إعداد: مصطفى الزعبي
تقيم قبيلة بودي في جنوب إثيوبيا مهرجاناً سنوياً يتم فيه تكريم الرجل صاحب أكبر بطن والاحتفال به، وجعله رجل القبيلة المميز وذا نفوذ كبير.
وللتحضير لهذا الحدث الكبير، يذهب الرجال في رحلة شاقة لمدة ستة أشهر للتسمين.
وعادة ما يُنظر إلى السمنة والبطن الكبير على أنهما من القيود في الحياة الحديثة التي لا تؤثر سلبياً على الصحة فحسب، بل تعتبر أيضاً غير جمالية بشكل عام، ومع ذلك، في منطقة نائية من وادي أومو، جنوب إثيوبيا، تعتبر البطون الكبيرة عند الرجال رمزاً للجمال.
وتحتفل قبيلة بودي، وهي قبيلة من المزارعين ورعاة الماشية، بحبهم للبطون الكبيرة خلال مهرجان سنوي يسمى «كايل»، حيث يتوّج الرجل صاحب أكبر بطن بـ «رجل العام البدين» ويحظى باحترام جميع القبيلة مدى الحياة. ولكن من أجل كسب هذا الشرف، يجب على الرجال اتباع عملية تسمين من حليب البقر أو اللبن والدم الخام والعسل لعدة أشهر قبل المهرجان.
وما يصل إلى ستة أشهر قبل «كايل»، ويبدأ رجال قبيلة بودي عملية التسمين عن طريق التوقف عن ممارسة أي نشاط بدني، واستهلاك أكثر الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية التي يمكنهم الحصول عليها، والتي عادة ما تكون حليب البقر والدم الطازج منها، عبر ثقب الوريد بحربة، ويجمعون قدراً من الدم، ثم يغلقون الجرح بالطين.
وأثناء نظامهم الغذائي للتسمين، ويمتنع الرجال عن أي أنشطة بدنية، ويقضون وقتهم في أكواخهم، وتقدم لهم نساؤهم كل ما يحتاجون إليه للتسمين، ويتم تقديم أول وعاء من الحليب والدم يحتوي على حوالي 1 إلى لترين عند شروق الشمس، ولكن يتعين على الرجال تناول العديد منها على مدار اليوم إذا كانوا يريدون الحصول على فرصة السمنة.
ولكن يعاني البعض منهم من صعوبة في الخليط الغني بالبروتين ويجدون أنفسهم يتقيأون بكثرة.
وعادة ما يكون رجال قبيلة بودي نِحافاً، ولكن أثناء عملية التسمين لكايل، يصبح البعض سميناً لدرجة أنهم بالكاد يستطيعون الحركة، لكن هذه تضحية هم على استعداد لتقديمها لكسب احترام القبيلة.
وفي يوم المهرجان الذي يقام عادة في يونيو/حزيران أو يوليو/تموز، يغطي الرجال أنفسهم بالطين والرماد ويعرضون بطونهم السمينة ليراها الجميع.
ويصوت رجال القبيلة لمن لديه أكثر بطن بروزاً، ويطلق على الفائز لقب «الرجل البدين لهذا العام».
وبعد المهرجان، تتقلص معدة الرجال إلى حجمها الطبيعي في غضون أسابيع قليلة.
