أحسن فيلم.. أسوأ فيلم

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين

سبع جوائز أوسكار ذهبت، في الدورة الأخيرة، لفيلم «كل شيء في كل مكان وفي آن واحد»، الذي يصنف في خانة أفلام الخيال العلمي، وحسب النقّاد فإن قصة الفيلم تجمع بين نظريتين يدعمهما الفيزيائيون حول تعدد الأكوان، ومحور الفيلم دور إيفلين وانغ (لعبت دورها ميشيل يوه)، التي يجب أن تتواصل مع نسخ الكون الموازية لها لمنع كائن قوي من تدمير الأكوان المتعددة.
صانعو الفيلم قالوا إنهم استلهموا فكرته من تفسير فرضية العوالم المتعددة ونظرية الفقاعة الكونية، وينقل عن أحد هؤلاء قوله: «عندما تقرر، تقوم بتقسيم الكون إلى قسمين ويعود الآخر إلى وقت تشكل الكون خلال الانفجار العظيم قبل 13.8 مليار سنة.» وكتب الفيلم وأخرجه دانيال كوان ودانيال شاينرت اللذان يسميان نفسيهما «الدانيالان» (دانييلز).
لكن ما لا يعرفه الكثيرون أنه بالإضافة إلى منح جوائز لأحسن فيلم، فإن هناك جوائز أخرى تمنح لما يوصف ب «أسوأ فيلم»، يطلق عليها اسم «جوائز التوتة الذهبية»، وتكون من نصيب أسوأ الأعمال السينمائية خلال العام، وتعلن دائماً في اليوم السابق لحفل توزيع جوائز الأوسكار، وكانت هذه السنة من نصيب فيلم السيرة الذاتية لمارلين مونرو بعنوان «الشقراء»، فبالإضافة إلى حصول الفيلم للمخرج أندرو دومينيك، على لقب أسوأ فيلم، حصل أيضاً على جائزة أسوأ سيناريو.
ومنذ عرضه لأول مرة، فإن الفيلم، وعلى عكس المتوقع، نال تقييمات منخفضة للغاية على المستويين الجماهيري والنقدي بلغت نسبة 42% من قبل المشاهدين، ونسبة 52% من قبل النقاد على مواقع ومنصّات متخصصة، رغم أنه أحيط قبل عرضه بضجة واسعة وكانت التوقعات حوله كبيرة، كونه يتناول حياة واحدة من رموز الجمال في تاريخ «هوليوود»، مارلين مونرو، وهي شخصية ملهمة للكتّاب وصنّاع الأفلام، خاصة وأن الفيلم مأخوذ عن رواية تحمل الاسم ذاته، للكاتبة جويس كارول أوتس صدرت عام 2000، وحققت أعلى المبيعات في الولايات المتحدة الأمريكية.
ليس هذا هو الفيلم الأول ولن يكون الأخير عن حياة مونرو، وحصوله على جائزة «التوتة الذهبية» المتدنية في المستوى والدلالة، أعاد، رغم ذلك، التذكير بحياة النجمة الأمريكية التي عرفت بحياتها الصاخبة، وتوفيت عن 39 عاماً فقط، في موت غامض وملتبس، هي التي عاشت في طفولتها حياة صعبة، قبل أن تصبح ممثلة ومغنية وعارضة أزياء، قدّمت 29 فيلماً في خمسينات وستينات القرن الماضي، حتى غدت، وعن جدارة، من أعظم أساطير الشاشة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2tw2t5va

عن الكاتب

كاتب من البحرين من مواليد 1956 عمل في دائرة الثقافية بالشارقة، وهيئة البحرين للثقافة والتراث الوطني. وشغل منصب مدير تحرير عدد من الدوريات الثقافية بينها "الرافد" و"البحرين الثقافية". وأصدر عدة مؤلفات منها: "ترميم الذاكرة" و"خارج السرب" و"الكتابة بحبر أسود".

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"