عادي

أيام الشارقة التراثية تفتح نافذة جديدة في مدينة المدام

16:37 مساء
قراءة 9 دقائق

شهدت مدينة المدام انطلاقة سادسة لفعاليات أيام الشارقة التراثية، بعد سلسلة الفعاليات التي أقيمت في الشارقة والذيد وخورفكان وكلباء والحمرية، حيث تم الافتتاح بحضور د.عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، رئيس اللجنة العليا المنظمة لفعاليات الأيام، وسط أجواء جمعت أهل مدينة المدام والزائرين والضيوف من جميع إمارات الدولة.

وتزينت أرض الفعاليات بأجواء القهوة ودلالها الشهيرة، تعبيراً عن الكرم والترحيب بالزائرين، وبأنواع المواقف التي تحاكي التراث الشعبي الإماراتي في جميع المجالات الاجتماعية والحرفية والفنية وما يتعلق منها بالإنسان والمكان واللباس والمأكولات الشعبية وسائر البيئات التي احتضنت الإماراتيين وصاغوا في وجودهم عليها أروع القصص، وضربوا أجمل الأمثلة في المحبة والتماسك واحترام القيم.

وأكد د.المسلم أن مدن الشارقة، بفضل حكمة ورعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أظهرت وجهها التراثي المشرق بفخر، فهم لا يزالون يتمسكون بموروثهم الشعبي المحلي، لأنهم يرون فيه أمانة ورسالة تنتقل من جيل إلى جيل، وهم أمناء حقيقيون على أدائها لأبنائهم وأحفادهم ومن بعدهم، وهذه الفعاليات جزء لا يتجزأ من هذه الأمانة، وكلنا حريصون على أدائها بأفضل الصور.

وألقيت الكلمات الترحيبية بالضيوف، وتكريم مجموعة من المتقاعدين من أبناء مدينة المدام الذين أمضوا أكثر من عشرين عاماً في خدمة المنطقة، تقديراً لهم، وتعبيراً عن الحفاظ والفخر بالقيم والموروث الشعبي المحلي.

وتزينت أرض الفعاليات بالعديد من صور التراث المحلي، كالرقصات الشعبية التي نشرت مظاهر الفرح والبهجة مثل رقصة العيالة وغيرها، وكالسيارات القديمة وما تحمله من متاع قديم للإشارة إلى عملية النقل في ذلك الزمان، وهناك البيت التراثي الذي تمارس فيه بعض النسوة مجموعة من الحرف كنسج خيوط (التلي) الخاص بزينة اللباس الشعبي، وصنع العطور التراثية ومستحضرات التجميل من نباتات البيئة المحلي، وعمل خلطات الحناء لتجميل أيادي الأطفال، وغزل الخيوط، وخياطة البراقع، وصنع البخور والكحل.

وشهد المعرض سوقاً على غرار السوق الشعبية القديمة، استعرضت فيها كتباً تراثية، ومتاجر لبيع الأزياء الشعبية، والمطعومات المختلفة، كما احتضن أحد الأركان معرضاً للصور القديمة التي تعبر عن ارتباط الإماراتي بالأرض والقيم والرموز المحلية، كما أقيمت فعاليات ترفيهية عدة للأسر والأطفال لتضيف المزيد من البهجة الى الفعاليات التي نالت استحسان الجميع وتقديرهم.

تجليات الإبداع

نظم المقهى الثقافي في مهرجان أيام الشارقة التراثية محاضرة رصدت جوانب ثرية من «تجليات الإبداع في التراث الحرفي الإماراتي»، شاركت فيها الإعلامية والشاعرة والباحثة شيخة الجابري، والباحثة في التاريخ الشفاهي مريم المزروعي، والباحث والكاتب خالد الهنداسي.

عقدت الجلسة في متحف بيت النابودة في ساحة التراث، وأدارتها حمدة الزرعوني الباحثة التراثية في معهد الشارقة للتراث.

بيئة ملهمة

أشار الباحث خالد الهنداسي إلى أن بيئة الإمارات الصحراوية القاسية والجافة لم تكن سهلة، إلا أن أهل الإمارات نجحوا في تحويلها إلى واحة من الإلهام، واستخرجوا منها الكثير من الموارد، مؤكداً أن الإبداع كان ديدنهم منذ القدم، لأن حياتهم البدائية كانت دافعاً للبحث عن السبل المناسبة لإيجاد بدائل تسهل عليهم جلب وتوفير الخدمات المختلفة.

