمرة الثالثة؛ حيث إن نمو شركات التداول والاستثمار في دبي والإمارات بشكل عام، والإقبال الكبير على دخول هذا السوق من قبل سكان الدولة، شجع هذه الشركات والمتداولين العالميين على القدوم واستكشاف السوق المحلي، والبحث عن فرص وتعاون مع الشركات المشاركة بالمعرض.

مناهج لتعليم التداول

يقول إسكندر النجَّار، الرئيس التنفيذي لمجموعة «إكويتي» Equiti: «قبل سنوات كان من يدخل عالم التداول والاستثمار، تبلغ متوسط أعمارهم من 35 حتى 55 عاماً، لكن منذ ظهور الكريبتو عام 2017، باتت فكرة التداول متاحة للجميع، وبدأنا نرى شباباً في عمر 18 عاماً مهتمين ويريدون الدخول والاستثمار في هذه الأسواق، وأصبح الوعي والتعليم لديهم أهم من مبدأ الاستثمار والتداول؛ لأن هذا الجيل يفهم العالم الإلكتروني أكثر من الجيل القديم».

وأضاف: «مبدأ (إكويتي) تعليم الأفراد الاستثمار والتداول، حتى لا يقعوا في متاهة الأسواق التي لا تنتهي، وهناك مناهج نقوم بتدريسها بالجامعات المحلية والأكاديميات في المنطقة، من أجل أن نبني جيلاً جديداً يفهم ويعي أسواق التداول والاستثمار في المستقبل».

وأوضح، أن المؤشرات تدل على أن العالم مقبل على ركود خلال العام الجاري، وهناك فرص كثيرة في حالة انهيار الأسواق أو صعودها، ونقوم بتدريب العميل على استغلال هذه الفرص، وتوعيته بأن تكون محفظته متنوعة، فهناك الأسهم والعملات والذهب والنفط وغيرها من المجالات التي يمكن الاستفادة منها في لحظات معينة.

فعاليات متنوعة

قوانين منظمة

تسعى الإمارات ودبي، إلى إصدار أفضل وأحدث التشريعات والقوانين التي تنظم مجال الأصول المالية المتعددة، بعد إطلاقها مجموعة العمل للأصول الرقمية تحت مظلة غرفة دبي للاقتصاد الرقمي، إضافة إلى سلطة دبي لتنظيم الأصول الافتراضية، وجهود هيئة الأوراق المالية والسلع، في تنظيم قطاع الأصول المالية، ومن شأن هذه الخطوات جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، وتعزيز مكانة الدولة، وجهة عالمية رائدة للشركات والمستثمرين.

إقبال كبير على التداول

يقول أحمد العيسيلي، المدير العام لشركة «جلوبال تريد كابيتال»: «أكثر ما يبحث عنه المتداولون سهولة السحب والإيداع، والسرعة في التداول، وهناك أقل من 5% من الجمهور لا يعرفون عن الفوركس، ومنذ مطلع العام نرى طفرة كبيرة في الإقبال على التداول والاستثمار؛ لأن البنية التحتية القوية التكنولوجية للإمارات ساهمت في نمو هذا القطاع».

وأضاف: «قبل أن يثق الأفراد في الشركة التي يريدون استثمار أموالهم بها، يطلعون على ترخيص الشركة وسمعتها وعدد الأفراد المتداولين بها، وعمرها والمجالات التي تعمل بها، وموقعها الإلكتروني، ومعظم التداول يكون في الذهب والبترول، ودائماً نحث الأفراد على استثمار 10% من رأس مالهم، والابتعاد عن الطمع الذي قد يكلفهم الكثير من الخسائر إن وقعت عليه».

استثمار 20% من رأس المال

أكد محمد يونس، رئيس قسم المؤسسات في شركة Noor Clearing، أن حصول شركات التداول والاستثمار في الإمارات على تراخيص من سوق دبي المالي وسوق أبوظبي المالي، يعطي أماناً كبيراً لمن يريد الاستثمار والتداول في هذه الشركات.

وقال: «النصيحة التي تقدم دائماً للمتداول الحديث، أن الأسواق التي يستثمر بها أمواله فيها رافعة مالية، وكلما زادت الرافعة ارتفعت نسبة المخاطرة، لذلك يجب الاستثمار ب 20% من رأس المال، وعدم الدخول في مراكز متنوعة في وقت واحد، وأن يكون لديه هدف يومي من التداول بأن يحقق هامش ربح معين، وألّا يجعل الطمع يسيطر عليه، بأن يتداول بنسبة مرتفعة من أمواله». وأوضح أن الخطورة موجودة في سوق «الفوركس» بشكل عام، وعند وجود بوادر أزمات اقتصادية عالمية، يجب اللجوء إلى الملاذات الآمنة، (الذهب والفضة)، وبعض العملات الرقمية التي لا ترتبط بأي نظام اقتصادي عالمي، مؤكداً، أن الأزمات المالية ساهمت في نمو «الفوركس» بنسبة تصل إلى 30% عن الأيام العادية، وهذه مؤشرات تغري العميل بزيادة تداول أمواله، وتعطيه فرصاً أكثر لتحصيل المزيد من الأرباح.

