تعزيز ما يوحّد

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين
كلمة الخليج

لن نقول إن الوضع العربي على أحسن ما يرام، ولن نقول إن العمل العربي المشترك هو في أحسن حال، أو إن مسيرة التضامن تأخذ طريقها بقوة في مواجهة ما يتربّص بالمنطقة والعالم من تحديات، أمنية وسياسية وصحية وبيئية، أو إن الدول العربية تجاوزت خلافاتها البينية وبدأت تستعد لمرحلة جديدة من التلاحم والتكامل، ووضع ما تملكه من طاقات مادية وبشرية وموقع جيوسياسي، في خدمة الأمة، وما تتطلع إليه شعوبها.

الوضع العربي ليس هكذا مع الأسف، لكن، هناك جهد يبذل من خلال التواصل المباشر بين بعض القيادات العربية، والقمم، الثنائية والثلاثية والرباعية، التي تجمع فيما بينهم، كالتي استضافتها أبوظبي مؤخراً، أو التي جرت على هامش «القمة العالمية للحكومات» التي استضافتها مدينة دبي، من أجل وضع أسس «استعادة التضامن العربي وترسيخ دعائم اللحمة العربية»، كما أوضح ذلك صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، خلال استقباله أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط.

إن دولة الإمارات التي تعي دورها في تعزيز التضامن العربي بما يخدم المصالح المشتركة للشعوب العربية وتمكينها من مواجهة التحديات، والمشاركة الفاعلة في النظام الدولي الجديد الذي يتشكل، وتحقيق مكانة متقدمة في ركب التقدم، والمساهمة في تعزيز الأمن والسلالم العالميين، لا تترك فرصة إلا وتعمل في سبيل تحقيق هذا الهدف.

دولة الإمارات توظف كل طاقاتها السياسية والدبلوماسية، وما تملك من علاقات إيجابية مع مختلف دول العالم، من أجل إقامة عالم من العدالة والمساواة والإنسانية، يكون رافداً لعالم عربي قوي وقادر، ومشاركاً فعّالاً فيه.

ولا تترك الإمارات مناسبة إلا وتكون عامل توحيد للدول العربية، وهي تعمل في الإطار الخليجي والعربي، على إقامة مختلف أشكال التكامل العربي في مختلف الميادين، خصوصاً في المجال الاقتصادي باعتباره يشكل قاطرة العمل العربي نحو التوحد، أسوة بالتجمعات الاقتصادية، الإقليمية والعالمية، في أكثر من مكان، ومن بينها الاتحاد الأوروبي الذي بدأ مسيرته بالوحدة الاقتصادية، أو تجمّع «البريكس» الذي يوحد طاقات اقتصادية لدول متنوعة اللغات والثقافات والتاريخ، فكيف بالدول العربية التي تجمعها اللغة الواحدة، والتاريخ والجغرافيا والمصير المشترك؟

إن دولة الإمارات إذ تتجاوز الخلافات السياسية، وتعمل من أجل توحيد الجهد العربي، إيماناً منها بأهمية العمل العربي المشترك كأساس من أسس وجودها، ترى في لملمة الشمل العربي هدفاً من أهدافها الوطنية والقومية، لأن هناك الكثير مما يجمع ولا يفرّق، وهي تعمل في هذا الإطار وتقوم بجهود متواصلة لوضع أسس حقيقية لعمل عربي يساهم في انتشال الأمة مما هي فيه، ويضعها في المكان الذي يليق بها بين الأمم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4whf5cju

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"