وأوضح أن معطيات الطبيعة في ذلك الوقت كانت تتلخص في البحر والصحراء، وما يزود به من موارد ومواد قليلة وبسيطة، لكنهم نجحوا في توفير احتياجاتهم منها بالرغم من ندرتها وشحها، بل كانوا عناصر منتجة، وقادرة على إيجاد حلول بديلة وإبداعية وإنتاجية للتعامل مع هذه المصاعب والتخفيف من قسوة الظروف وندرة الموارد، والبحث في كيفية الاستفادة من معطيات الطبيعة بصحرائها الشاسعة وبحرها الواسع.

وأضاف أن حياة إنسان الإمارات كانت حركة متواصلة ونشاطاً لا يعرف التوقف عن محاولة استخراج خيرات الأرض وثرواتها مستندين إلى فطنتهم وحكمتهم في ذلك، داعياً إلى المحافظة على عناصر الفن والأصالة والإبداع فيما تركه الآباء والأجداد من حرف تقليدية وفنون شعبية متنوعة التي تعكس ذوقاً فنياً وتراثاً غنياً وتمثل الجانب المنتج من حياة المجتمع، مع إمكانية إضفائها بلمسات فنية جديدة مطعمة بمفاهيم الحداثة المقبولة.

واستعرض الهنداسي بعض تجليات الإبداع في التراث الحرفي الإماراتي والمهن والمنتجات التي ارتبطت بها، ومن ذلك حرفة النجارة في البيئة الساحلية وارتباطها بصناعة السفن (القلافة) والصيد والغوص والسفر التجاري، وباستخدام أنواع مختلفة من الأخشاب، وأدوات نجارة متنوعة، وبالاعتماد على القوة البدنية والمهارة والدقة اللازمتين.

وذكر من هذه الحرف أيضاً نجارة الأبواب القديمة، والحياكة، بالإضافة إلى حرفة سف الخوص أو السفافة المعتمدة على السعفيات، ومن منتجاتها الحصير والسرود والجفير واليراب والمزماة والمكشة والمنفض وقلادة الحبال، كما تحدث عن حرفة الزفانة والزفارة وصناعة الدعن، وعن الحدادة والصفارة اللتين ارتبطتا بصناعة الأواني القديمة والقدور وتلميعها، وغيرها من الحرف والمنتجات.

استدامة التراث

انطلقت الباحثة مريم المزروعي في مداخلتها من إعلان حكومة دولة الإمارات 2023 عاماً للاستدامة تحت شعار «اليوم للغد» من ضمن خطة الخمسين، مشيرة إلى أن استدامة التراث جزء أصيل في صميم هذه الخطط والأهداف الاستراتيجية الواعدة.

وتوقفت المزروعي عند أهمية التراث لتؤكد أنه حاضنة رئيسية للهوية الوطنية وذاكرة الوطن وموروثه التاريخي بشقيه المادي وغير المادي، وله دور مؤثر في تحديد معالم الشخصية الوطنية في الدولة.

واستعرضت تفاصيل حرفتين نسائيتين من ضمن الحرف التقليدية المحلية، وهما السدو والتلي، حيث تم تسجيلهما ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي في منظمة اليونيسكو، وتتسم هاتان الحرفتان السدو والتلي بالالتزام بأدواتهما الخاصة وخيوطهما المميزة.

وأضافت أن حرفة السدو اشتهرت بها نساء البدو من خلال حياكة الصوف أو نسجه باستخدام المغزل والدرية على النول، وبالاعتماد على وبل الإبل وشعر الماعز وصوف الغنم، بحيث يقمن بإنتاج زخارف متنوعة منه كنقش الأشجار وعويريان وغدير وغيرها، وكانت خيوط الصوف ذات ألوان طبيعية متنوعة تستخرج من الحناء والعصفر والزعفران والكركم والنيلة، وقد تعددت استخدامات السدو في صناعة بيوت الشعر والخيام والسروج والأحزمة والحصر والسجاد.

وذكرت المرزوعي أن التلي نجح في تسجيل اسمه أيضاً في اليونيسكو، وهو عبارة عن شريط مزركش بخيوط ملونة وخيوط فضية متداخلة، ويتم ممارسة صناعة التلي على قطعة تسمى الكاجوجة.

ونوهت بأن ظروف الزمن السابق شكلت دافعاً للنساء لممارسة بعض الحرف الأخرى في بيوتهن، ومن ذلك الحناية، والداية، والمعقصة، والسفاة، وقرض البراقع، وبيوت الشعر العريش، والعطور والدخون.

