نداء استغاثة

نبض
02:08 صباحا
قراءة دقيقتين

في الآونة الأخيرة بلغ الأمر حدوداً لا تطاق، ليشكّل مصدر قلق يومي لكثير من الناس الذين تُنتهك خصوصياتهم دون ذنب ودون فائدة تذكر، بسبب تلك المكالمات العشوائية التي لا تفرّق بين الناس، وتفترض أن الجميع مستهدف بتلك العروض الترويجية وفرص الشراكة، ودخول أسواق المال والأسهم، أو شراء منتجات بعينها، من ضمنها الدروس الخصوصية والدورات التدريبية، وتداول العملات والعقارات، حيث تحول الأمر إلى استماتة حقيقية في الإصرار على عملية العرض التي تسمى زوراً وبهتاناً بالتسويق!

هل يتضمن التسويق أساليب تندرج تحت بند الإزعاج المتكرر؟ هل يعني التسويق استهداف عينة عشوائية لجذبها في مجالات تخصصية كالشراكات والاستثمارات؟ من أتاح لهؤلاء حق الوصول إلى الناس واستهدافهم المتكرر بالاتصالات في أوقات راحتهم، وتكرار المحاولات حتى بعد حظر الأرقام التي يستخدمونها عبر الاتصال مراراً وتكراراً باستخدام أرقام أخرى، لهواتف غير مخصصة للتسويق أو العمل التجاري، وإنما مخصصة للاستخدام الشخصي؟

لماذا وعلى الرغم من كل التحذيرات والتلويح بالعقوبات لم يستسلم هؤلاء، وما زالوا يخرجون لنا كل يوم بأساليب وحيل جديدة وطرق ملتوية، بتنا نشعر باليأس من التخلّص منها؟

نحن في دولة من أكثر بقاع العالم تطوراً ونشاطاً وحداثة في مجال التجارة والاقتصاد والأسواق، ولدينا من الإمكانيات الكثير، فلماذا يلجأ البعض إلى أساليب عفا عليها الزمن تتضمن إزعاج 100 شخص على سبيل المثل، من أجل الحصول على رد إيجابي من شخص واحد، ربما غير مؤهل ولا يمتلك القدرة المالية للحصول على العرض الذي يتم تسويقه؟

للأسف كل تلك الطرق التي أعلنت عنها شركات الاتصالات لم تُفلح في التخلّص من الإعلانات والاتصالات المزعجة؛ لأن هناك من يتقن الالتفاف عليها، واختراع طرق وأساليب للتملص منها، عبر الاتصال بهواتف «موبايل» أو استخدام الكمبيوتر أو حتى مراكز الاتصال من خارج الدولة، لتكون مهمتك اليومية هي حظر الأرقام بعد إغلاق الخط في وجه المتصل منذ سماع العبارات الأولى التي يعرّف فيها بنفسه.

نداء استغاثة نوجّهه لكل صاحب قرار، مفاده أن الأمور يبدو أنها خرجت عن السيطرة، وتحتاج إلى من يعيدها إلى نصابها الصحيح، ووقف هذا العبث بحياة الناس وأوقاتهم ومزاجهم وحالتهم العصبية وخصوصياتهم؛ لأننا لا نقبل أن نكون مجرد أرقام عند مجموعة مسوّقين لا همّ لهم إلا المحاولة ليلاً ونهاراً من أجل نسبة يقبضونها على الرأس الواحد؛ لذلك لا بد من توفير قنوات سريعة تتابع وتراقب وتحظر على الفور كل رقم يتورط في هذا العمل المقيت، الذي يطلق عليه «تسويق».
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mvjvr8e6

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"