عادي
كرمهم مهرجان الشارقة للشعر النبطي

أربعة نجوم ساطعة في سماء القصيدة الشعبية

17:44 مساء
قراءة 4 دقائق
علياء الخاطري
حمد علي المزيني
محمد بن مسعود الأحبابي
سيف الشامسي.

الشارقة: علاء الدين محمود

أربعة من أميز نجوم الشعر النبطي في الإمارات كرمهم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في حفل افتتاح الدورة ال17 من مهرجان الشعر النبطي، والشعراء هم: علياء جوهر الخاطري وسيف بن حمد بن سليمان الشامسي، و محمد بن مسعود الأحبابي، وحمد علي المزيني، وتحفل مسيرة الشعراء المكرمين بالكثير من الإنجازات والتجارب التي حافظت على الشعر النبطي والمفردات الأصيلة من اللهجة الإماراتية.

علياء الخاطري، هي واحدة من أهم اللواتي طرقن باب الشعر النبطي في الإمارات ومنطقة الخليج، فهي صاحبة مسيرة وتجربة رائدة، حيث تميزت بنصوص انتقت مفرداتها من قاموس اللهجة المحلية، وطرقت أكثر من موضوع شعري واحد، حيث تنوعت مواضيعها وأسلوبها الخاص، واشتهرت ببراعتها في صناعة الصور الشعرية.

ولدت الخاطري في عام 1963، وترعرعت في إمارة عجمان التي تكن لها الحب الكبير، وحاصلة على بكالوريوس في التربية من جامعة الإمارات. وفي وقت مبكر من حياتها، بدأت علاقتها مع الشعر الذي أحبته وهامت به، وهي تنتمي إلى عائلة تعشق الشعر، حيث كان خالها أحد الشعراء المميزين وكانت له العديد من الدواوين الشعرية، غير أن والدته قامت بإحراق تلك الكتب عندما توفي الشاعر حزنا وألما على فراقه.

غير أن الموهبة الشعرية لدى الخاطري اتضحت بصورة جلية في المدرسة الثانوية عندما كانت تتفوق في مادة التعبير، فقامت معلمتها وهي مدرسة اللغة العربية بتشجيعها على الشعر، عندما وجدت أن أسلوبها يميل إلى الشعر، فقد كانت الخاطري توظف الجناس والسجع وغير ذلك في صناعة الصور البيانية، وطلبت منها تلك المدرسة الاشتراك في مسابقة للشعر عن «الأم»، وبالفعل كتبت الخاطري قصيدة وجدت اعجاباً كبيراً وحازت بها المركز الثاني في المسابقة.

بدأت الخاطري في الثمانينات من القرن الماضي في مراسلة الصحف، وشهدت تلك الفترة نشاطا شعريا كبيرا حيث كانت هناك المجالس الشعرية التي تعقد في البيوت والأندية، وروابط النساء الشاعرات مثل «نادي الفتيات»، الذي أسهمت الخاطري في تأسيسه، ولعل ذلك الزخم والحراك الثقافي والشعري أدى إلى شهرة الشاعرة والتي بدأت قصائدها تنتشر بين الناس. وفي بداياتها كانت الخاطري تكتب وتراسل الصحف عبر أسماء مستعارة مثل: «الميسونة»، و«علاية»، وإلى جانب الأسباب الاجتماعية التي أفرزت تلك الظاهرة في الماضي، فإن هناك مبررات أخرى وهي الخوف من النقد، خاصة أن الشاعرة كانت في مستهل مشوارها.

* مسيرة

رحلة عامرة بالتفاصيل الجمالية والتجارب الإبداعية، تلك التي خاض غمارها الشاعر الإماراتي الراحل حمد علي المزيني، «1953 2023»، الذي توفي قبل أيام قليلة من انطلاقة المهرجان، وقد ولج المزيني باب الشعر في وقت مبكر، فقد أحب القصيد منذ نعومة أظافره، فكانت مسيرته فيوضاً من الألق الشعري الرصين واللغة التي ينتقي مفرداتها من قاموس اللهجة الإماراتية الأصيلة، فصنع لنفسه بصمة خاصة في الشعر النبطي الإماراتي تميزه عن غيره.

برع المزيني في مجال القصيدة ذات الطابع الاجتماعي، ضمن الأغراض الشعرية التي برع فيها وعبر بها عن الظواهر والمتغيرات الاجتماعية بأسلوب حكيم، وكان كذلك أكثر إشراقا وتميزا في الغزل وقصائد الحب.

