عادي
على خطى «تيسلا»

شركات أوروبية تسعى للاستفادة من خطة خفض التضخم

22:52 مساء
قراءة 3 دقائق

إعداد: خالد موسى

أعلنت «تيسلا» مؤخراً عن تحول استراتيجي بعيداً عن أوروبا، حيث تسعى إلى الاستفادة من الإعانات غير المسبوقة في الولايات المتحدة، لكنها ليست الشركة الوحيدة التي تراجع قرارات الاستثمار في ما يتعلق بأوروبا.

وتعيد العديد من الشركات متعددة الجنسيات، النظر في خطط توظيف أموال جديدة في أوروبا. ويأتي ذلك بعد أن قدّم الرئيس الأمريكي جو بايدن العام الماضي، قانون خفض التضخم الذي يتضمن مبلغاً قياسياً بقيمة 369 مليار دولار للإنفاق على سياسات المناخ والطاقة.

أثار التشريع التاريخي الذي يتضمن الإعانات الخضراء للشركات، قضايا المنافسة للشركات الأوروبية وأزعج السياسيين في المنطقة. وهذا ما دفع بروكسل للتفكير في أفضل السبل للرد.

وعبرت العديد من الشركات الكبرى من بينها: «نورثفولت»، صانعة بطاريات سويدية، و«ليندي» عملاق كيميائي من ألمانيا، و«فولكس فاجن» صانعة السيارات في ألمانيا، وشركة «إينل» عملاق الطاقة الإيطالي، عن اهتمامها بالاستفادة من الإعانات الأمريكية.

وقال إيفانجيلوس ميتيلينيوس، الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة التكتل الصناعي اليوناني «ميتيلينيوس»، لقناة «سي أن بي سي»: «تفضل الشركات الأوروبية أن يكون لديها حاضر مع الحكومة الأمريكية، بدلاً من عقوبات من قبل السلطات الأوروبية».

وعندما سئل عما إذا كان سيأخذ شركته إلى الولايات المتحدة، أجاب ميتيلينيوس، «إنه احتمال. لسوء الحظ، هذا ليس مجرد احتمال لشركتنا».

ولا يزال من المبكر تقييم حجم الاستثمار الذي يمكن أن ينحرف بعيداً عن أوروبا نتيجة لسياسة بايدن، لكن الرسالة من الشركات الأوروبية واضحة حتى الآن: «إنها تريد من المسؤولين في المنطقة أن يفعلوا المزيد لدعمها».

أداة استثمارية قوية

وقال ميغيل ستيلويل دي أندرادي، الرئيس التنفيذي لشركة الطاقة العملاقة «إي دي بي»، ل«سي أن بي سي»، الجمعة: «أوروبا بحاجة إلى تصعيد لعبتها». ووصف قانون خفض التضخم الأمريكي بأنه «أداة استثمار قوية للغاية وبسيطة داعمة للأعمال».

وفي خطاب ألقاه في فبراير/شباط، قالت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية: «إن الوقت قد حان لإطار عمل أبسط وأسرع». وفي السابق، رحب فريقها بالجهود التي تبذلها الولايات المتحدة من أجل اقتصاد أنظف، مع تكثيف المحادثات مع نظرائهم لضمان عدم تدفق الشركات الأوروبية إلى أمريكا، لكن هناك مخاوف من أن يكون الأمر متأخراً جداً.

وصرح بيتر كارلسون، الرئيس التنفيذي لشركة «نورثفولت»، لشبكة «سي إن بي سي» في فبراير/شباط، بأن «شركته تعمل في مصنع في أمريكا الشمالية». وأضاف: «ومع قانون خفض التضخم الأمريكي، تم تعزيز هذه الخطة نوعاً من التوربو نظراً للحوافز القوية للغاية».

بذل مزيد من الجهود

في غضون ذلك، قال إلهام قادري الرئيس التنفيذي لشركة «سولفي»، وهي شركة كيميائية مقرها بلجيكا، في يناير/كانون الثاني: «الحقيقة هي أن إدارة بايدن تحفز، عندما تعمل أوروبا على تنظيم القطاع». وأضاف: «الاتحاد الأوروبي يدرك أنه بحاجة إلى بذل المزيد».

وقررت «تيسلا» الشهر الماضي تقليص بعض الاستثمارات في ألمانيا، والتركيز على سوق أمريكا الشمالية بدلاً من ذلك، للاستفادة من الإعانات الأمريكية الخضراء للشركات.

وقالت الشركة في 22 من فبراير/شباط، وفقاً ل«رويترز»: «ينصب تركيز إنتاج خلايا تيسلا حالياً في الولايات المتحدة بسبب الإطار الذي وضعه قانون خفض التضخم الأمريكي (IRA)».

جذابة للغاية

ويأتي ذلك في الوقت الذي يعتبر فيه المحللون والشركات أن «الإعانات الأمريكية الخضراء للشركات جذابة للغاية بحيث لا يمكن تفويتها».

و«قانون خفض التضخم في أمريكا بسيط للغاية أولاً وقبل كل شيء. والبساطة هي الفائز دائماً. على النقيض من ذلك، فإن آلية الاتحاد الأوروبي أكثر تعقيداً»، بحسب ماريا دمرتزيس، من مركز الأبحاث «بروجيل».

وسألت «هل ستؤجل الشركات في الاتحاد الأوروبي أو في أي مكان آخر الاستثمار الذي أرادت القيام به في الاتحاد الأوروبي والاستفادة فعلياً من الفائدة المباشرة والبسيطة جداً والفورية التي وعد بها الرئيس الأمريكي بالفعل؟»

وأضافت أن «هذا أمر يثير قلق المسؤولين الأوروبيين، ويأتي في وقت صعب للغاية». ولا تستطيع الاقتصادات في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي أن تفقد استثماراتها الرئيسية؛ لأنها تكافح مع أزمة تكلفة المعيشة.

وقالت دمرتزيس: «يدرك الاتحاد الأوروبي بشكل خاص أنه بحاجة إلى بذل مزيد من الجهد للمنافسة على المستوى الدولي». ولا تزال المفوضية الأوروبية؛ الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، تعمل على إنشاء صندوق سيادي لتوفير التمويل للمشاريع الخضراء، لكن التفاصيل الكاملة غير متوقعة قبل يونيو/حزيران.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4rdvwv5r

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"