وأشارت إلى النساء قديماً اعتدن على خياطة ملابسهن وملابس أفراد عائلاتهن وبمختلف الأشكال، ووفق طقوس معينة، حيث كن يتجمعن أحياناً في وقت فراغهن مساءً في منزل إحدى النساء أو مجالس خاصة، ويمارسن بعض الحرف بشكل جماعي، مثل التلي والسدو وغيرهما، لافتةً إلى أن معظم هذه الحرف بدأ بالاندثار، مع تطور الحياة الحديثة ولجوء الناس إلى المشاغل الخاصة بالخياطة والتطريز ومحلات التجميل وغيرها، مع بقاء بعض الحرف والمهن قائمة ولكن بشكل محدود، حيث لا تظهر إلا في الفعاليات والمهرجانات والمعارض.

واختتمت المزروعي حديثها بأن العديد من منتجات الحرف الإماراتية التقليدية وصل للعالمية، ومن ذلك تجربة التعاون القائم بين دولة الإمارات ولجنة كولبير الفرنسية، والاتفاق على إدراج بعض نماذج منتجات الحرف التقليدية الإماراتية في منتجات عدد من العلامات التجارية التي تمثلها اللجنة، ومنها شانيل ولويس فيتون وهيرمس، وبما يعزز الحوار الثقافي بين الإمارات وفرنسا ويسهم في نشر وتعميم الهوية الإماراتية على المستوى العالمي وفي القطاع التجاري، حيث تضم اللجنة التي تأسست عام 1954 أكثر من 84 علامة من العلامات التجارية و16 مؤسسة ثقافية فرنسية.

تبسيط التراث

في الجزء الأخير من الجلسة، أكدت شيخة الجابري أن الكثير من الدول المتطورة في مجال الصناعات الحديثة تهتم في نفس الوقت بالمنتجات المرتبطة بالحرف التقليدية لديها، وتستلهم منها منتجات جديدة بروح العصر. ولأجل تبسيط مفهوم التنمية المستدامة في التراث، فإنها تسعى لإدخال التقنيات الحديثة في عملية إعادة الإنتاج أو الاستخدام أو التدوير في عرض الحكايات والألعاب الشعبية والحرف التقليدية والشخصيات التراثية الحرفية، ومن ذلك تقنيات الهولوغرام والعروض ثلاثية الأبعاد وتقنيات الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي وغيرها، لافتة إلى أن استدامة التراث تتطلب تضافر الجهود بين الأسرة والمدرسة والإعلام والمجتمع، ليكون هذا التراث الأصيل حاضرًا في العقول والأرواح والسلوك، جامعاً بين الجوهر والمظهر.

وأثنت الجابري على تجربة مجلس إرثي للحرف المعاصرة في مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة في الشارقة، وذلك من خلال النجاح في إطلاق مشاريعهن المنزلية المنتجة بهدف تحقيق عوائد مجزية للمرأة وأسرتها ومجتمعها، ونقلها من خانة الاستهلاك إلى خانة الإنتاج.

شيخة الجابري تصدر «في ظليل الغاف»

في أحدث إصدارات معهد الشارقة للتراث لعام 2023، وضمن فعاليات أيام الشارقة التراثية، وقعت الإعلامية والباحثة والشاعرة الإماراتية شيخة الجابري كتابها الجديد (في ظليل الغاف)، وهو عبارة عن حكاية موجهة للأطفال تسعى لربطهم برموزهم الوطنية وتعزيز معاني الهوية في حياتهم.

وأعربت الجابري عن سعادتها بأن تهدي لأطفال هذا الوطن الرائع حكاية تنبع من صميم موروثهم التراثي وتستوحي أفكارها من عناصر الطبيعة التي حبانا الله بها.

وأشارت إلى أن القصة تتلخص في حوار جميل بين الجدة وحفيدها أحمد حول شجرة الغافة، باعتبارها أحد الرموز الوطنية لدولة الإمارات ورمزاً للتسامح، وذلك عندما وجدت الجدة حفيدها مستغرقاً في التفكير تحت ظلال هذه الشجرة يتفيأ ظلالها بعد سقوط المطر.

وأضافت: «أمام التساؤلات البريئة التي يوردها أحمد أمام جدته حول حياة هذه الشجرة ونموها وتطورها، تقرر الجدة الإجابة عليها بكل رحابة صدر وسعادة، بعد أن يجتمع إلى أحمد وأشقاؤه وشقيقاته وبعض الأقارب والجيران، لتبدأ حكاية مدهشة في كلماتها ومعانيها، حول أهمية المحافظة على هذه الشجرة وعدم قطعها، ومزايا الغاف وقدرتها العجيبة على التأقلم مع البيئة الصحراوية القاحلة، ودور المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، في العناية بها وزرعها في كافة أنحاء الإمارة، والإشارة إلى الفوائد الغذائية والعلاجية والتجميلية المهمة لهذه الشجرة».

