مكانة العرب في مستقبل العلوم

00:04 صباحا
قراءة دقيقتين

كيف يمكن ضمان موقع مناسب مشرّف في آفاق مستقبل العلوم؟ الجواب المبدئي في كلمتين: الرياضيات والفيزياء. الباقي كله تفاصيل، كما يقول أينشتاين، لكن الأمر ليس سهلاً، فهو يتطلب تحولات عدّة تتحقق نجاعتها حين تكون متزامنة.
المنطلق الحيوي يتمثل في إعادة بناء مناهج التربية والتعليم على أسس حديثة واستشرافية. حديثة أي مواكبة لأحدث المناهج في العالم، مطلعة على ما يجري ويُطبّق في سنغافورة وفنلندا والصين، مستلهمة من الشرق والغرب أفضل الأساليب. استشرافية، بمعنى قادرة على التنبؤ النسبيّ بما سيكون عليه التعليم بعد عقد أو عقدين، أو حتى أكثر إن أمكن، من خلال تطور التقانات وانعكاساتها على الحياة العامة والمناهج بالذات.
لم يعد ممكناً التخطيط لمناهج تعمّر العمر كله، مثلماً كان الأمر في سالف العصر والأوان. اليوم على نظام التعليم أن يسأل: ما الذي سيحدث من ثورات علمية وتقانية بعد عشر سنوات؟ ما هي القفزات المتوقعة في المعلوماتية والذكاء الاصطناعي والعلوم العصبية؟ وما الذي سيترتب عليها من تطبيقات ومكاسب في التربية والتعليم؟
 من التحولات الإيجابية الموازية، تعزيز تربية العقل العلمي الناقد في جميع فروع العلوم الإنسانية، إلى جانب فروع العلوم البحتة والتطبيقية. العلوم تسير بخطى حثيثة نحو التقارب والتعاون، بعضها يفضي إلى بعض. قبل قرنين مثلاً، لم يكن متصوراً أن يصير علم الأحياء من مستلزمات علم الآثار. آنذاك لم يكن أحد يحلم بشيء اسمه الحمض النووي. تأمل التقدم الذي حدث في دراسة الاكتشافات الأثرية في مومياوات ملوك الأسر الفرعونية وغيرها، وبقايا الإنسان والحيوان في الكهوف الأوروبية، رجوعاً إلى عصر الدناصير، ففي الزوايا بقايا من بقاياها. منظومة من قرابة عشرين علماً تتجاوب وتتعاضد في علم الآثار. ذلك هو عالم علوم التخصصات المتعددة.
هل ينبغي لنا نسيان الغائب الذي لا يغيب عن الأذهان؟ هل نروم نهضة علمية من دون إعلام علمي ضارب أطنابه في كل المضارب؟ لا عيب في التذكير المتكرر بأن للصين 4500 مجلة علمية، عدد نفوس العرب أربعمئة مليون نسمة، لا نريد أكثر من ألف مجلة علمية عربية. تقول مثل عيسى بن هشام في المقامات: «وأنا خادمها لو كانت»، حسناً، خمسمئة، لكن، لا أقل من أضعف الإيمان: مئة. كم لدينا في كل البلاد العربية؟ خمسون؟ عشرون؟ عشر؟
 لزوم ما يلزم: النتيجة الإصرارية: كم عدد الجمعيات العلمية في الصين؟ عدد الشوارع!
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdhc5np5

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"