زايد زرع البذرة وخلفه سقوا الشجرة

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

لبعض الزعماء والقياديين والمؤثرين في حياة الشعوب والحضارات حلم واحد قد يتحقق وقد لا يتحقق، وتنتهي بعد ذلك قصة الحلم، وقصة القائد.
كان للقائد والحكيم والمؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حلمان وتحققا: إعمار الصحراء، والوصول إلى الفضاء. وحين يحمل الرجال الكبار طموحين بهذه الرؤية المعجزة، فإن في قلوبهم إرادات عُظمى، وقوّة قيادية لا تتوفّر إلاّ لذوي الإيمان، وذوي السلطان.
كان زايد رجلاً مؤمناً، ومسك الإرادة بقبضة الفارس والواثق، والرّائي ببصيرة تستشرف الآتي المستقبلي، وتتفاءل به، وتعمل عليه..
رؤية زايد، وبصيرته، ووثوقيته واعتزازه بأبناء وبنات بلاده حوّلت الصحراء إلى فراديس خضراء، ومعمار يطاول الغيم، ودولة في المقدمة دائماً، والشواهد هنا ليست في الكتابة أو في المقالة، بل على الأرض، وأمام العالم.
كان زايد ينحني ويحنو على الأرض، على الإنسان والشجرة والرمل والجبل والبحر والكائن الحيّ في قوّته وفي ضعفه، وكان أيضاً يرفع يديه وعينيه وقلبه إلى السماء، ويتطلع إلى يوم يرفرف فيه علم الإمارات في الفضاء.
تحقق الحلمان لرجل الحكمة، والحدس والرؤية والاستشراف، هزاع المنصوري، وسلطان النيادي ليس مجرّد شابّين حَيَويين ناجحين شجاعين من دولة الإمارات العربية المتحدة، بل هما أيضاً إلى جانب هذه التوصيفات المستحقة، يمثلان جيلاً علمياً ثقافياً فروسياً إبداعياً في دولة التراث، والحداثة، والمعاصرة.
زايد زرع البذرة، وخلفه سقوا الشجرة. خلفه من قادة وشباب وإداريين ومؤهلين وعلميين ومثقفين في دولة الإمارات.
تذهب دولة الإمارات إلى الفضاء، إلى المريخ، وإلى محطة الفضاء الدولية، وإلى الأقمار الصناعية، وإلى الفلك والكواكب والمدارات البعيدة، ليس لكي تزرع الفضاء بآلات السيطرة والهيمنة والتجسس والترهيب والاستثمار الأسود في ملكوت الله، بل تذهب الإمارات إلى الفضاء لتكتمل دورة العلم والمعرفة والبحث والتجربة الميدانية الفضائية لمصلحة الإنسان على الأرض، لمصلحة أمنه وأمانه واقتصاده وجامعاته ومراكز بحوثه في البيئة، والطب، والصحة، والمناخ، والهواء، والماء... العناصر الكلية للحياة.
تذهب الإمارات إلى الفضاء بأبنائها الشباب الشجعان، والنموذجان أو المثالان: هزاع المنصوري وسلطان النيادي، من أجل الحياة، ومن أجل ثقافة الحياة، وفكر الحياة، وعلوم الحياة.
قبل خطوة الإمارات إلى الفضاء، كانت الدولة قد عزّزت وعمّقت وكرّست الحياة، ومفاهيمها الجمالية، والعادلة، والتسامحية، والإعمارية على الأرض، ثم، جاءت الخطوة الثانية التالية، اليوم، التي هي حديث العالم، وتساؤلاته: كيف لدولة حديثة عمرها 51 عاماً فقط تطويع الفضاء لغرض مدني، جمالي، تفاؤلي أسرع وأنجح من غيرها من بلدان العالم الأقدم منها في هذه الخريطة الدولية المتشابكة، والمتقاطعة؟
تنأى الإمارات بدولتها وشعبها وشخصيتها الدولية عن المقارنات. تفضل أن تقول لأبنائها: شكراً.. الله يعطيكم العافية.
الشكر للدولة، والقيادة، وحكمة زايد والشكر لحكّام المعرفة والرؤية وثقافة الحياة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4pv3ckw9

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"