2
عروض جاذبة

زيارات متكررة

يقول على العامري الذي يزور دائماً معارض «الفوركس» بالدولة، إن زيارته لمعرض «iFX EXPO Dubai 2023»، تأتي من أجل استكشاف السوق، والبحث عن شركات مضمونة ومرخصة من الجهات الرسمية في الدولة، وأيضاً من أجل تنويع مصاد دخله؛ لأن سوق «الفوركس» جاذب ومغرٍ للمتداولين الجدد، رغم ارتفاع مخاطره بشكل كبير، وهذه المخاطر يجب أن يتعلمها ويطلع عليها مسبقاً أي شخص قبل الدخول والاستثمار في هذا السوق، ومنذ عام وأنا أدرس هذا السوق، واليوم مستعد للدخول والتداول به.

تنويع المحفظة التجارية

ترى ريتو سينغ، المدير الإقليمي لمجموعة «ستونكس»، أن أول ما يجب أن يكون المتداول على دراية به أثناء تداوله، وخاصة أوقات التقلبات، أنه بالرغم من وجود فرصة كبيرة للربح، إلا أن هناك فرصة متساوية للخسارة، ويجب التداول بحذر شديد.

وقالت: «ليست جميع الأسواق معرضة للهبوط، وقد شهدنا مؤخراً العديد من الأسواق ترتفع بشكل جيد، كما يُعدّ تنويع المحفظة التجارية خطوة جيدة، إذا كان المستثمر يبحث عن فرص تداول مختلفة، وفي الوقت الحالي هناك ارتفاع في العديد من المؤشرات والعملات، بالإضافة إلى الذهب وبعض العملات المشفرة، التي ننصح بالتداول بها».

وأوضحت سينغ، أنه يمكن للعملاء إدارة المخاطر الخاصة بهم عن طريق تحديد أوقات التوقف عن التداول، كما نشجع أي متداول جديد على مراجعة المواد التعليمية الخاصة بالتداول، وكيف يمكن إدارة المخاطر بفاعلية قبل التداول في الأسواق.

المخاطرة موجودة دائماً

يرى وائل مكارم، كبير استراتيجي السوق - منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في «إكسنسن» Exness، أن المخاطر موجودة دائماً في الأسواق المالية العالمية، ومن الصعب تخفيضها دون القيام بالعديد من الواجبات، أبرزها، قدرة المتداول على تحليل الأسواق المالية، والتي تختلف من أصول لأصول معينة، والاطلاع على سياسات الحكومات النقدية، والتضخم ونمو الأسواق، ومبيعات التجزئة، والتصدير والاستيراد، وغيرها من الواجبات التي يجب أن تأخذ بعين الاعتبار، كما يجب الاطلاع على الشق الفني، لمعرفة نقاط الدخول والخروج من السوق، ومتى من الممكن تحقيق هامش ربح معين دون حدوث خسائر كبيرة.

وقال هناك العديد من الشروط يجب على المتداول أن يحددها قبل الاستثمار، ما هو الهدف الذي يسعى إليه؟، وما هو العائد الذي يبحث عنه؟، هل يريد تحقيق الأرباح بشكل قريب، أم يستطيع الانتظار لوقت بعيد؟، وهذا كله يؤثر على نفسية المستثمر والمتداول، من ناحية الخوف من ضياع الفرص، والطمع في تحقيق دخل أكبر، وما هي حجم المخاطر التي يستطيع أن يتحملها في حال حصول خسائر؟.

في النهاية، عند دخول سوق «الفوركس»، يجب أن يأخذ المتداول حديث الاستثمار بعين الاعتبار العديد من الاحتياطات قبل أن يفكر في دخول سوق لا يعلم كيف يمكن إدارته، من خلال استشارة الشركات المرخصة والمعروفة في السوق، والتعلم المسبق، وما هو هدفه من التداول والاستثمار، وألّا يجعل الطمع والخوف يسيطر عليه، وأن يحذر من الشركات الوهمية التي باتت تنتشر مؤخراً على الإنترنت.

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc84mth6

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"