رسالة الأمس واليوم

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين

لم تفلح جهود واشنطن وحلفائها الغربيين في حمل قمة العشرين الأخيرة في العاصمة الهندية، نيودلهي، على إدانة موسكو بسبب الحرب في أوكرانيا. ونجحت روسيا والصين في تعطيل صدور بيان إدانة كان الغربيون يسعون إليه.
ومن جانبها قالت الدولة المضيفة، الهند، إن مجموعة العشرين ليست محفلاً لحل المشكلات الأمنية، لكنها يمكن أن تكون لها تبعات خطيرة على الاقتصاد العالمي، وأكد رئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي، أن النقاشات بشأن الحرب الروسية - الأوكرانية يجب أن لا تطغى على المواضيع الأخرى في جدول أعمال القمة.
ومعلوم أن الهند التي تتولى رئاسة مجموعة العشرين هذا العام التزمت بموقف محايد إلى حد كبير بشأن الحرب، وأحجمت عن إلقاء اللوم على روسيا في العملية العسكرية بأوكرانيا مع السعي إلى حل دبلوماسي وتعزيز مشترياتها من النفط الروسي.
 دعا رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي خلال اجتماع مجموعة العشرين في نيودلهي إلى حل الخلافات الدولية بشأن أوكرانيا، فيما دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن دول المجموعة إلى حثّ روسيا على سحب قواتها من أوكرانيا.
وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قال إن «عديداً من القادة الغربيين حولوا جدول أعمال مجموعة العشرين إلى مهزلة، بهدف تحويل المسؤولية عن إخفاقاتهم في الاقتصاد باتجاه روسيا». وربما في مسعى منه لتوجيه رسالة للمعنيين في الغرب حرص لافروف على حضور افتتاح معرض مخصص لإرث الكاتب الروسي ليف تولستوي والزعيم الهندي المهاتما غاندي في دلهي كجزء من معرض الكتاب الدولي، حيث استقبل هناك بحفاوة من الحضور، كأنه أراد القول: هناك ما يجمع الروس والهنود لا في الاقتصاد والسياسة فحسب، وإنما في الثقافة أيضاً.
يذكر أن مراسلات مهمة جرت بين تولستوي والمهاتما غاندي، ويرجع تاريخ الرسالة الأولى التي كتبها غاندي لتولستوي إلى نهاية عام 1909، أي في الفترة التي كان غاندي منهمكاً فيها في الكفاح من أجل استقلال بلاده عن السيطرة البريطانية، ونيل استقلالها، ومع أن غاندي ليس المناضل الهندي الوحيد الذي راسله تولستوي، لكنه اعتبره الأقرب إليه بين الجميع.
المترجم المصري أحمد صلاح الدين اختار الرسائل المتبادلة بين الرجلين، لتكون موضوعاً لكتاب أعدّه وترجمه عن الروسية واختار له عنوان: «دولة الحب... مراسلات تولستوي وغاندي»، وصدر عن دار الرافدين، وبمطالعة لمحتوى تلك المراسلات نجد طرفيها متفقين على رفض سعي الغرب لإملاء نمط عيشه على بقية الشعوب، وهي بالنسبة للروس خاصة، رسالة الأمس واليوم.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p86yt55

عن الكاتب

كاتب من البحرين من مواليد 1956 عمل في دائرة الثقافية بالشارقة، وهيئة البحرين للثقافة والتراث الوطني. وشغل منصب مدير تحرير عدد من الدوريات الثقافية بينها "الرافد" و"البحرين الثقافية". وأصدر عدة مؤلفات منها: "ترميم الذاكرة" و"خارج السرب" و"الكتابة بحبر أسود".

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"