لا تنتظر ورقة الاستغناء

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

دون شك أن عالم الأعمال والوظيفة، يشهد ضغطاً غير مسبوق؛ حيث يتم إلغاء الكثير من الوظائف، ومع أن هناك وظائف جديدة تنشأ وتنمو، فإنها ذات متطلبات جديدة وحديثة، ليس بمقدور كثير من الموظفين الذين تم الاستغناء عنهم ملؤها، فلا مؤهلاتهم العلمية، ولا مهاراتهم العملية، تسعفهم وتساعدهم.
لذا عندما تقرر جهة عمل ما، الاستغناء عن موظف، فإنه في العادة، لا يجد البديل بشكل سريع؛ بل يبحث مطولاً عن فرصة أخرى، ويتعب جداً، حتى يجدها، والبعض يستمر بحثهم عن هذه الفرصة عدة شهور وربما سنوات، وهذه ليست مبالغة، وقد يكون الاستغناء عن الموظف نتيجة لتدهور وانخفاض في أرباح الشركة، أو إعادة هيكلة لوظائفها، أو بسبب زيادة في تكاليف الإنتاج ونحوها من المعضلات التي تتعرض لها الشركات، نتيجة لتقلبات الأسواق. وهذا يعني أن هذا الموظف، الذي تم الاستغناء عنه، قد يكون منتجاً ومبدعاً وعملياً وجاداً، ووقع ضحية لحالة عامة. هذا يحدث في سوق العمل، الذي يعد تنافسياً، وشديد القسوة، وهذه بحق معاناة إنسانية كبيرة.
هناك أيضاً بعض الموظفين، وهم على رأس العمل، يعانون بشدة، ويقعون تحت ضغط العمل وتزاحمه، يشعرون بعدم الأمان الوظيفي، ويلازمهم الشعور بالتهديد، في كل صباح يتوجهون فيه إلى مقر عملهم؛ حيث تلوح أمامهم، ورقة الاستغناء عنهم.
فضلاً عن أن بعض الموظفين، يشعرون بعدم الاحترام، والتجاهل، وهؤلاء جميعاً، يكونون في حالة نفسية متردية جداً، وتكون أرواحهم متعبة، وتعاني الإرهاق، وهي حالة نفسية قاسية، لا تسهم، ولا تساعد في نمو العمل، ولا في الإنتاج، ولا في الابتكار، ولا في الإبداع.
وبما أن مثل هذه الحالات متواجدة، في بعض بيئات العمل، فإن أفضل نصيحة يمكن أن توجه لهم: التفكير في طرق لاكتساب مهارات جديدة، والعمل بشكل مستمر على تطوير الخبرات، وزيادة المعرفة والقدرات في مجالات عمل جديدة ومتنوعة، وعدم التردد في زيادة الخبرات المهنية، والذي أشير إليه، بألا يستسلم الموظف لمخاوفه، وينتظر اللحظة التي يتم الاستغناء فيها عنه؛ بل على العكس، التفكير في بدائل، حتى وهو على رأس عمله، عليه أن يبحث عن فرص، ويعرض خدماته، ويطلب الوظيفة، وكأنه بلا عمل، هذه ميزة، لأنها ستظهرك وكأنك تبحث عن بيئة جديدة، ومكان للإبداع والتميز، أفضل من بيئة العمل التي تشغلها الآن، لا تنتظر ورقة الاستغناء عنك، ولا تستسلم للضغوط والتجاهل، افتح لنفسك نافذة، لترى النور.
[email protected]
www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mb6hshua

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"