وتقول الحكاية في إحدى فقراتها: «كان الناس يتجمعون تحت ظلة الغافة منذ القدم، حيث يجلسون للتشاور وتبادل الآراء ومعهم أبناء القبائل المجاورة، ويمر بهم من عابري السبيل، حيث يتم الترحيب بالجميع دون تمييز أو قيود أو شروط، فقد كان المكان بمثابة المنتدى، يلتقون فيه، وتدور فناجين القهوة الساخنة، وحبات التمر اللذيذ، وتوقد النار التي توضع عليها دلال الرسلان لصناعة القهوة، وتدور السوالف والحكايات، وتتم مناقشة الأمور المهمة تحت ظلال الغاف».

برامج تعليمية

ضمن سلسلة المحاضرات الأكاديمية في فعاليات أيام الشارقة التراثية في دورتها العشرين قدم د.صابر يحيى مرزوقي الأستاذ المشارك في معهد الشارقة للتراث محاضرة حول التعريف بالمؤهلات والبرامج التعليمية وآلية اعتمادها في المعهد.

في المحاضرة التي أدارتها لطيفة المطروشي الباحثة في التراث بالمعهد، أشار مرزوقي إلى الجهود التي تقوم بها الإدارة الأكاديمية في المعهد، من خلال طرح برامج تعليمية هادفة، وتنفيذ أنشطة تدريبية متنوّعة، تسهم في تزويد الطلبة الدارسين والمتدربين من كلا الجنسين بالمعارف العلمية والمهارات التطبيقية والأكاديمية في مجال التراث الثقافي، والمجالات التخصصية الأخرى ذات الصلة.

وأكد أن هذه البرامج والدبلومات المهنية تلقى إقبالاً كبيراً من الموظفين والموظفات ممن يعملون في جهات عملهم، وتأهيلهم وتهيئتهم أكاديمياً، وبما يمكنهم من إدارة مؤسسات التراث الثقافي، وتعزيز الوعي والخبرة لديهم بمكونات عناصر التراث، وكيفية إثراء جهود الحفاظ على الهوية الوطنية، في سبيل الوصول إلى أفضل مستوى من التنمية الثقافية الشاملة والمتكاملة في المجتمعات المحلية.

وأوضح أن الهدف من هذه المؤهلات تزويد المتدرّب بالمعارف والمهارات والكفايات اللازمة لتنفيذ الأعمال الإدارية الرئيسة في المؤسسات الثقافية والتراثية، من حيث التعرف على الأسس والوظائف الإدارية، والسياسات الثقافية، وإظهار المعرفة والمهارة المطلوبة في توفير وتنويع مصادر الدعم المالي، والرعاية المالية للمؤسسات الثقافية والتراثية والفنية، والمعرفة في إجراءات إدارة الموارد البشرية في المؤسسات الثقافية والتراثية، وتسويق المنتج الثقافي وأوجهه في المؤسسات الثقافية والتراثية والفنية، والقدرة على إدارة السياحة الثقافية وأسسها الدولية، والدراية التامة بالمهرجانات والفعاليات التراثية والثقافية، وآلية تنظيمها.

ونوه بأن معهد الشارقة للتراث يقدم عدداً من المؤهلات والبرامج التعليمية اعتباراً من 2016 وحتى الآن، وهي 5 دبلومات مهنية تتمثل في جمع وصون وتدوين التراث الثقافي غير المادي، وترميم المخطوطات وصيانتها، والأعمال الإدارية في المؤسسات الثقافية والتراثية، وإدارة المتاحف (الإرشاد المتحفي)، والتراث العمراني، مشيراً إلى أن جميع هذه الدبلومات حاصلة على الاعتماد الرسمي من وزارة التربية والتعليم على المستوى الاتحادي في الدولة، ما عدا الدبلوم الأخير في التراث العمراني، فهو معتمد في الوقت حالي فقط على مستوى إمارة الشارقة، وجارٍ الانتهاء من إجراءات اعتماده من وزارة التربية والتعليم.

وذكر مرزوقي بأن جميع مناهج هذه الدبلومات تدرس باللغة العربية، موضحاً أن كل دبلوم يتكون من 8 مساقات دراسية موزعة على فصلين دراسيين، يبدأ الأول منهما في سبتمبر من كل عام فيما يبدأ الفصل الثاني من يناير ولغاية مايو من العام التالي.

وأكد حرص المعهد على توفير المرونة اللازمة في تنفيذ هذه الدبلومات، بما يراعي ظروف وأوقات الطلبة الدارسين باعتبار أغلبهم مرتبطين بوظائفهم وأعمالهم، حيث يطبق نظام التعليم الحضوري بنسبة 50% و50% بنظام التعليم الافتراضي عن بعد، كما استعرض الشروط المطلوبة للالتحاق بهذه الدبلومات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p9dfkfb

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"