ولد المزيني في منطقة الحيرة في الشارقة، وعرف كصوت شعري متفرد في بداية سبعينات القرن الماضي، فقد نهل المزيني ورفاقه من جيل الشعراء في تلك الفترة من معين الشعراء النبطيين الرواد الذين ملأوا الدنيا وشغلوا الناس من أمثال الماجدي بن ظاهر، وراشد الخضر، وسالم الجمري وغيرهم من أصوات باذخة عطرت المشهد الشعري بأريج فواح ظل باقيا وخالدا.

وإذا كان المزيني قد تأثر بكل هؤلاء الفحول من الشعراء فقد، شق لنفسه طريقا خاصا، وسرعان ما بدأ ينشر قصائده في الصحف والمجلات في بداية الثمانينات من القرن الماضي، خاصة صحيفة البيان، حيث كان الشاعر الكبير حمد خليفة بوشهاب هو المسؤول عن «بيان الشعر» في ذلك الوقت، كما نشر المزيني قصائده كذلك في مجلة «أخبار دبي»، وصاحب ذلك الإلقاء الشعري في الأمسيات التي تحتضنها المجالس والأندية، كما كان في ذلك الوقت عضواً في مجلس شعراء القبائل.

* ألق

الشاعر سيف بن حمد بن سليمان الشامسي، يعد من أبرز شعراء القصيدة النبطية في الوقت الراهن، وقد اختار الولوج لهذا الميدان الذي يرى أنه يحفظ الموروث التاريخ التليد والأمجاد التي شهدتها الإمارات ومنطقة الخليج، وكذلك لكونه يرصد حركة المجتمع وما يحدث فيها من متغيرات، ويتميز هذا الشاعر الكبير بالمفردة الجميلة والتقاط التفاصيل الصغيرة، وهو إلى جانب الشعر، إعلامي خاض تجربة العمل الإذاعي.

ولد الشامسي في إمارة عجمان، وتحديدا في منطقة الفريج الشرقي في عام 1940، وساعده تعلم القرآن منذ الصغر، في البراعة اللغوية وتخير المفردات والألفاظ، وكان للأسرة الدور الأكبر في تنمية موهبة الشامسي، حيث كان والده واحداً من رواد ورموز الشعر النبطي في الدولة ومنطقة الخليج، وكان الوالد يشجع ابنه على كتابة الشعر فكان أن استمر الشامسي في تلك المسيرة الإبداعية وحمل رايتها، حيث كان منزل الأسرة يشهد مجلسا للشعراء النبطيين الكبار في ذلك الوقت من أمثال راشد الخضر، وسالم الظفري، وراشد ثاني وغيرهم، غير أن الشامسي استطاع أن يشق طريقه ليصبح واحداً من الأسماء الكبيرة في سماء الشعر النبطي.

* رباعيات

الشاعر محمد بن مسعود الأحبابي، مبدع على طراز خاص، وصاحب ألق شعري مميز وتجربة فريدة من نوعها، وقد اشتهر وعرف بكتابة الرباعيات، وله ديوان يحمل اسم «رباعيات»، تمت ترجمته إلى اللغة الإنجليزية، وهو يرى في الشعر النبطي، ذلك النشاط الإبداعي الذي يحافظ على الخصوصية الثقافية ويعكس الأصالة ويحفظ الهوية والتاريخ والتراث.

ولد الأحبابي في إمارة دبي عام 1956، وطرق باب الشعر مبكرا فانفتح له على مصراعيه، وتشكل وجدانه الإبداعي والأدبي من خلال تذوق قصائد الشعراء القدامى الذين تأثر بهم، وبصورة خاصة الشاعر سعيد بن عتيج الهاملي الملقب ب«شاعر البر والبحر»، وذاع صيت الأحبابي في فترة الثمانينات من القرن الماضي، ولقيت قصائده قبولا كبيرا وصدى واسعا بين الناس.

كتب الأحبابي في الكثير من المواضيع الشعرية، فكان أن تميزت تجربته بالثراء، ومازج في قاموسه اللغوي بين المفردات الفصحى واللهجة المحلية الأصيلة بطريقة خلاقة، وتخللت نصوصه الحكمة وضرب الأمثال، وإلى جانب «رباعيات»، فقد صدر له ديوان آخر بعنوان «وسميات».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/jet77c5p

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"